معارك عنيفة فى المدينة.. المرصد السورى: قوات الأسد لم تتمكن من الثبات رغم 600 غارة روسية.. والفصائل قطعت آخر طرق الإمداد إلى الأحياء الغربية للمدينة دارت اشتباكات متقطعة، أمس، جنوب مدينة حلب ثانى أكبر المدن السورية، غداة تعرض قوات النظام لضربة كبيرة، بعدما تمكنت فصائل المعارضة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية. وبذلك، انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عمليًا أحياء حلب الغربية التى يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك فى مدينة حلب فى الشمال السورى فى صيف 2012، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان، رامى عبدالرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية «تدور اشتباكات متقطعة يرافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل»، غداة خسارة الجيش السورى لمواقع مهمة تتمثل فى كليات عسكرية فى جنوب غرب مدينة حلب. وأعلنت فصائل مقاتلة وجهادية فى إطار تحالف «جيش الفتح»، وأهمها حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، وبعد هجومين عنيفين خلال اليومين الماضيين، كسر الحصار الذى يفرضه الجيش السورى منذ 17 يوليو على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، والتى يقيم فيها 250 ألف شخص. وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات فى حى الراموسة المحاذى، والذى تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية. وأوضح مدير المرصد أن «قوات النظام السورى والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جدًا»، مشيرًا إلى أنه «برغم أكثر من 600 غارة جوية روسية خلال أسبوع من المعارك، لم تتمكن قوات النظام من الثبات فى مواقعها». وقالت جبهة فتح الشام بدورها إنها صادرت عددًا كبيرًا من الأسلحة من الكلية المدفعية، ونشرت صورًا قالت إنها من داخل الكلية لصناديق أسلحة وآليات عسكرية. وأشار عبدالرحمن إلى أن الفصائل المقاتلة والجهادية «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية، بل إنها قطعت أيضًا آخر طرق الإمداد إلى الأحياء الغربية التى باتت محاصرة» ويقيم فيها حوالى مليون و200 ألف نسمة. فى السياق نفسه، أفادت مصادر إعلامية فى الأحياء الشرقية إن أول شاحنة خضار دخلت، أمس، وللمرة الأولى منذ شهر إلى الأحياء الشرقية مرورًا بحى الراموسة، لتباع البندورة والبطاطا فى أسواق هذه المنطقة المحرومة من الكثير من المواد الغذائية. إلا أن المرصد السورى أكد، أمس، أن المدنيين لم يتمكنوا من الخروج من الأحياء الشرقية لأن الطريق التى فتحت لهم من الراموسة لا تزال خطيرة وغير آمنة. ونفى الإعلام الرسمى بدوره فك الفصائل الجهادية والمقاتلة للحصار المفروض على الأحياء الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكرى قوله «إن هذه المجموعات الإرهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الإرهابيين فى الأحياء الشرقية من مدينة حلب». وأضاف أن القوات السورية «تواصل عملياتها القتالية على جميع المحاور إلى الجنوب وجنوب غرب حلب». وبدا الخوف والتوتر واضحًا على سكان الأحياء الغربية الذين باتوا يخشون من الحصار، فسارع السكان إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتموين فى حال استمر الحصار. وبحسب عبدالرحمن «فإن ساعات من الحصار كانت كافية لترتفع أسعار الحضار أربعة أضعاف، وقد فقدت الكثير من البضائع فى الأسواق». ووثق المرصد السورى مقتل 130 مدنيًا، غالبيتهم فى الأحياء الغربية، منذ بدء هجمات الفصائل المقاتلة فى جنوب حلب فى 31 يوليو. كما قتل أكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السورى والفصائل المقاتلة والجهادية على حد سواء فى المعارك الدائرة فى جنوب حلب منذ الأحد الماضى، غالبيتهم من الفصائل نتيجة «التفوق الجوى» لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية.