تسجيلات أهارون حاليفا حول ليلة 7 أكتوبر "تشغل نصف إسرائيل": لكمة في المعدة    نتيجة وملخص أهداف مباراة برشلونة ضد ريال مايوركا في الدوري الإسباني    الحمصاني يكشف توجيهات رئيس الحكومة للمحافظين بشأن حصر وحدات الإيجار القديم    وزير السياحة والآثار: صاحب فيديو المتحف المصري الكبير زي ابني وأتمنى له التوفيق    حملة بيطرية لتحصين الماشية والأغنام بمزارع الظهير الصحراوي الغربي في المنيا    أجندة الرئاسة الرسمية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025    «حماس»: التاريخ لن يغفر للولايات المتحدة منح الضوء الأخضر لمجرم الحرب نتنياهو    رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: بنتابع كل نفس في إسرائيل    توتنهام يكثف مفاوضاته لضم إيزي من كريستال بالاس    صراع بين آرسنال ومانشستر يونايتد على ضم نجم باريس سان جيرمان    «أنا لسه دافعة 48 ألف جنيه».. ياسمين الخطيب تطالب بتطبيق مخالفات المرور على المشاة    رضوى أشرف: «الأميرة فاطمة إسماعيل باعت مجوهراتها لتأسيس جامعة القاهرة»    وزير الأوقاف يتفقد لجان التصفيات من مسجد عمرو بن العاص.. انطلاق مسابقة «دولة التلاوة» (صور)    محمد رمضان يكشف عن كواليس جديدة من فيلم «أسد» (صور)    اجتماع «أون لاين» يحسم عودته من أمريكا.. ورسالة سرية من الوزير تمتص غضبه    إن لم تستحى فافعل ما شئت    المشدد 10 سنوات لمتهمين للاتجار بالمخدرات وآخرين بتهمة الشروع في القتل بالمنيا    جامعة أسيوط الأهلية تطلق برنامج «الدراسة باللغة الإنجليزية (EP)» بكلية العلوم الإدارية    قيادي بالجبهة الوطنية: البيان العربي الإسلامي تحول نوعي في مواجهة إسرائيل    لليوم ال13 على التوالي.. إسبانيا تواصل مكافحة حرائق الغابات وسط موجة الحر    ختام ورشة كتابة القصة القصيرة بثقافة الفيوم    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟| أمين الفتوى يُجيب    5 أطعمة غنية بفيتامين «د» لتعزيز صحة العظام وتقوية المناعة    ريو فرديناند: أرقام صلاح جنونية.. أين تصنفونه بين أساطير البريميرليغ؟    وفاة والدة الفنان صبحي خليل.. والعزاء غدًا بالحامدية الشاذلية    كنائس هولندية تطالب الحكومة بالاعتراف بفلسطين ووقف تسليح الاحتلال الإسرائيلي    محمود الهباش: الموقف المصري والأردني أسقط مخطط التهجير الإسرائيلي من غزة    في يوم واحد.. إجراء 20 عملية مياه بيضاء بمستشفى نجع حمادي العام بقنا    العلاوة التشجيعية.. شروطها ونص القانون الصادر لها    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    30 ألف جنيه متوسط سعر المتر للوحدة السكنية فى مشروع ظلال بديل جنة مصر    وزير الرياضة يشهد ختام دورة الألعاب الرياضية ببورسعيد بمشاركة 10 دول عربية.. صور    4 ابار مياه شرب تقضى على ضعف المياه بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    نتائج بطولة كأس مصر للتجديف بالإسماعيلية.. نادي القناة يحقق الصدارة    رئيس جامعة بنها يضع حجر الأساس للمعسكر الدائم لطلاب الجامعة بمطروح    بيان بالتفاصيل.. مدبولي يترأس اجتماع مجلس المحافظين    في 3 أيام.. إيرادات "درويش" تتجاوز 8 ملايين جنيه    إليسا تخطف الأنظار في العلمين الجديدة.. فستان وردي وحضور غير مسبوق    نائب وزير الصحة يكشف عن عدة سلبيات داخل منشآت طبية بالمنيا.. ويجازي عددا من الأطباء    ضبط 35 شيكارة دقيق مدعم و150 قالب حلاوة طحينية مجهولة المصدر في كفر الشيخ    إصابة 9 أشخاص باشتباه في تسمم غذائي إثر تناولهم وجبات بمكان ترفيهي بالشرقية    ضبط 6003 قضايا بمجال الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    تنفيذ 47 ألف زيارة منزلية لعلاج لكبار السن بالشرقية    السيسي يوافق على ربط موازنة الجهاز المصرى للملكية الفكرية لعام 2025-2026    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    خالد سليم يلتقي جمهور القلعة اليوم ضمن فعاليات الدورة 33 في هذا الموعد    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    بالأسماء.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص من أسرة واحدة باشتباه تسمم جنوب المنيا    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء ممدوح عزب يحكى أسرارًا جديدة: قصة 198 يومًا فى قلب عمق العدو
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 10 - 2009

198 يوما قضاها اللواء ممدوح عزب، بالمخابرات الحربية، فى عمق العدو الإسرائيلى قبل حرب أكتوبر، قام خلالها بجمع معلومات أسهمت بقوة فى نجاح الضربة الجوية، أهمهما اكتشاف مركز القيادة ومقر الإنذار المبكر، لقب بأحد أعضاء الشياطين ال13، الذين اخترقوا عمق العدو الإسرائيلى.
