أشاد نيافة الأنبا أرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بمجهودات الأزهر الشريف، تحت قيادة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين في ترسيخ مبادئ العيش المشترك والمواطنة. وأوضح «أرميا»، في كلمته خلال أعمال اليوم الختامي لمؤتمر التعايش المشترك «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، اليوم الأربعاء، أن «الطيب»، كان صاحب فكرة إنشاء «بيت العائلة المصرية»، هذه الفكرة التي رحب بها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، متابعًا: «هذه المبادرة جاءت بعد واقعة الاعتداء على كنيسة "سيدة النجاة" بالعراق في 2010، وبعدها وقع حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في 2011، فكان من الواضح أن هناك تخطيط موجه لمنطقة الشرق الأوسط؛ لإحداث تفرقة بين المسلمين والمسيحيين». وأضاف: أنه بفضل الرؤية المستنيرة والجهد الدؤوب لشيخ الأزهر تأسس بيت العائلة المصرية، وأصبح هيئة مستقلة تحت رئاسة شيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة المصرية، ومن أهم أهدافها الحفاظ على النسيج الوطني الواحد لأبناء الشعب، وتفعيل المخزون الحضاري للشخصية المصرية، والتعرف على الآخر ورصد واقتراح وسائل الوقاية للحفاظ على السلام المجتمعي. وأكد أن ما تتعرض له مصر من إرهاب يهدف بالأساس زعزعة الاستقرار وإحداث فرقة بين أبناء الشعب الواحد، مردفًا: «نشكر الله الذي وهب مصر قائد حكيم يدرك خطر الإرهاب في تمزيق الوطن وهدمه، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يضمد جروح المصريين في أحداث الإرهاب فأوامره بترميم الكنيسة البطرسية خلال 15 يومًا بعد تعرضها للتفجير، وتوجيهاته بتوفير كل احتياجات الأسر القبطية المنتقلة من شمال سيناء إلى الإسماعيلية، تُعلن أنه لن يسمح بأي سياسات عدائية ضد أبناء الوطن، والتي تأخذ من الدين غطاء». وأشار إلى سعي القيادات الدينية في مصر إلى تحقيق العيش المشترك بسلام، سواء من جانب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الذي يمثل وسطية الإسلام، أو قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي يسعى لترسيخ مبدأ العيش المشترك وزرع الحب والسلام. واختتم حديثه قائلًا: «مصر التي تباركت بالأنبياء وكانت ملجأ لهم، مثل إبراهيم وموسى ويوسف وسليمان الذي تزوج من بنت فرعون، وزارتها العائلة المقدسة، ستظل الحصن الأمين للشرق الأوسط». وانطلق أمس الثلاثاء، مؤتمر التعايش المشترك «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، والذي يعقده تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وذلك بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ورؤساء الكنائس الشرقية وعلماء ورجال دِينٍ ومفكرون ومثقفون وأهل رأي ومعرفةٍ وخِبرةٍ من المسلمين والمسيحيين، وذلك للتداوُل في قضايا المواطنةِ والحرياتِ والتنوعِ الاجتماعي والثقافى.