8 عمليات إرهابية كبرى استهدفت دول التحالف فى النصف الأول من 2016.. وفرنسا الأكثر خسارة العدنانى أطلق «نداء النفير» قبل مقتله.. ودبلوماسى عراقى ل«الشروق»: فقدان الأرض غيَّر استراتيجية التنظيم
فى منتصف مايو الماضى أطلق تنظيم «داعش» الإرهابى إشارة البدء لخلاياه النائمة و«ذئابه المنفردة» لتوسيع حجم عملياته فى العمق الأوروبى واستهداف رعايا دول التحالف الدولى لمواجهة الإرهاب، بعد تصاعد حدة الضربات على معاقل التنظيم فى سوريا والعراق وليبيا، وفقده مدنا كانت خاضعة تحت سيطرته واحدة تلو الأخرى. وما إن خرج المتحدث الإعلامى باسم التنظيم محمد العدنانى الذى لقى حتفه أخيرا فى حلب فى تسجيل صوتى مهددا باستهداف أوروبا وأمريكا بسلسلة عمليات، حتى انطلقت «ذئاب داعش المنفردة» لتنهش فى قلب القارة العجوز فى محاولة لدفع الشعوب الأوروبية للضغط على حكوماتها وإيقاف ضربات التحالف الجوية على معاقل التنظيم. لم يكن نداء العدنانى فى ظاهره سوى دعوة لتكثيف العمليات فى قلب أوروبا وأمريكا، خصوصا أن عددا من العواصم الأوروبية شهد عدة عمليات نوعية للتنظيم خلال 2015 الماضى ومطلع 2016 الحالى. 26 يوليو 2016: تبنى التنظيم قتل كاهن ذبحا فى عملية احتجاز رهائن نفذها اثنان من عناصره فى كنيسة سانت إتيان دو روفريه فى شمال غرب فرنسا، معلنا أن منفذى العملية هما «اثنان من جنوده فى أوروبا». 24 يوليو 2016 فجر لاجئ سورى رفضت ألمانيا طلب لجوئه إليها نفسه بالقرب من مهرجان للموسيقى فى منطقة بافاريا، وهو ما أوقع 15 جريحا، قبل أن يعلن وزير داخلية الإقليم أن الشاب السورى بايع التنظيم، الذى أكد بدوره أن الانتحارى كان أحد عناصره فى بيان رسمى نشره على الحسابات التابعة له عبر مواقع التواصل الاجتماعى. 18 يوليو 2016 هاجم شاب يبلغ من العمر 17 سنة ركاب قطار فى إقليم بافاريا الألمانى بفأس، وهو ما أسفر عن إصابة 5 أشخاص بجروح قبل أن تقتله الشرطة. وفى اليوم التالى للحادثة بثت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابى مقطع فيديو يتضمن تهديدات وجهها منفذ عملية الطعن فى القطار، أوضح خلاله منفذ عملية الطعن أنه يدعى محمد رياض وأنه «جندى تابع للتنظيم». 14 يوليو 2016 دهس التونسى محمد لحويج بوهلال، الذى يبلغ من العمر 31 سنة، حشودا كبيرة فى مدينة نيس الفرنسية، ما أسفر عن مقتل 84 شخصا، فى إحدى أعنف العمليات التى استهدف بها «داعش» القلب الأوروبى. وذكرت وكالة «أعماق» أن منفذ عملية الدهس هو أحد عناصر التنظيم، مشيرة إلى أنه نفذ العملية «استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذى يقاتل الدولة الإسلامية» بحسب وصف بيانها. 28 يونيو 2016 استيقظت تركيا التى تعد البوابة الرئيسية لعبور أفرد التنظيم من وإلى سوريا على 3 تفجيرات أوقعت 47 قتيلا فى مطار أتاتورك الدولى فى إسطنبول، قبل أن يخرج رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم، الذى تعد بلاده واحدة أبرز الدول فى التحالف الدولى، مؤكدا إن الأدلة تشير إلى تورط «داعش». 13 يونيو 2016 فى حلقة جديدة من مسلسل استهداف التنظيم فرنسا، قتل أحد أتباع «داعش» مسئولا فى الشرطة ورفيقته فى منزلهما غرب باريس، وهو ما أكدته وكالة «أعماق» أيضا. 12 يونيو 2016 أطلق مسلح النار داخل ناد للمثليين فى أورلاندو بولاية فلوريداالأمريكية ليقتل 49 شخصا، معلنا ولاءه لتنظيم الدولة الذى أعلن لاحقا أنه كان أحد مقاتليه. 22 مارس 2016 تبنى التنظيم المسئولية عن سلسلة هجمات انتحارية أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة أكثر من 300 فى مطار بعاصمة الاتحاد الأوروبى بروكسل، ومحطة مترو مالبيك قرب مقر مؤسسات الاتحاد فى بلجيكا، قبل الكشف عن أن منفذيها من عناصر الخلية التى نفذت اعتداءات باريس فى نوفمبر 2015. 