كان مشهد التوريث رائعا.. بسيطا.. وملهما. وقف الأب الكبير يلقن ابنه الشاب حكمة الجلوس على الكرسى.. كرسى العرش والمجد والسطوة والجاه.. وأصغى الابن ولم يقل لا، رغم علمه بمخاطر المهمة وإدراكه ثقلها.. نطق الأب وهو يتوج ابنه فى غرفة مغلقة بالقسم وردده الابن وراءه ليؤكد له الولاء واستكمال المسيرة حفاظا على العائلة والإمبراطورية التى شيدها عبر السنين. قال إبراهيم العقاد: «لازم اعرفك كل حاجة واطمنك وافطمك.. احنا أكبر تجار مخدرات فى البلد كلها.. لازم تحافظ على الصنف هو اللى هيكبرك»، وقال الابن فتحى العقاد: «لكن دى مخدرات».. ورد الأب: تجارة حلال ده نبات خلقه ربنا.. وده مش حرام وربنا هيحميك من أى سوء» واستسلم الابن ،ولم يكن الاستسلام مجرد ضعف وطاعة للأب، ولكن زاغت فى عينيه أيضا ملامح حلم الثراء والنفوذ وراحة البال. فى اللقطة التالية قالت الأم أو السيدة الأولى بين نساء العقاد: «ماترميش الواد فى النار» وباستهجان عاتبها الأب: «نار إيه.. أنا كلمته فى الكار.. واديته سر المهنة» ثم ذهبت الأم لابنها وقالت له: «ما كنتش عايزة رجلك تيجى فى السكة دى لكن حكم القوى على الضعيف».. وباركت لحظة التوريث.. باركت ولى العهد ودعت له بالتوفيق». أخطر ما فى مشهد التوريث العظيم هذا هو الأداء الرائع لبطليه صلاح السعدنى وأحمد فلوكس.. كان المشهد حميما للغاية ومغريا لأن يسلك دربه آخرون ممن يحكمون إمبراطوريات بتجارة غير مشروعة دون خوف أو رهبة. فالعقاد الكبير نموذج.. مجرد نموذج لأكثر من عقاد.. والعقاد الصغير لن يتخلى عن اللقب مهما كان، حتى لو كان بداخله قناعة أن المهمة ستدخل به إلى عش الدبابير. ورغم إعجابى الشديد بالفتى الواعد أحمد فلوكس وب«الكبير» صلاح السعدنى فى اتفاق «الباطنية» إلا أن دقات الحذر دقت فى قلبى خوفا من التأثير الشديد لهذه البراعة فى إغواء الشر تحت رداء الخير والحفاظ على سطوة العائلة. لا تستنشق دائما دخان الدراما فقد يلتهم حلمك قبل أن ينضج.. يا ولدى.