دعا البرلمان التايلاندي، الثلاثاء، ولي العهد ماها فاجيرالونغكورن، نجل الملك الراحل، إلى أن يصبح الملك الجديد، بعد أسابيع من الغموض آثارت كثيرا من القلق والهواجس. ومنذ 13 أكتوبر ووفاة والده بوميبول ادوليادي الذي وحد بشخصه مملكة شديدة الانقسام، كان الغموض سائدا في البلاد. وبعد أسابيع على "المهلة" التي طلبها ولي العهد، انتهت الثلاثاء الترقب وأعلن رئيس البرلمان بورنبتش ويشيتشولشاي، أمام النواب الذين عينتهم المجموعة العسكرية الحاكمة "أدعو ولي العهد ماها فاجيرالونغكورن إلى اعتلاء العرش ليصبح ملك الشعب التايلاندي". عندئذ وقف النواب مرددين "يحيا للملك"، ثم رفعت هذه الجلسة الاستثنائية. وكان مجلس الوزراء اقترح اسم الملك الجديد. وبموجب البروتوكول، ما زال يتعين القيام بالخطوة الأخيرة التي تقضي بأن يطلب الرئيس رسميا من الملك اعتلاء العرش. وقال نائب رئيس الوزراء براويت وونغسوون، في الحكومة العسكرية القائمة منذ الانقلاب الذي وقع في 2014 باسم حماية الملكية، إن الملك "يمكن أن يستقبل رئيس الجمعية الوطنية" الأربعاء أو الخميس. إلا أن مراسم التنصيب لن تجري على الأرجح قبل سنة، بعد حرق جثمان الملك بوميبول. ومنذ أسابيع، تكثر التكهنات المتعلقة بموعد اعتلاء العرش. لكنها لا تطرح في العلن بسبب قانون صارم جدا يحظر المس بالذات الملكية ويهدد بالسجن أي انتقاد للعائلة المالكة. وولي العهد موجود في الوقت الراهن خارج المملكة، ويقول مصدر عسكري إنه قد يكون في ألمانيا حيث كان يقيم معظم الوقت قبل وفاة والده. ويساهم تغيبه عن تايلاند و"غموضه" في إثارة توتر القصر والحكومة العسكرية، كما يقول المحللون. -ولاء- وفيما يتم التعبير عن الشكوك حول شخصية الملك بكلمات مبهمة، نظم يوم ولاء للملكية سمي "قوة الولاء" الأسبوع الماضي في كل انحاء المملكة، وشارك فيه عشرات الآلاف من زبائن وموظفي المصارف وتلامذة المدارس وحتى نجوم تلفزيون الواقع. وكان رئيس المجموعة العسكرية الجنرال برايوت شان-او-شا قال في احتفال نقل التلفزيون وقائعه، "سنبقى موالين لجميع ملوك سلالة شاكري حتى موتنا". وكان الملك الراحل الذي بلغ تعلق الناس به حد عبادة الشخصية منذ عقود، موحدا لأمة تشهد كثيرا من الانقسامات. لكن ابنه الذي يعلق التايلانديون في السر على حياته الخاصة، لم يبلغ شعبية والده. وتقول المجموعة العسكرية إن مليون شخص توجهوا إلى القصر الكبير في بانكوك للانحناء أمام جثمان الملك الراحل. ولا يزال هذا التعاطف منتشرا في البلاد. وفي شوارع بانكوك، ما زال التايلانديون بعد شهر ونصف على وفاته يرتدون ملابس حداد في بلد عادة ما يكون متنوع الألوان. وقد أمن استمرارية شؤون الملكية حتى الآن أبرز المستشارين الملكيين، بريم تينسولانوندا الذي يبلغ السادسة والتسعين من العمر، وممثل الحرس القديم المحافظ، ومن المتوقع أن يستمر نفوذه إذا ما قرر ولي العهد ممارسة الحكم عن بعد من ألمانيا. ويكن الحرس القديم عداء لرئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا وشقيقته ينغلوك، وقد اطيحت حكومته في 2014 وسط شائعات عن إمكان وجود صلات بين ثاكسين وولي العهد.