رغم المحاولات الجادة والتشريعات الأممية، لا تزال المجتمعات تسجل أرقاما مفزعة للعنف ضد المرأة، فثلث النساء في العالم تعرضن لعنف جسدي أو جنسي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ولطالما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات لتوعية المجتمعات بقضايا المرأة، إذ لعب رواد هذه المواقع دور الرقيب والمحاسب على الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة. قناة مغربية تعتذر عن إخفائها آثار العنف بمساحيق التجميل أثارت فقرة تعلم "وضع المكياج" في القناة الثانية المغربية ردود فعل غاضبة ومنددة بمحتواه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يأتي هذا بعدما عرض برنامج صباحي فقرة تضمنت نصائح حول كيفية التخلص من آثار العنف من خلال وضع مساحيق التجميل، كحل للنساء المعنفات لكي يتمكن من مواصلة حياتهن.
سلسلة من التدوينات الغاضبة اجتاحت موقع فيسبوك، الأمر الذي دفع القناة لتقديم بيان تعتذر فيها عن الفقرة. وأشارت القناة إلى أن هذه المقاربة تتناقض تماما مع خطها التحريري وميثاقها المبني على إعطاء قيمة بارزة لصورة المرأة، ووعدت باتخاذ كافة الإجراءات المناسبة ضد المسؤولين عن هذا الخطأ. #العنف_ضد_المرأة ... مواقع التواصل ترصد وتندد رغم اعتذار القناة الثانية، مازال الجدل قائما بخصوص البرنامج، إذ أطلق رواد موقع فيسبوك هاشتاغ #ضرب_مها للتنديد بالفقرة التي رأوا فيها تطبيعا مع سلوك يرفضه المجتمع والقانون. وكان نشطاء قد فسّروا هذه الفقرة على أنها تعكس موقفا معاديا للمرأة وتروج للعنف ضدها. ولم يكتف نشطاء مغاربة بإطلاق الهاشتاغات، بل دشنوا عريضة الكترونية على موقع " اتشينج" تطالب بوقف البرنامج. وفاق عدد التوقيعات على العريضة التي حملت اسم " لا تغطّي آثار العنف بمساحيق التجميل بلّغي عن المعتدي!" 800 توقيع. وغرد، حساب "سي محمد" على تويتر قائلا :" الموضوع الذي وقع في #صباحيات_دوزيم هو دليل قاطع على أن المرأة في المجتمعات العربية المتخلفة لن تصل للحرية المطلقة .. وأبرز مثال هو تلك السيدة التي شرحت كيف تغطي المرأة الشمس بالغربال ( كيف تخفي الأمر) وتكمدها وتسكت، لكي يتواصل عنف زوجها." وعابت المغردة الفرنسية، دانييل سبرويت، على مقدمي البرنامج، فكتبت تستنكر "هذا الصباح وفي برنامج صباحيات دوزيم لم تجد المذيعة ليليا مولين أي موضوع للاحتفال باليوم العالمي للعنف ضد المرأة أفضل من تقديم نصائح للنساء المعنفات لتغطية الكدمات عن طريق مستحضرات التجميل." أما المغردة " مروى" فكان لها رأي مخالف، " الفقرة مهمة ومفيدة، سواء ثم ربطها بموضوع العنف أولا. فالكل يتعرض لآثار الضرب أو غيرها بسبب أو بآخر. اذن من المفيد معرفة كيفية إخفاء تلك الآثار ليستطيع الشخص مواصلة حياته دون إحراج، فهناك من يبحث عن عمل أو لديه التزامات." #كفوا_عن_تعنيفها وكان مغردون احتفلوا باليوم العالمي للعنف ضد المرأة الذي صادف 25 نوفمبر/تشرين الثاني من خلال تدشين هاشتاغ #العنف_ضد_المرأة و#كفوا_عن_تعنيفها. أسباب كثيرة ساقها المتفاعلون مع الهشتاغات حول انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي، فمنهم من أرجعها إلى ثقافة العيب التي تعتبر ما يحدث داخل البيت سرا لا يجب أن يظهر، ومنهم من اعتبرها نتيجة السيطرة الذكورية في المجتمعات العربية بينما عزاها آخرون إلى غياب القوانين الرادعة.
العنف ضد المرأة في العالم العربي ....أرقام مفزعة وتعتبر ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية تعاني منها كل المجتمعات، إلا أن وتيرتها ازدادت في المنطقة العربية مؤخرا نتيجة لعدم الاستقرار الأمني والسياسي الذي تعيشه بعض الدول. وكشفت منظمة الصحة العالمية عن أن 35 في المئة من النساء العربيات تعرّضن في حياتهن للعنف. وأشارت آخر إحصاءات "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاءات" إلى أن ثلث النساء في مصر يتعرضن للعنف، في حين سجلت أكثر 200 ألف حالة اغتصاب سنويا في البلاد. وبحسب أرقام وإحصائيات محلية، شهد الأردن 26 جريمة شرف منذ بداية 2016 فيما أدى العنف الأسري لمقتل 12 امرأة في لبنان.