«الشروق» التقت اللواء عزب ليحكى عن أسرار وتفاصيل هذه الأيام، ودوره فى الحرب.
يقول إنه يوجه كل كلامه لشباب الجيل الحالى الذى يمر بظروف صعبه، واستهل حديثه بقول الشاعر: هذا كلام قديم يسبق الزمن.. فلا تخوضوا بحارا أهلكت سفنا.. ولا تكونوا كمن يشكو بلا ألم.. ولا تكونوا كمن يستمطر المحن.
وأوضح أنه كان يدرس فى إحدى الكليات العملية بجامعة القاهرة، وقبل تخرجه بعامين التحق بالكلية الحربية عقب نكسة 67، وتم استثناؤه من شرط عدد سنوات الحصول على شهادة الثانوية العامة، وتخرج بترتيب الأول على الدفعة، وحصل على تقدير امتياز فى جميع المواد بجميع سنوات الدراسة، ثم تم إلحاقه بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وتم توزيعه على وحدة ذات تشكيل خاص مهمتها الحصول على معلومات من عمق العدو بدفع دوريات بصفة مستمرة بطريقة بحرية أو برية أو جوية.
وتبدأ تفاصيل قصة ال198 يوما بتلقيه أوامر شفوية فى أوائل عام 1971 بتنفيذ مهمة، وفى هذا يقول اللواء ممدوح عزب: استدعانى قائد الوحدة صباحا، وسألنى: «جاهز يا ممدوح تدخل سينا النهارده» فأجبت «جاهز يافندم»، فتم تجهيزه إداريا، ودفعه بطريقة بحرية، وبعد أن سار على قدميه 3 ليالٍ مسافة 150 كم، وأثناء سجوده لصلاة العشاء لدغه عقرب فدخل فى غيبوبة لمدة 4 أيام، وكان من المفترض أن يلتقى خلال تلك الفترة بالضابط البديل لإعطائه تفاصيل المهمة، والترددات التى يتم الاتصال من خلالها بقواتنا المسلحة، فوجد نفسه فى مشكلة معرفة المهمة والترددات، ورغم وجوده فى عمق العدو وعلى مسافات بعيدة من قواتنا، قرر الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات بالتسلل لعمق دفاعات العدو، والحصول على الغذاء والماء، وكان يقوم بتصوير المواقع بصفة يومية، وبعد شهر استقبل خلال الإذاعة ترددا يقوم بالاتصال بقواتنا، فأمطرهم بسيل من المعلومات المختزنة لديه.
وتمكن من الهروب من مطاردة الوحدات العسكرية الأمنية وقصاصى الأثر والكلاب المدربة بجوار المواقع.
وأضاف أنه حصل على معلومات عن مراكز القيادة والإنذار المبكر ووسائل الدفاع الجوى والصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة، وكان يبلغ عن أوضاعها واستعداداتها وتسليحها وتحركاتها، وكان يقوم بتصوير المطارات وعدد الطائرات وتشكيل قتالها وأنواعها حتى يؤمن قواتنا الجوية من الوقوع فى كمائن جوية، وكان يقوم بتبليغ ورصد جميع التحركات من الحدود حتى القناة والطرق العرضية بما تحمله من سلاح وتجهيزات هندسية لخط بارليف.
وأبلغ اللواء ممدوح عزب عن قيام العدو بإنشاء مركز القيادة الرئيسى بسيناء أمام الجبهة المصرية، حيث لاحظ توافد عدد من السيارات الجيب لقادة الجيش الإسرائيلى فى مكان بالصحراء، وبعد لحظات يختفى القائد وعربته، وبتدقيق الملاحظة وجد فتحة مساحتها 2 متر مربع، بها مصعد حتى 4 أدوار تحت الأرض، واكتشف أنه مركز القيادة، ومحصن ضد أسلحة التدمير الشامل، حيث لا يمكن تدميره إلا من الفتحة، وعندما نجحت القوات الجوية من ضرب هذه الفتحة بصاروخ أمكن تدمير المركز وإصابة 3 جنرالات منهم الجنرال أبراهام قائد سلاح المدرعات الإسرائيلى، فتوقفت الاتصالات بين القيادة الإسرائيلية وجميع وحداتها فى سيناء خلال يوم 6 أكتوبر.
