قال الدكتور عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء السابق إن الفقر فى مصر بلغ حدا أصبحت فيه أسر مصرية صائمة لا تجد ما تفطر به فى شهر رمضان. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها حجازى مساء السبت الماضى بمكتبة الشروق فى ذكرى الاحتفال بالإمام الشيخ محمد الغزالى. وتحدث حجازى عن دور الجمعيات فى التكافل الاجتماعى لحل مشكلة الفقر، قائلا: بدأنا الحل بفكرة الشنطة الرمضانية، وهى خطوة على الطريق، ويقوم بنك الطعام أيضا بتقديم بعض المساعدات، وقال: «إذا توغلنا فى العشوائيات سنجد كيف أن هؤلاء الناس يحتاجون للشق الثانى من الإسلام ألا وهو التكافل» مشيرا إلى أن الفقر دفع بأسر مصرية إلى تناوب الصيام فى رمضان. وتابع: «من هنا جاءت فكرة مؤسسة الزكاة وهى مؤسسة عالمية وهو قرار رئيسى فى ماليزيا ونطبق اليوم أول تجربة فى مصر، وللأسف كل الناس اليوم تجمع الزكاة ولدى الدولة الآن أسماء بالأسر الفقيرة فى مصر، وقال إنه سأل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى عن تجميع الزكاة وقال له إنه يجمع الزكاة لتمويل المعاهد الدينية. وأضاف: أن المعاملات أثبتت أركانها وأصبح العالم يتوسع ويتحدث عنها، مؤكدا أن الرأسمالية متوحشة والاشتراكية، حرمت الناس من الديمقراطية، وحقوق الإنسان. وأوضح أنه «كلما توغل فى الإسلام، قال إنه عثر على وثيقة حقوق الإنسان فى الإسلام أكبر وأقوى وأشمل من حقوق الإنسان التى أصدرتها الأممالمتحدة». وأضاف حجازى، إن الفشل الاقتصادى، الذى حدث من الدول الكبرى، يعود إلى عوامل من أبرزها؛ الإحساس بالقوة، ومع القوة الطاغية كما حدث فى عهد بوش بدأ الإحساس بالقوة العسكرية والاقتصادية». وأكد حجازى أن الإسلام يقوم على الرقابة الذاتية الفردية، والأكثر منها الرقابة الإلهية، وأسباب الأزمة التى نعيشها اليوم بسبب الانحراف. وأوضح قائلا: وقف محافظ البنك الأمريكى يعتذر للعالم؛ لأنه ظل لسبع سنوات لا يقوم بمراقبة البنوك الأمريكية، خاصة بنوك الاستثمار، فكان الناس يشترون فى هذه الفترة المنازل بالائتمان، دون أن يكون لديهم رصيد أو ضمان. وأشار إلى أنه توجه بالسؤال لمستشار السفارة الأمريكية لماذا لم تساندوا البنك المركزى ؟! وأوضح عبدالعزيز حجازى أن هناك 80 بنكا أعلنوا إفلاسهم فى الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضى، وتساءل مرة أخرى: «هل السبب أن الاقتراض لم يكن بضمانات ولم يسدد أحد؟ أم بالفوائد وعدم سدادها ؟، وكل هذا يتراكم ويحدث نوعا من الإفلاس. وأكد أنه يجب احترام الملكية الخاصة، مستشهدا بما ذكره الشيخ محمد متولى الشعراوى «إذا لم تعيدوا الحقوق لأصحابها ستصبحون فى حالة ضنك»؛ لأن من لم يتبع المنهج سيعيش عيشة ضنكا وهذا كلام القرآن الكريم، وقال إن المصرى يحب الامتلاك سواء أكان منزلا أو سيارة أو أرضا وهو إحساس ذاتى. وقال: «نعانى من المنافسة والاحتكار وارتفاع الأسعار وشكوى من كل المواطنين» وأضاف: لدينا جمعيات لحماية المستهلك، لكن لا حول لها ولا قوة، والفقير يعانى معاناة شديدة فى هذه الأيام، كما تفكر الدولة الآن فى التأمين البطاقى وقال: «لكنى لا أعلم من أين ستغطى الحكومة هذه التكلفة؟». وتحدث عن الرأسمالية قائلا: لابد أن نأخذ من الرأسمالية، العناصر التى تتماشى مع الواقع الإسلامى (الملكية الخاصة، المنافسة، الملكية الذاتية، الكفاية الإنتاجية، العمل، الأجر الذى يصل لحد الكفاية). وعن تجربة بنك ناصر قال: «إن بنك ناصر الاجتماعى أيضا يجمع التبرعات وبدأ برأس مال يصل لمليون جنيه، وكانت فكرة السادات عندما كلفنى بعمل بنك للفقراء وكنت وزيرا للمالية وقتها لم يكن من اختصاصى عمل بنك، ووجدت أن الذى يموت من غير وريث تورثه الدولة، وفتحت لجان الزكاة وجمع بنك مصر 650 مليون جنيه». وقال إنه أخذ من القطاع العام 2% من أرباحه وتجاوزت ميزانية بنك ناصر المليار جنيه، وأوضح أن الإسلام كمنهج حياة يرى الواقع الذى يعيشه الناس ويأخذ من الواقع ويقنن. وأنا فى تصورى أن المستوى الدولى الآن يبحث عن منهج أن النظام العالمى فاسد وأشار إلى أنه من الممكن أن نأخذ من الرأسمالية ومن المنافسة وعدم الاحتكار والكفاءة الإنتاجية وبالنسبة للجزء الثانى للتكافل الاجتماعى والصدقات. وقال إن كل ما يخرج ما باطن الأرض عليه عشرون فى المائة من خيرات الله، وإذا طبقت هذه النظرية الكل سيصل لحد الكفاية وأكثر ولكن للأسف لا تطبق هذه القوانين، ولما أنشأنا مؤسسة الزكاة وبدأ المشروع بدأنا ب50 ألف شنطة من المساعدات وتبرعت الجميعة الشرعية بمليون العام الماضى، وفى هذه السنة أخرجت مؤسسة الزكاة 2 مليون شنطة والحزب الوطنى أخرج مليون واليوم الناس تشترى شنطا للإطعام وهذه هى المرحلة الأولى ونحن علينا رسالة أولية وهى إشباع البطن، وأشار إلى أهمية العلم فى القرآن وقال إن ديننا قوى لكننا لا نعرف أن نوصله. ومن هنا تظهر عظمة كتابات الغزالى وعندما يقرأه كأنك تقرأ شعرا، وقال: ليست كل كتابات المسلمين سهلت القراءة وكثيرا ما أقرأ المصحف بجوارى لكى أستطيع تفسير مصطلحات القاموس.