قال الإعلامي ألبرت شفيق، إن التليفزيون لابد أن يتناول الخبر بطريقة أخرى، ولابد للتليفزيون من تغيير المحتوى التقليدي له لأن عادات المشاهد تغيرت. وأضاف رئيس قناة "سي بي سي إكسترا" خلال جلسة منتدى إعلام مصر بعنوان: "التحديات التي يواجهها الإعلام التقليدي"، والذي يعقده النادي الإعلامي التابع للمعهد الدنماركي للحوار وترعاه "الشروق"، أن عادات مشاهدة المسلسل ومتابعة نشرة الأخبار على التليفزيون بدأت تقل لأن الناس باتوا يلجأون الديجيتال ميديا. وأكد، القنوات المصرية باتت تلجأ إلى عمل مواقع إلكترونية لها وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن شعرت بأهمية ذلك، ولكن ليس كل نجم سوشيال ميديا يمكن أن نستعين به في التليفزيون، ونحن نحاول اللحاق بالتواجد في الديجيتال ميديا، ولازلنا نتعلم، ولدينا أخطاء كثيرة في الصناعة، ونحن نحاول تغيير المحتوى على السوشيال ميديا ليشبه التليفزيون. وأشار، طابع التليفزيون في مصر لم يعتد الناس فيها دفع فلوس للاشتراك في خدمة تليفزيونية، وفي مصر لو جعلت الناس تدفع فسيعزف الناس عن التليفزيون، لأن المعلن في مصر مهتم بعدد المشاهدين، وللأسف نحن ليس لدينا في مصر احصائيات دقيقة حول عدد المشاهدين في مصر كل في كل قناة، بخلاف الإنترنت والديجيتال ميديا. وأكد، للأسف نحن ليس لدينا احصائيات دقيقة، ولا نستند إلا لاستطلاعات رأي من شركات، وللأسف نحن في مصر "شغالين بالبلدي"، لابد لتقديم محتوى مختلف لكل فئة في المجتمع عبر احصائيات مختلفة يستفيد منها كل قناة في معرفة كل احتياجات المتلقي. وأشار، أن الفرق بين التليفزيون والمواقع الالكترونية هو قدرتك على تدقيق الخبر بشكل أكثر. وقال ان إذاعة خبر واحد غير صحيح يهدد بنسف مصداقية أي مؤسسة إعلامية. وذكر ألبرت شفيق، أن التليفزيون أصبح يستخدم الإعلام البديل، لكن لابد للتليفزيون أن يدقق حتى لا تفاجأ بمصائب ومعلومات خاطئة على القنوات، ويمكنها تستطيع الصحافة أن تجذب الجمهور من جديد. وعن سؤال عن استحواذ شركات معينة مقربة من الدولة على عدة قنوات سأله أحد الحضور، قال شفيق: "كنا أمام إعلام عام، ثم خاص، ثم عادت الدولة لتستحوذ على نسب معينة من الإعلام، وطبيعي جدًا من حق للقطاع الخاص أن يبيع شركات بها أسهم مملوكة للدولة، وهي نماذج موجودة في كل دول العالم، لكن البعض لديه تحفظ على أن تمتلك الدولة أسهم في الإعلام لشئ يتعلق بألا يكون هناك تدخل من الدولة فيه. وأكد، حجم سوق الإعلانات للقنوات لم يزد للأسف رغم زيادة القنوات، واضطرارها لضغط نفقاتها، والمعلن في مصر لن يدفع في ظل سوق إعلامي متذبذب وبلا قياس لنسب المشاهدة بشكل حقيقي. وقال، محمد يحيى رئيس قسم الوسائط المتعددة في "بي بي سي" العربية، إن مصر والسعودية هما أهم بلدين من حيث عدد مستخدميها للراديو عبر الانترنت، مؤكدًا أن تغير عادات الجمهور للإذاعة أصبح يتمثل في عدم التزام الناس بالاستماع البرامج في وقت حدوثها، وبالتالي أصبحت الإذاعات تسعى للبث عبر الإنترنت. وذكر، أن بي بي سي تقدم خدمة إعلامية عامة غير مدفوعة الأجر وبلا إعلانات حتى، لكننا نحاول إعادة هيكلة الديجيتال ميديا، ونحن أغلب جمهورنا هم من التليفزيون ثم الراديو ثم الإنترنت. وأشار، في بي بي سي لدينا معايير صارمة جدًا في نشر الأخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي مهمة وهي مورد لأي شخص يعمل في الأخبار لكن بحذر. وأكد، هناك تطور مهم في مجال صحافة البيانات، ونحن نظن أنها مهمة. وقال ديكلن ولش، رئيس مكتب صحيفة نيويورك تايمز بالقاهرة، إن الصحافة المطبوعة الآن تلجأ إلى دعم أخبارها بصور وانفوجراف وفيديو، ونحن لدينا نحو أكثر من 3 مليون مشترك، يهتمون بقصص معمقة. وأضاف، الحقيقة الخاصة بإنتاج الصحف تغيرت، ونحن نعلم أن المشتركين لدينا كصحيفة نعلم جيدًا أن من يعلمون الأخبار بشكل مجاني ربما لا يدفعون من أجل أن يقرأوا صحيفة، لكن نحن نثق أن هناك من سيدفع أموالًا للحصول على معلومة قد لا يجدها في وسائط اجتماعية، ونحن لدينا اشتراكات مدفوعة. وأشار، تويتر وفيس بوك، أصبحا منصات مهمة واسترشادية للصحفيين، ونحن حريصون على الاهتمام بوجودنا فيها، لكن إن كنا نتحدث عن الأخبار الزائفة فنحن كل ما نستطيع فعله هو أن ندقق في الأخبار، ونحاول التحكم في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فالآن أظن أن السوشيال ميديا أصبحت أسرع عن أي حدث، والناس يمكن أن يتحدثوا عنه وينقلوه، لكننا كل ما نفعله ه أن نعرف هل هذا حقيقي أم لا، هل الحسابات رسمية أو موثقة أم لا. ودلل على ذلك حينما وقع اعصارًا في منطقة ما، وسعينا للحصول على صور من مواطنين عبر سوشيال ميديا، التقطوها وهم في أماكنهم، وأظن أن بعض المواطنين يحاولون بذلك مساعدة الصحفيين.