• بائعة: الغسالة تمنها 300 جنيه والجهاز 1500 • طبيبة: الأجهزة غير معقمة.. وخبيرة تغذية: «كارثة» قد تؤثر على مناعة الجسم • «التموين»: «مش هنقطع رزق حد بس مش هنقبل نضر بصحة المواطنين» انتشرت في القرى والمدن بالأسواق، بائعات السمن الفلاحي، الذي يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين لفائدته، إلا أن «الشروق»، اكتشفت أن البائعين يتبعون طرقا غير تقليدية في إنتاج السمن، قد تؤدي إلى تلوثه، خاصة مع انعدام الإشراف الحكومي على عملية الإنتاج وهو ما قد يعرض المواطنين للخطر، غير أن الفلاحات أو صانعات السمن، لديهن أسبابهن الخاصة لاستخدام غسالات الأطفال، لارتفاع ثمن جهاز فرز القشدة عن اللبن، حيث يبلغ ثمنه 1500 جنيه بينما ثمن غسالة الأطفال 300 جنيه فقط. تقول «أم محمد»، بائعة زبدة، 60 عاما، ل«الشروق»، إنها فكرت في استخدام غسالة الأطفال، بدلا من شراء جهاز الفرز عالي الثمن، موضحة أن الغسالة تقوم بنفس الدور، غير أن الفرق هو أن الغسالة تحتوي على مروحة واحدة فقط بينما الجهاز يحتوي على 2، مضيفة «بفصل القشدة عن اللبن، باخد القشدة أحطها في الغسالة، مع كمية من التلج، عشان السمن تنزل بسهولة من الخرطوم، وبشغل الغسالة مرة واحدة وأنزل السمنة من الخرطوم في إناء كبير». لكن وفقا ل«مها راداميس» أخصائية التغذية العلاجية، فإن ما تفعله أم محمد، يعد شيئا خطيرا للغاية، على حد وصفها، موضحة أن المستهلك هو من يدفع الثمن في النهاية، رافضة لأسلوب شراء اللبن والسمن في أكياس من الباعة الجائلين، مؤكدة أنها مليئة بالبكتريا والميكروبات الضارة. وأضافت ل«الشروق»، أن غسالة الأطفال من الصعب تنظيفها جيدا مثل جهاز الفرز، خاصة وأن أجهزة صنع تلك المؤكلات، لابد من تعقيمها جيدا، وفى حالة عدم تعقيمها، تكون حامله للميكروبات، حيث تترسب البكتريا في قاع الغسالة، ما يؤدي إلى نشوء أمراض مستعصية. وأوضحت أن الفرق بين السمنة الصناعي والسمنة الفلاحي المصنوعة بهذه الطريقة، هو أن السمنة الصناعي قد يظهر أعراض استخدامها مع مرور الوقت، أما السمنة الفلاحي، فتؤدى إلى الإصابة بالمرض في وقتها وقد يتعرض بعض الأشخاص للموت المفاجئ بسبب هذه الطرق غير الآدمية في التصنيع. من جانبها، أكدت استشاري التغذية العلاجية والسمنة الدكتورة ليندا جاد أن تصنيع منتج «الزبدة» في غسالات الأطفال تعد «كارثة» حيث أنه يتم غسل ملابس غير نظيفة في الغسالة مما ينشر الفيروسات والبكتيريا التي تتسبب في مشاكل صحية والتهابات وسخونة وقد تصل إلى التأثير على مناعة الجسم. وذكرت ليندا في تصريحات خاصة ل«الشروق» أن استخدام مساحيق الغسيل في الغسالة ثم عمل الزبدة بها يتسبب في أمراض الفشل الكلوي والسرطانات بسبب وجود المواد الكيماوية التي تؤثر على الجسم مباشرة، بالإضافة إلى عدم تمكن الرقابة من الوصول إلى تلك الصناعات التي تتم في المنازل وتوزيعها بين بيوت إلى أخرى. وأضافت ليندا أنها تعد صناعة «بئر السلم» كالأدوية المغشوشة التي يتم توزيعها وبيعها في السوق السوداء والحصول عليها بصورة غير مشروعة، موضحة أن منتجات تلك المشروعات التي تؤثر على الصحة لا بد أن تخضع للرقابة وتحديد مصدر الإنتاج ولابد أن تتم بموافقة وزارة الصحة والسكان للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، قائلة: «إحنا عايشين غلط». «أم عبد الرحمن»، بائعة سمن فلاحي، بدورها أشارت إلى أنها واجهتها مشكلة عدم بيعها بكميات مرتفعة، موضحة أن الخضاضة اليدوية تنتج القليل من السمن، وفي سبيل التغلب على تلك المشكلة، لجأت البائعة إلى شراء غسالة أطفال صينية، ثمنها 300 جنيه، تعتمد عليها في زيادة الإنتاج وبالتالي كميات البيع، بالإضافة إلى أنها تنجز العمل بسرعة كبيرة، ويبدو السمن وكأنه طازجا. من جهته، أكد مساعد وزير التموين لشئون التجارة الداخلية أيمن حسام، أن هناك بعض الصناعات المنزلية وصناعات حقل المنتشرة خلال الفترة الحالية ضارة بالصحة، مضيفا في تصريحات ل«الشروق»: «لا نريد قطع مصدر رزقهم طالما لا يضروا بصحة المواطنين من خلال بيع سلع غير صالحة للاستهلاك الآدمي»، مطالبا بضم العاملين بتلك الصناعات إلى قطاع رسمي منظم. وأوضح أن الوزارة لا تفرق بين الباعة الجائلين والمحال التجارية أو حتى السلاسل التجارية الكبرى فأينما تواجد «غش تجاري» تتدخل الوزارة بأدواتها وفقا للقوانين ويتم التعامل معهم بنفس القوة ونفس الآليات. المستهلكون كان لهم آراء أخرى، «ناديه ابراهيم»، إحدى مشتريات السمن الفلاحي، أكدت أنها تحب وأطفالها تناول الطعام المصنوع من زبدة فلاحي، مضيفة ل«الشروق»: «أنا واثقة في الفلاحة اللي بشترى منها، السمنة اللي بشتريها منها مصنوعة بطريقة نظيفة، ولا تستخدم مواد أو أدوات ضارة».