وأوضح أن مركز القيادة كان يقع فى وسط سيناء على المحور الأوسط، وهو أهم محور لأن به مطار تماده وشعير وقاعدة صواريخ والاحتياطيات التعبوية فى منطقة جبل لبنى، وكان له المجهود الرئيسى فى القيام بمهام الدفاع والهجوم للعدو.
وخلال بحثه عن مواقع العدو فى سيناء اكتشف 3 مواقع أمكن تصويرها، ووجدها مليئة بالهوائيات والرادارات والأجهزة المعقدة، فأرسل الصور وتم تحليلها واكتشفت قواتنا انه مركز إنذار مبكر ولم يصدق الروس أن هذا المركز موجود لدى إسرائيل، فقاموا بالتأكد من أن هذا المركز موجود فى منطقة أم خشيب، وطلب الرئيس السادات من الروس إعطاءه مركزا مماثلا فرفضوا.
كما قام الملازم ممدوح بالتبليغ عن طرق اقتراب سرية فوق المناطق الجبلية، كان يقوم العدو بتجهيزها لمحاصرة قواتنا لو تمكنت من احتلال الحائط الجبلى والدخول فى ممرات جبلية وفصلها عن قواتنا، وأوضح أن التوجيه الاستراتيجى للقوات المسلحة لم يحدد تطوير الهجوم إلى داخل المناطق الجبلية بالإضافة إلى عاملى الدفاع الجوى والشئون الإدارية فضلا عن معلومات عديدة عن وسائل الدفاع الجوى والرادارات والصواريخ وكل نشاط التدريب لقوات العدو.
وبعد عودته تم منحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى وقام الرئيس السادات بترقيته استثنائيا من رتبة ملازم أول إلى رتبة نقيب، فكان آخر وأحدث الضباط الذين تمت ترقيتهم قبل الحرب.
وفى أثناء التحضير للحرب كان يقوم بإعداد مجموعات الاستطلاع وتدريبها وإعطائها الخبرات المستخلصة من جميع العناصر الأخرى، وكان يقوم بالتنسيق مع قوات الجيش الثالث لمرور وعودة هذه الوحدات واستقبال المعلومات منها ومن السكان المحليين وعناصر المخابرات الأخرى، لدفع هذه المجموعات إلى المناطق المؤمنة.
يذكر أنه أثناء استقباله لإحدى المجموعات وكان من عادته اختراق الحد الأمامى للقوات، ويدخل فى عمق بمسافة 15 كم ليستقبل المجموعة حتى تدخل قواتنا المنطقة التى تم تأمينها، فوجد على مسافة 8 كم مجموعة من أفراد القوات المسلحة شهداء ومجموعة مصابة، وعلم أنها فصيلة رشاشات، نفذوا الى داخل صفوف العدو على مسافة 8 كم من نشوة الانتصار.
وواصل اللواء ممدوح أن تغطية مواقع العدو وكشفها استخباراتيا كان من خطة القوات المسلحة بعد النكسة، عبر المخابرات وتجنيد عناصر لها داخل وحدات العدو، وأضاف أن مجموعات الاستطلاع كانت تغطى سيناء بالكامل، وكان هناك عناصر تقوم بالعمل داخل الأراضى المحتلة.
ويحكى عن يوم الحرب فيقول إنه كان يعلم بموعد الحرب قبل اندلاعها بعدة أيام، لأنه من المفترض أن تدفع عناصر الاستطلاع قبلها بزمن طويل، لكن لمراعاة السرية ولتحقيق المفاجأة تم تأخير دفعهم إلى الساعة الثانية ظهر السادس من أكتوبر، وتم تكليفه بدفع عناصر المؤخرة ليضعها على الحد الأمامى لقواتنا أثناء العبور، وهى عناصر مدربة للحصول على معلومات عبر وسائل مختلفة يتم تدريبها على كيفية الحصول على المعلومات والتصرف فى المواقف المختلفة، وانتشروا فى عمق دفاعات العدو من أول منطقة الحائط الجبلى حتى الحد الأمامى لقواتنا، بالإضافة إلى دفع عناصر إبرار (انزال) بحرى من ضمنها عناصر استطلاع، وبعد عبور الموجة الأولى بدأت اتصالات وأبلغ المعلومات إلى قيادتنا غرب القناة حتى تحقق المفاجأة على مستوى الجبهة بالكامل.
وكشف أنه شارك فى استجواب بعض الأسرى الإسرائيليين استجواب أولى سريع، قبل ترحيلهم إلى إدارة المخابرات الحربية، وأكد أنه حصل على معلومات من الأسرى تمت مقارنتها بمعلومات السكان المحليين وعناصر المؤخرة والاستطلاع، فتم تأكيد معلومات معينة وعلى أساسها تم تقدم قواتنا المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.