حرب المعلومات تشمل عدة مفردات مهمة وحيوية فى المفهوم العسكرى فمنها الاستطلاع الإلكترونى والمخابراتى وجمع المعلومات التى تعتمد على الرصد. وكذلك تحديد الأهداف والتجمعات والتحركات والمناورات وخصوصا في العمق الحيوي والتكتيكي والاستراتيجي والتعبوي للعدو، من هنا حرصت القيادة العامة والسياسية حرصا كثيرا علي جمع المعلومات الدقيقة علي كافة الاصعدة سواء عسكرية أو إقتصادية وإجتماعية حتي انه بعد ذلك تمت دراسة مفهوم الأمن الأسرائيلي ليساعد هذه المعلومات في بناء القرار الصائب ولقد ساهمت حرب المعلومات والحرب الإلكترونية في العديد من النجاحات من حرب اكتوبر المجيدة منها علي سبيل المثال وليس الحصر السرعة في تحديث وبناء حائط الصواريخ وحرص القيادة علي جلب صواريخ مضادة للدبابات الحديثة وحجم التحصين الرهيب داخل خط بارليف.. إختيار توقيت الضربة الاولي يوم السبت الساعة2,5 ظهرا والذي تكون فيه اسرائيل في حالة شلل تقريبا اصبحت سيناء تقريبا شبه كتاب مفتوح أمام القيادة وقواتنا المسلحة وتدمير معظم منشآت القيادة الاسرائيلية.. وكان لقاء الأهرام مع اللواء جمال مظلوم المسئول عن الحرب الالكترونية والاستطلاعية في حرب إكتوبر73 المجيدة حيث كانت تحدث قائلا لقد أكدت حرب الأستنزاف أهمية الحصول علي المعلومات الدقيقة لكل كبيرة وصغيرة عن العدو لان هذه المعلومات هي التي تساعد صاحب القرار عند اتخاذ القرار او حتي في العمليات الفدائية التي تقوم بها قواتنا المسلحة بعد النكسة والتي كبدت العدو الكثير من الخسائر اليومية. ويؤكد ان عناصر الاستطلاع خلف خطوط العدو كانت تغطي جميع الأهداف في سيناء بالكامل بداية من حرب الأستنزاف لدرجة انها جعلت جزيرة سيناء كتابا شبه مفتوح امام القيادة العليا للقوات المسلحة. ويكمل اللواء جمال مظلوم حديثه: إسرائيل كانت مفتوحة علينا تقريبا في كافة الأفرع بداية من الطيران الحديث الي المدرعات الي نوعية الدبابات تصور إحنا حاربنا بدبابات من الحرب العالمية الثانية بالعزيمة والتصميم ب لا اله إلا الله تحولت الي شبح وبالتالي كانت إسرائيل متفوقة علينا في إمتلاك التكنولوجيا والمعلومات لان مساعدات أمريكا لو تقف عند حد فحتي الأقمار الصناعية الأمريكية وشبكات الرصد الحديثة كانت تساعد إسرائيل مساعدة خرافية قبل الحرب واثناء الحرب وبعدها لكن بفضل المولي عز وجل فقد إستطعنا ان نشل اتصالات العدو وإفقادة القدرة علي الاتصال بين وحداته وقيادته لدرجة إننا تمكنا بما لدينا من معدات وإمكانيات بسيطة من الدخول في حرب قاسية تفوقنا فيها علي معدات اسرائيل المتقدمة وعندما بدأت حرب اكتوبر كانت لدينا معلومات كاملة عن تجميع القوات الأسرائيلية في سيناء وإحتياطاتها ومطاراتها وتوعية الطائرات الاسرائيلية وغيرها من المعلومات المهمة والدقيقة عند عبور قناة السويس وتكبيد العدو خسائر فادحة في أماكن بعيدة وصلت الي رمانة وبالوظة. ويضيف علي الرغم من تفوق إسرائيل في هذا المجال باستخدامها طائرة استطلاع متطورة جدا في هذا الوقت كانت تقوم بمسح شامل من بورسعيد حتي الغردقة ترصد كل كبيرة وصغيرة وتبعث بكل ماتحصل عليه من معلومات الي القيادات والوحدات الاسرائيلية الموجودة شرق القناة علي الرغم من هذا استطاعت عناصر الاستطلاع المصرية رصد إمدادات لمعدات أمريكية تم نقلها بطائرات أمريكية مباشرة وتم دفعها وتجميعها مباشرة للمعركة وهو ماجعل الرئيس السادات يقول انه ليس علي استعداد لمحاربة أمريكا.