رحلة طويلة من المعاناة والألم الممزوجة بالأمل والعطاء عاشتها 4 سيدات من صعيد مصر فقدن أزواجهن، ليبدأن رحلة كفاح في تربية الأبناء للوصول بهم إلى بر الأمان، رحلة كفاح نسجوا خيوطها بالجهد والعرق والعطاء ليسطروا تاريخا يفخر به الأبناء جيلا بعد جيل في تربية وتعليم أبنائهم، ليكن أمهات مثاليات. اختارت محافظة قنا 4 أمهات مثاليات ليتم تكريمهن اليوم، بقاعة سندريلا في مدينة قنا من قبل اللواء عبد الهجان محافظ قنا، وحسين الباز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، وذلك وفقا للشروط والمعايير التي وضعتها الوزارة ومن شروطها قصة العطاء وألا يقل السن عن 45 عاما، بالإضافة إلى حصول الأبناء على شهادات جامعية. أنصاف صمويل سكلا 62 عاما، الأم المثالية الأولى بمحافظة قنا، وهي من مدينة نجع حمادي، حصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية عام 1977 توفي زوجها الذي عمل مهندسا زراعيا عام 1989 تاركا لها ثلاثة من الأبناء، لتبدأ رحلة كفاح السيدة التي كان كل ما تملكه هو مبلغ 140 جنيه شهريا، معاش زوجها، بالإضافة إلى راتبها من عملها كأخصائية اجتماعية في إحدى المدارس، أعطت السيدة "أنصاف" نموذجا للعطاء فعملت من أجل أبناءها فكانت ثمرة كفاحها حصولهم على أعلى الشهادات الجامعية، وهم نانسي وفيق، حاصلة على بكالوريوس تجارة، وريمون وترمين حاصلان على بكالوريوس صيدلة. أما لقب الأم المثالية الثانية فكان من نصيب حايفة صابر إسماعيل، من قرية دنفيق بمركز نقادة، حيث توفي زوجها في حادث سير منذ 28 عاما، تاركا لها اثنين من الأبناء لتبدأ رحلة كفاح السيدة في تربية الطيور وبيعها في الأسواق حتى توفر لأبناءها ما يحتاجونه، لتكون ثمرة كفاحها حصول أبناءها عاطف فرج الله، على بكالوريوس تجارة ويعمل محاسبا وعواطف حاصلة على ليسانس آداب. الأم المثالية الثالثة هي سالمة سالم محمد، من مركز قوص، بدأت رحلتها بعد إصابة زوجها الذي كان يعمل في مجال البناء والتشييد بعدما سقط من إحدى البنايات أثناء عمله بالمملكة العربية السعودية في عام 1990 ليصاب بالشلل الرباعي، ظلت تكافح السيدة من أجل توفير علاج زوجها وتربية أبنائها الثلاثة حتى وفاته في عام 1996، فأنشأت لنفسها بعدها كشك حلوى وكانت لأبنائها أبا وأما حتى حصلت ابنتها الكبرى فاطمة عبد السلام، على ليسانس لغة عربية، ومحمد على بكالوريوس تربية رياضية، أما ياسمين فهي مازالت تدرس بمعهد الخدمة الاجتماعية. أما الأم المثالية الرابعة فكانت سعيدة عبيد أمين، من مركز قوص، حيث توفي زوجها تاركا لها بنتين بدأت رحلة كفاحها بتعلم القراءة من فصول محو الأمية وحصلت على دبلوم التجارة، كانت تعيش على معاش التضامن الاجتماعي وهو مبلغ 50 جنيها، باعت مصوغاتها الذهبية واشترت قطعة أرض زراعية وعملت على زراعتها وتربية الأغنام والماشية، ثم قامت بشراء فاترينة سندوتشات ونجحت في تعليم أبناءها حيث تدرس ابنتها الكبرى، وسام أحمد بكلية الصيدلة ونجلتها الثانية، سها في كلية التربية بجامعة جنوب الوادي. وكان اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا، قد أعلن عن نتيجة اختيار الأمهات المثاليات بالمحافظة، في إطار المسابقة التي نظمتها مديرية التضامن الاجتماعى والتي أسفرت عن فوز أربع سيدات بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة.
