بعد فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي، في الانتخابات النصفية التي أجريت بالأمس، أثارت صحيفة «Independent» البريطانية، التساؤلات حول إمكانية أن يؤدي انتصار الديمقراطيين في الانتخابات إلى السعي لتوجيه الاتهامات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تمهيدًا لعزله. ونشرت الصحيفة البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، رؤية تحليلة حول تأثير فوز الديمقراطيين في الانتخابات على عزل «ترامب». ووصفت نتيجة الانتخابات النصفية ب«الزلزال» الذي تعرضت له إدارة «ترامب»، وخاصة بعد سيطرة حزبه على مجلسي النواب والشيوخ لفترة طويل، مؤكدة أن أجندة الرئيس الأمريكي أصبحت الآن في وضع حرج. وفيما يلي ننشر أبرز التساؤلات التي طرحتها الصحيفة البريطانية، وإجاباتها عليها: • هل سيتم عزل «ترامب» بعد فوز الديمقراطيين؟ من الممكن أن يتم ذلك، فبسيطرة الديمقراطيون على مجلس النواب، وامتلاكهم للنفوذ والمال وسيطرتهم على لجان المجلس، ممكن أن يتم خلال الفترة المقبلة استدعاء «ترامب» للتحقيق معه حول فضائحه. لكن هناك بعض المحاذير التي يمكن أن تعرقل هذا الأمر، أولها أنه سيأخذ بعض الوقت والإجراءات السياسية، كما أنه يتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، الذي مازال يسيطر عليه الجمهوريون. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الديمقراطيين أنفسهم قد يواجهون عقبات ضخمة إلى حد ما، في مجلس النواب، للحصول على الأصوات الكافية، ففي العالم الماضي قدم ستة ديمقراطيون مشروعات، وفشلوا في الحصول على الأغلبية اللازمة. وكان هذا الفشل بسبب رفض قادة الحزب الديمقراطي، مثل نانسي بيلوسي، وقتها لهذا الأمر، باعتبار أن الوقت لم يكن مناسبًا لاتخاذ هذه الخطوة، بالإضافة إلى وجود بعض الأولويات الأخرى. • لماذا تمانع قيادات الحزب الديمقراطي بدء إجراءات عزل «ترامب»؟ هناك سببين لذلك، الأول هو أن الديمقراطيون كانوا يرفضون التلويح بهذه الورقة قبل الانتخابات النصفية، خوفًا من تأثير ذلك على الناخبين. فعلى سبيل المثال، عندما اتخذ الجمهوريون إجراءات لعزل الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، أثر ذلك على شعبية الجمهوريين في الانتخابات التي أجريت بعد ذلك، وتم وقتها الإطاحة برئيس مجلس النواب، الجمهوري نيوت جينجريتش. وبالتالي فإن توجيه أي اتهامات ل«ترامب»، قبل الانتخابات النصفية، كان من الممكن أن يدفع الناخبين للتصويت للجمهوريين. أما السبب الثاني، فيتمثل في حرص قادة الحزب الديمقراطي على عدم اتخاذ أي إجراءات تتعلق بالاتهامات الموجهة للرئيس الأمريكي، إلا بعد ظهور نتائج التحقيقات التي يجريها المحقق الأمريكي الخاص، روبرت مولر، حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، كيفن ماك، في تصريحات لمجلة «Newsweek» الأمريكية، إن «الديمقراطيين لن يتخذوا أي خطوة تجاه عزل ترامب، إلا بعد ظهورنتائج تحقيقات مولر». • إلى جانب إجراءات العزل، ما الذي يمكن أن يحدث بعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب؟ هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تحدث، فمن المحتمل أن يرى الأمريكيون خلال الفترة المقبلة، المزيد من التحقيقات والاستدعاءات ضد مسؤولين في إدارة «ترامب». ومن الممكن أيضًا أن تقوم لجنة الرقابة الداخلية والإصلاح الحكومي في مجلس النواب، باستدعاء الوزراء للتحقيق معهم في بعض قضايا الفساد. كما أنه من المحتمل أن تقوم لجنة خاصة بالشؤون المالية في مجلس النواب بطلب الحصول على عائدات الضرائب من وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين، والتي سيتم فحصها لمعرفة ما إذا كان «ترامب» لديه أي أعمال تربطه بروسيا، ممكن أن تكون قد أدت إلى التدخل الروسي في الانتخابات. ففي النهاية، يستطيع الديمقراطيون أن يكونوا بمثابة عقبة أمام إدارة دونالد ترامب، وخاصة أن الحزب أصبح لديه القوة الكافية للموافقة أو رفض أي مشروع قانون يقدمه الرئيس الأمريكي. جدير بالذكر أن توجيه الاتهام للرئيس الأمريكي وبدء محاكمته تتطلب موافقة مجلس النواب بأغلبية الثلثين، وتتطلب الإدانة وعزله من منصبه، موافقة مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين أيضًا، وفقًا لما نص عليه الدستور الأمريكي.