الفيلسوف .. من «بديل مورينهو وطارد النجوم» .. إلى 500 مباراة صنعت التاريخ

برشلونة يمر بظروف عصيبة ويغيب عن البطولات لموسمين متتالين مع مدربه ريكارد، وريال مدريد يُهيمن على كل شئ بإسبانيا، ليعقد مجلس إدارة البرسا برئاسة خوان لابورتا إجتماعاً هاماً حضره أسطورة البلوجرانا، يوهان كرويف الذي إقترح على مجلس الإدارة تعيين بيب جوارديولا الذي نجح مع الفريق الثاني ببرشلونة حينها الحصول على المركز الأول بدوري الدرجة الثالثة مع أداءً متميز، ليُقابل مجلس الإدارة ذلك الإقتراح بكثيرٍ من التردد، خاصة وأن الإدارة اقترحت إسم جوزيه مورينهو الذي جلس بالفعل معهم وكان قريباً من تولي المسئولية، إلا أنهم وافقوا في النهاية على تعيين (بيب) بعد نجاح كرويف في إقناعهم.
"رونالدينهو كان يحضر للتدريات بنفس الملابس التي كان يرتديها من الليلة السابقة وكان ينام على طاولات المساج على زاوية الملعب، وديكو كان يغيب عن التدريبات لسبب أنه يأخذ إبنه للمستشفى بغض النظر أنه كان سبب مقنع لكنه لم يكن يتدرب كثيرا هذه الفترة، وتياجو موتا كان يحتفل يومياً لدرجة أنه في أحدى المرات اضطر النادي لإرسال فرقة بحث لتبحث عنه، أما ماركيز كان يذهب لزيارة صديقته كل ليلة تبدو مشكلة بسيطة أليس كذلك ؟ المشكلة أن صديقته عارضة الأزياء تعيش في مدريد .. نجوم الفريق أصبحوا لا يهتمون بكرة القدم"، بتلك الكلمات المأخوذة من "كتاب جوارديولا" وجد (الفيلسوف) وضع البلوجرانا "المزري" في أول تجربة تدريبية إحترافية له.
يبدو وأن ثقة جوارديولا في نفسه عندما قال للابورتا الذي بدى متوتراً قبل الإعلان الرسمي عن تعيين جورديولا مديراً فنياً للبرسا في 8 يوليو2007: "إهدأ ، لقد قمت بالخيار الصواب ، سنحصل على الدوري معاً" كانت في محلها، حيث نجح بيب في الحصول على السداسية التاريخية بالفوز بكل البطولات الممكنة في أول مواسمه مع البرسا، وأصبح جوارديولا أصغر مدرب شاب يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، على الرغم من تفريطه في نجوم الفريق أبرزهم رونالدينيهو وديكو وإيتو، والإعتماد على لاعبين شباب كان أبرزهم، ليونيل ميسي.
خاض جوارديولا مع برشلونة 247 مباراة في 4 سنوات، هذا الرقم كان كفيلاً لجوارديولا بأن يحقق 13 لقب من أصل 16 ممكنًا تحقيقه وهي : الدوري الإسباني "3 مرات" ، دوري أبطال أوروبا "مرتين"، كأس السوبر الإسباني "3 مرات"، كأس السوبر الأوروبي "مرتين" ، وكأس العالم للأندية "مرتين" ، وكأس ملك إسبانيا "مرة وحيدة"، فضلاً عن تحقيقه لجائزة أفضل مدرب في العالم مرتين.

وبعد هذه السلسلة العظيمة التي حققها جوارديولا مع البرسا وإعلان رحيله عن تدريب الفريق، كان يجب الحصول على قسطٍ من الراحة، حيث استمر هذا القسط لمدة موسم، قبل أن يعلن بايرن ميونخ الألماني تعيين جوارديولا مديراً فنياً للبافاري في 16 يناير 2013 خلفاً للمعتزل يوب هاينكس.
خاض جوارديولا مع بايرن ميونخ 161 مباراة في ثلاثة مواسم، فاز خلالهم ب121 منها وتعادل في 21 وخسر 19 مباراة فقط، كما حصل على 7 بطولات، وهم : بطولة الدوري الألماني "3 مرات"، وكأس ألمانيا "مرتين"، والسوبر الأوروبي "مرة" ، وكأس العالم للأندية "مرة".
في الأول من فبراير عام 2016 أعلن مانشستر سيتي الإنجليزي تعيين بيب جوارديولا مديراً فنياً إعتباراً من يونيو من نفس العام خلفاً لمانويل بيليجريني، إلا أن الموسم الأول له مع السيتيزنز جاء على غير المتوقع، حيث فشل السيتي في تحقيق أي بطولة هذا الموسم، ليأتي الموسم التالي –الحالي- على العكس تماماً حيث أصبح السيتي أحد القوى الضاربة في الكرة الإنجليزية، وتلقى خسارة وحيدة في جميع المسابقات كانت على يد ليفربول، كما وصل مساء أمس إلى نهائي كأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين، ومازال يحافظ على تصدره للبريميرليج بفارق واسع عن أقرب المنافسين.
ونستعرض لكم الآن خلاصة المسيرة التدريبية لجورديولا بالأرقام والتي تمتد ل 500 مباراة رسمية :
خاض جوارديولا 247 مباراة مع برشلونة ، و161 مباراة مع بايرن ميونخ ، و92 مع السيتي .
نجح جوارديولا بالفوز في 363 مباراة، كما تعادل في 85 مباراة، وخسر 52 مواجهة، فيما أحرزت الفرق التي دربها 1252 هدفاً وتلقت شباكهم 381 هدفاً.