احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤخرًا، بمئوية تأسيس مدارس الأحد عام 1918، على يد الشماس القديس الارشيدياكون رئيس الشمامسة حبيب جرجس «1876 1951»، والذي تعود أصوله إلى سوهاج. ومدارس الأحد، هي معمل تنشئة أجيال من الأقباط منذ الصغر على تعاليم المسيحية، وتُعرف بمدارس «التربية الكنسية». وبدأها روبرت رايكس في إنجلترا، وهو مسيحي أنجليكاني عام 1780؛ بهدف رعاية الفقراء المتجولين في شوارع المدينة، وبدأتها الكنيسة الإنجيلية على يد جون هوج سنة 1868، وفي الكنيسة الكاثوليكية على يد الرهبان الفرنسيسكان في 1687. وبدأها حبيب جرجس في مصر، إذ كان مجرد درسًا بعد قداس الأحد، ثم تطورت لفصول حسب المرحلة الدراسية، وصولًا للأسرة والمتزوجين حديثًا. ونشأت المدارس في عهد البطريرك رقم 112 البابا كيرلس الخامس «1874 - 1927». وتصف موسوعة الأنبا تكلا جرجس بأنه «أبو الإصلاح الحديث في الكنيسة»، إذ يقول إن الإصلاح الكنسي لا يقوم على الهجوم أو النقد اللاذع للقيادات الكنسية، وإنما بالعمل الجاد مع الأطفال، إذ يصيرون أعضاء الكنيسة في المستقبل، ومنهم من يتسلم القيادات الكنسية، وصاغ ذلك في كتابه «الوسائل العملية للإصلاحات القبطية». وأصدر أكثر من 30 مؤلفًا، ومجلة «الكرمة». وعوض «جرجس» بالمدارس النقص الذي عانى منه المسيحيين في المدارس الحكومية في دراسة الدين. ويقول الأنبا مارتيروس، أسقف كنائس شرق السكة الحديد، إن اعتراف المجمع المقدس بحبيب جرجس قديسًا من العلمانيين، هو أعظم تاج على رأس الكنيسة، فكل آباءها في القرن ال20 هم أبنائه، وبسببها خُصص قداس الجمعة بالكنائس، لأنه يوم عطلة رسمية بمصر. وساهم «جرجس» في الترجمة العربية للكتاب المقدس، بحسب كتاب مارتيروس «القديس العظيم.. حبيب جرجس». ولم يقض جرجس رهبنة في أي دير، إلا أنه أوساطًا حاولت ترشيحه للباباوية حسب مارتيروس، وفي حين لم يقبل البابا يوساب الثاني (1946 - 1956 م) رسامة حبيب مطرانًا للجيزة، إلا أن البابا كيرلس الخامس كان يصفه بالراهب إذ لم يتزوج، وقال وقتها: «إن حبيب يجب أن يكون عضًوا بالمجمع، هو راهب مثلنا». وكان حبيب جرجس عضوًا في المجلس الملي القبطي العام في لجنة الأحوال الشخصية. واعترف المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثاني بجرجس كقديس في 2013.