حذرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية من أن الأوضاع حول سوريا قد تشهد «تصعيدا لا نهاية له» إذا تبين أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أودت بأرواح عسكريين أو مستشارين إيرانيين. وذكرت الصحيفة فى تقرير لها اليوم، أن تحطم مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف16» فى الجولان المحتل جراء استهدافها من قبل سلاح الجو السورى أول حادث من نوعه خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية فى المنطقة الوسطى بسوريا نفذت بعد تسلل طائرة إيرانية مسيرة أقلعت من مطار التيفور العسكرى فى ريف حمص إلى منطقة بيسان الإسرائيلية وتم إسقاطها من قبل مروحية حربية إسرائيلية، بحسب ما نقله موقع روسيا اليوم الإخبارى.
وتابعت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلى دمر، ردا على ذلك، المقطورة الإيرانية التى انطلقت منها الطائرة المسيرة.
وأكدت الصحيفة أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت فى الأشهر الأخيرة عدة مواقع عسكرية فى سوريا يرجح أنها إيرانية، لكن ما حدث اليوم هو أول حادث يستهدف فيه الجيش الإسرائيلى هدفا إيرانيا فيه طاقم بشرى، مما قد يجلب تداعيات ملحوظة إلى الأوضاع المعقدة أصلا فى المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن السلطات السورية حذرت مرارا مؤخرا من الرد على أى اعتداء من قبل إسرائيل، مشيرة إلى أن التطورات الأخيرة تظهر أن الرئيس السورى بشار الأسد انتقل من التهديد إلى التنفيذ، لافتة إلى أن استهداف المقاتلة الإسرائيلية يمثل تعبيرا عن اليقين الذى يشعر به النظام فى دمشق بعد بسط قواته السيطرة على نحو 80 % من أراضى البلاد.
ونوهت «هاآرتس» بأن هذه التطورات ليست شأنا إقليميا فقط بل تمس القوى الكبرى، حيث تُعتبر دمشق وطهران حليفين لموسكو فى التسوية السورية، بينما اتخذت واشنطن بعد تولى الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم موقف أكثر صرامة من إيران.
وتساءلت الصحيفة: «هل أعطى ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لمواجهة إيران فى الشمال؟».