تعرضت 46 امرأة تونسية للقتل العمد، إثر ممارسة العنف الشديد ضدهن، خلال العشرة أشهر الأخيرة، وفق معطيات كشفتها وزارة الداخلية، وذلك من ضمن 7861 امرأة تعرضن إلى شتى أنواع العنف، وتؤكد مصادر مختلفة، تصاعد وتيرة العنف ضد المرأة بعد الثورة، وحسب مصادر من جمعية النساء الديقراطيات، تضاعف عدد النساء المعنّفات بعد الثورة ثلاث مرات، وبيّن مركز الاتصال بتونس - التابع للجمعية - تلقّي 358 اتّصالا من قبل نساء معنّفات خلال السنة الحاليّة، منهنّ 84 % تعرّضن للعنف العائلي، و4 % للاعتداء الجنسي، و3 % للاغتصاب، و3 % لأشكال تعنيف أخرى، من بينها التعرّض للتعنيف في مراكز الأمن، بينما تعالت صيحات الجمعيات الناشطة من أجل الدفاع عن حقوق المرأة، منددة ببروز أصوات رجعية وظلامية تحاول إرجاع المرأة إلى دور جنسي، واستعمالها كأداة للمتعة، ومن ذلك الدعوة إلى ختان البنات، الغريب عن مجتمعنا، والدعوة إلى زواج القاصرات، إضافة إلى أصوات أخرى تحاول المسّ بمجلة الأحوال الشخصية، وبروز "نكاح الجهاد" وغيره من المظاهر السلبية التي تمسّ وتحطّ من كرامة المرأة وإنسانيتها. واعتبرت ناشطات حقوقيات - وفي مجال حقوق المرأة - أنه وعوضاً عن السعي للحصول على مكتسبات جديدة لحماية كينونة المرأة الإنسانية، فإنها تزج المجتمع في حوار عقيم ورجعي للدفاع عن مكتسبات سابقة، وحسب مصادر من المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، فإنّ مؤسسات الدولة غير مستثناة من قائمة المعتدين على المرأة، باعتبار أن عشرين ملفّاً لدى المنظّمة يخصّون نساء تمّ الاعتداء عليهن بالعنف: إما المعنوي أو المادي، في مراكز الأمن وفي السجون التونسية، منذ اندلاع الثورة إلى اليوم، وحسب المصادر نفسها، فالنساء المعنّفات يتعرّضن لسائر أنواع الاعتداءات، ومن بينها السبّ والشتم وسوء المعاملة، وصولا إلى الضرب المبرح، لافتة إلى أن أكثر النساء المعنّفات في تونس هنّ الصحفيات والسياسيات والحقوقيات. وتصدّت مجموعة من الكوادر التونسية الجامعية، لما حدث وما يحدث منذ "14 يناير 2011" ضد المرأة، وخصوصاً أستاذات الجامعة المتخصّصات في الحضارة العربية والخطاب الديني، مثل الروائية والجامعية آمنة الرميلي، وألفة يوسف، ورجاء بن سلامة، وأمل قرامي، ونائلة السليني وغيرهن، ومنذ أشهر تقود هذه المجموعة من المناضلات - مع ناشطات الحركة النسوية في "جمعية النساء الديموقراطية" و"الاتحاد الوطني للمرأة التونسية" و"ائتلاف حرائر تونس" - مواجهة مع الظلاميين الذين لم يكفّوا عن تشويههن على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصل الأمر إلى حدّ التهديد بالقتل، ومحاولات النساء التونسيات الوقوف في وجه المدّ الظلامي، جعلت بعض المتابعين للشأن التونسي يعتبرون أنّ نساء تونس هن "سيسي تونس"، الذي سينقذ البلاد من الهاوية التي يقودها إليها الإسلاميون المتطرفون.