19 مارس 2016 فجر انتحارى نفسه فى ساحة الاستقلال فى إسطنبول، ما أدى إلى مقتل 4 سائحين، 3 منهم إسرائيليين والرابع إيرانى، وأعلن التنظيم مسئوليته عن العملية. 12 يناير 2016 أعلن تنظيم الدولة مسئوليته عن هجوم انتحارى استهدف وسط مدينة إسطنبول، مسفرا عن مقتل 12 سائحا ألمانيا. 2 ديسمبر 2015 أطلق باكستانى وزوجته النار صوب عدد من المواطنين الأمريكيين خلال حفل فى مدينة سان برناندينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ما أدى إلى مقتل 14 شخصا، وهى العملية التى أثنى عليها التنظيم الإرهابى عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعى. 13 نوفمبر 2015 شهدت فرنسا حادثة هى الأعنف منذ عقود، عندما نفذت خلايا تابعة للتنظيم الإرهابى فى أوروبا عمليات انتحارية متزامنة فى قلب العاصمة باريس، استهدفت محيط الاستاد الذى كان يستقبل المباراة الودية بين منتخبى فرنساوألمانيا، فضلا عن قاعة حفلات، ومقاه، ما أسفر عن خسائر بشرية فادحة حيث تجاوز عدد القتلى 130 شخصا، وبلغ عدد المصابين نحو 300 فى ليلة عانت مرارتها أوروبا بالكامل. 16 يوليو 2015 شهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية هجوما نوعيا على مركز تجنيد فى تينيسى ومركز لاحتياطى قوات البحرية، أسفر عن وقوع 4 قتلى من المارينز وبحار برصاص مسلح. 8 يناير 2015 قتل مسلح شرطية فى ضاحية بالعاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يهاجم متجرا يهوديا فى اليوم التالى ويقتل 4 أشخاص، ليعلن بعدها التنظيم أن منفذ العمليتين من عناصره. ضرب رعايا التحالف داخل الأراضى العربية لم يكتف التنظيم الإرهابى باستهداف العواصم الأوروبية المشاركة فى التحالف الدولى ضده فقط، حيث نفذ عدة عمليات فى دول عربية استهدف خلالها رعايا أجانب يحملون جنسيات دول مشاركة فى توجيه الضربات ضد التنظيم فى سوريا والعراق، وكان من أبرز تلك العمليات إعلانه المسئولية عن إسقاط طائرة روسية فى 31 اكتوبر 2015 كانت تقل على متنها 224 شخصا فى سيناء. وفى 26 يونيو 2015، نفذ التنظيم الإرهابى هجوما مسلحا على فندق فى مدينة سوسة الساحلية بتونس أسفر عن مقتل 38 سائحا، بينهم 30 بريطانيا، وذلك بعد أكثر من 3 أشهر على هجوم استهدف متحفا فى تونس مسفرا عن وقوع 22 قتيلا بينهم 21 سائحا أيضا. التنظيم لأتباعه: أوروبا أرض جهاد يرى دبلوماسى عراقى مطلع على خطط التعامل مع التنظيم فى بلاده أن استراتيجية «داعش» التى أعلن عنها الرجل الثانى محمد العدنانى قبل مقتله أخيرا، ليست أسلوبا جديدا بالنسبة للتنظيمات المتطرفة، مضيفا فى تصريحات ل«الشروق» أن تنظيم القاعدة اتبع تلك الإستراتيجية عندما حاول استهداف المصالح الأمريكية بعدد من مناطق العالم فى محاولة لدفع الشعب الأمريكى للضغط على إدارته. وأكد الدبلوماسى الذى فضل عدم ذكر اسمه – أن أكبر دليل على فشل سياسة «الذئاب المنفردة» هو مقتل العدنانى صاحب النداء نفسه، على يد قوات التحالف الدولى. وتابع: «خطورة استراتيجية التنظيم تكمن فى سهولة اصطياده أتباعا جدد يحملون جنسيات أوروبية وليسوا من المهاجرين أو اللاجئين، وهو ما يصعب من مهمة أجهزة الأمن الغربية». وكشف الدبلوماسى العراقى عن رصد اتصالات توضح رفض التنظيم إلحاق اتباعه الأجانب المتواجدين فى دول أوربية فى مناطق نفوذه فى سوريا والعراق كما كان يفعل فى السابق، ومطالبتهم بالبقاء فى الدول التى يحملون جنسياتها باعتبارها أرضا للجهاد، على حد تعبيره. واستكمل «التنظيم أدخل تعديلا جديدا على سياسته، فبعدما كان يعتمد على التمدد فى الأراضى التى يسيطر عليها حتى يصل إلى الغرب، بات يعتبر أوروبا أرض جهاد مباشر، بعد فقدانه معاقله واحدة تلو الأخرى».