استعجلت نيابة جنوبالجيزة الكلية، بإشراف المستشار ياسر التلاوي المحامي العام للنيابات، تحريات المباحث الجنائية والأمن الوطني، لمقارنتها بأقوال الشهود؛ تمهيدًا لاستصدار أوامر ضبط وإحضار المتورطين في حادث إطلاق النار على الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، أثناء توجهه لأداء خطبة الجمعة في مسجد فاضل بمدينة 6 أكتوبر. ووفقا لتصور النيابة لحادث إطلاق النار على المفتي السابق، بعد سماع أقوال الشهود وفحص كاميرات المراقبة الموضوعة في فيلا "جمعة"، فإن 6 مجهولين ملثمين وراء عملية إطلاق النار، قسموا أنفسهم إلى 3 مجموعات، إحداها تولت الهجوم على "جمعة" فور خروجه من فيلته التي تبعد عن المسجد قرابة 50 مترًا، والثانية أمطرته بوابل من الرصاص ناحية الباب الأمامي للمسجد، والثالثة كانت تؤمن خطة هروب زملائهم، وإطلاق الرصاص في الهواء لإرهاب المصلين وجيران المجني عليه. وأكد شهود العيان، أن الدكتور علي جمعة اعتاد الخروج من فيلته بالحي المتميز بمنطقة غرب سوميد كل يوم جمعة؛ لأداء الصلاة بمسجد فاضل المجاور للمنزل والملقب بمسجد المفتي، ويرافقه حرسه الشخصي وحرس الفيلا البالغ عددهم 4 حراس، وإلقاء الخطبة وإمامة الصلاة وإلقاء درس عقب الصلاة. وأشاروا إلى قيام المتهمين بإعداد كمين للشيخ علي جمعة، حيث قام اثنان منهم بإطلاق النيران من ناحية الباب الأمامي للمسجد، وآخران أطلقا الرصاص من ناحية الباب الخلفي، فيما إختبأ آخران في عقار تحت الإنشاء بجوار المسجد. كما استمعت النيابة لأقوال الحارس الشخصي ل"جمعة" المصاب، حيث أكد أنه فوجئ ب 4 ملثمين يطلقون عليه الرصاص أثناء سيره بصحبة المفتي السابق المكلف بحراسته في محاولة منهم لاغتياله؛ مما دفعه إلى إطلاق الرصاص عليهم لكنه لم يتمكن من إصابة أي منهم. وأكد أحد أعضاء فريق التحقيق بالنيابة، أن النيابة لم يصلها أية متهمين منذ وقوع الحادث في 5 أغسطس الجاري حتى الآن. وعلى صعيد متصل، انتقل فريق من نيابة جنوبالجيزة لمعاينة شقتي المريوطية بمنطقة الهرم، وكفر غطاطي بمنطقة كرداسة، اللتين كشفت قوات الأمن الوطني والأمن المركزي استخدام عناصر إرهابية لهما لتنفيذ مخططات باغتيال شخصيات عامة واستهداف ضباط الشرطة، وتبين من التحقيقات الأولية بعد اجراء المعاينة للنيابة، أن عناصر الخلية كانوا يختبئون بالشقتين، لكنهم هربوا قبل وصول مأمورية الضبط. وأمرت النيابة بالتحفظ على المضبوطات والأسلحة والذخائر المضبوطة بالشقتين وانتداب المعمل الجنائي لفحصها، حيث ضمت: (بوردات وبطاريات جافة وأسلاك وفيش وأقنعة سوداء، 3 بنادق آلية، و14 خزنة، وطبنجتين، وعلبة طلقات 9 مم). وتنتظر النيابة تقرير المعمل الجنائي عن الأسلحة المضبوطة في الشقتين لمضاهتها بفوارغ الطلقات التي تم ضبطها في واقعة إطلاق النار على المفتي السابق، لتوضيح علاقة عناصر شقتي الهرم وكرداسة بحادث إطلاق النار على "جمعة"، وكذلك حادث إطلاق النار على سيارة شرطة أعلى محور 26 يوليو، يوم 2 أغسطس، والتي أسفرت عن إصابة 3 مجندين، و5 مدنين. كان الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، قد نجا من محاولة اغتيال أثناء توجهه لإلقاء خطبة صلاة جمعة يوم 5 أغسطس الجاري بمسجد فاضل، الذي يقع على بعد أمتار من منزله بغرب سوميد بالمجاورة الأولى بالحي المتميز، فيما أصيب أحد أفراد حراسته بطلق ناري في القدم.