حتى بعد أن عاشت خمسة عقود كدمية شهيرة على المستوى العالمي ، لا تزال باربي تبدو كفتاة مراهقة فى غاية الأناقة. وقبل كل شىء فإن جسمها الذي يبلغ طوله 29 سنتيمتر مصنوع من البلاستيك , و تميزت باربي دائما بأنها دمية تشي بالترف ومع ذلك تستطيع قطاعات كبيرة من الشعب أن تتحمل شراءها الأمر الذي يجعلها أكثر الدمى نجاحا على مستوى العالم , وستبلغ باربي اليوم الاثنين ال50 عاما من عمرها. وأحد أسباب نجاحها أن جميع الفتيات يحلمن منذ الصغر أن يعملن في إحدى المهن التي تمتهنها ، من مضيفة جوية إلى مرشحة للرئاسة , كما أن الفتيات يحسدنها على خزانة ملابسها التي لا تنفد ، والتي تضمن لها القدرة على الظهور بمظهر لا تشوبه شائبة سواء كانت على الشاطئ أو على السجادة الحمراء خلال المهرجانات. وتتميز باربي بصفات رائعة ، من بينها سيقان طويلة وخصر نحيل بشكل غير واقعي وصدر كبير , وقد أثارت هذه الصفات غضب منافسيها وساعدت في تعزيز صورة نمطية جنسية في كل جيل جديد عاصرها مما أثار استياء المدافعين عن حقوق النساء. ويشكو علماء الاجتماع من أن ولعها المفرط بالإكسسوارات يدفع الفتيات الصغيرات إلى النزعة الاستهلاكية , كما ينتقد العلماء عدم تناسب جسدها قائلين إنها تثير رغبة الشابات الصغيرات في أن تكن نحيفات بشكل غير واقعي مما قد يؤدي إلى إصابتهن بفقدان الشهية. إلا أن هذه الآراء والانتقادات لا تهم محبي باربي ، فقد أصبحت دمية ناجحة منذ أن قدمتها روث وزوجها إليوت هاندلر - مؤسسي شركة "ماتيل" التي تصنع الدمية - في معرض لألعاب الأطفال في نيويورك عام 1959 , وقد جاءت هذه الفكرة لروث هاندلر أثناء مشاهدتها لإبنتها باربرا وهي تلعب , وكانت تفضل الدمى الورقية التي كانت تصنعها بنفسها والتي كانت مشابهة للبالغين وليس الأطفال الصغار. ورأت هاندلر أن العالم في حاجة إلى دمية لفتاة في سن المراهقة , وكانت هناك سوابق تاريخية : فمنذ أواخر القرن ال17 كانت الفتيات يترقبن فترة بلوغهن وهن يلعبن بهذه الدمى وبلوزاتها وقبعاتها والفراء والأغطية التي تضعها عليها فضلا عن تنوراتها وملابسها خلال فصل الشتاء. وبعد وقت قصير من ظهور باربي ، ظهرت سيارات باربي وخيول باربي ومستحضرات تجميل باربي ومنازل باربي ، وسيارات باربي المكشوفة ، كما في الحياة الحقيقية , وقد تغير شكل الدمية بعض الشيء على مر العقود لتبدو الآن ودودة بدرجة أكبر. وللاحتفال بعيد ميلاد باربي ال50 أصدرت شركة ماتيل نسخة باسم أنجيلا ميركل باربي لكنها لا تشبه المستشارة الألمانية بل تشبه باربي نفسها.