أعلنت الفصائل المعارضة المقاتلة مدعومة بجهاديين السبت تمكنها من فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات النظام السوري على الاحياء الشرقية لحلب، لتحاصر بدورها الاحياء الغربية. الا ان النظام السوري اعلن مساء السبت ان قواته استعادت عددا من المواقع التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة قرب حلب. ونقل مصور فرانس برس في الاحياء الشرقية من حلب ان اول شاحنة محملة بالخضر دخلت هذه الاحياء للمرة الاولى منذ شهر عبر حي الراموسة في جنوب مدينة حلب. واوضح ان الشاحنة محملة بالطماطم والبطاطا على ان تباع في اسواق الاحياء الشرقية للمدينة التي كانت بدات تعاني نقصا في المواد الغذائية وارتفاعا كبيرا في اسعارها بسبب الحصار. واعلن الائتلاف السوري المعارض السبت ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من فك الحصار الذي تفرضه القوات السورية منذ ثلاثة اسابيع على الاحياء الشرقية لحلب. واكد الائتلاف على حسابه على تويتر ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من "فك الحصار". من جهتها اعلنت حركة "احرار الشام" المشاركة في القتال على تويتر "السيطرة على حي الراموسة بالكامل وفتح الطريق إلى مدينة حلب". بدورها اعلنت "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا) ان "المجاهدين من خارج المدينة التقوا بإخوانهم داخل المدينة والعمل جار للسيطرة على ما تبقى من النقاط لكسر الحصار". واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين من المعارضة في حي الشيخ سعيد في جنوب حلب اتصلوا بالفعل بمقاتلين من الفصائل قدموا من قسم من حي الراموسة، الا ان بقية اقسام الحي لا تزال بايدي قوات النظام. ومساء السبت اكد المرصد ان المقاتلين المعارضين والجهاديين سيطروا على الكلية الفنية الجوية في جنوب حلب وفرضوا حصارا مطبقا على الاحياء الغربية الخاضعة للنظام. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "الأحياء الغربية باتت محاصرة ولا يوجد أي طريق آمن ليدخل أي مدني إلى المدينة أو يخرج منها". واعتبر طرفا النزاع على السواء ان معركة حلب مصيرية وسيكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب في سوريا. ومدينة حلب منقسمة منذ 2012 بين احياء غربية تسيطر عليها قوات النظام واحياء شرقية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ومنذ 17 تموز/يوليو، تمكنت قوات النظام من فرض حصار كامل على الاحياء الشرقية التي يقيم فيها 250 الف شخص. وقبيل اعلان فك الحصار كانت الفصائل المقاتلة والجهادية سيطرت على مواقع استراتيجية جنوب حلب عبارة عن ثكنات عسكرية لقوات النظام، الامر الذي مهد لفك الحصار عن احياء المدينةالشرقية. وافاد مراسل لوكالة فرانس برس في الاحياء الشرقية ان السكان اطلقوا النار ابتهاجا بفك الحصار وذبحوا الخراف. في المقابل، نفت وسائل اعلام النظام السوري الانباء عن فك الحصار ومثلها قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام، مؤكدة ان المعارك مستمرة. ونقل التلفزيون السوري الرسمي ان الجيش السوري ارسل تعزيزات الى المنطقة، حيث تدور اشتباكات عنيفة كما ان "الطيران الحربي يعزل ناريا منطقة العمليات في محيط الكليات العسكرية". وفي حال تأكدت سيطرة الفصائل المسلحة على حي الراموسة المحاذي للثكنات العسكرية لقوات النظام، تكون هذه الفصائل قد فتحت عمليا طريق امداد نحو الاحياء التي تسيطر عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطعت طريق الامداد بالكامل الى الاحياء الغربية. ويقود المعارك تحالف "جيش الفتح" وعلى رأسه جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة احرار الشام. وسارعت جبهة فتح الشام صباح السبت الى اعلان سيطرة "المجاهدين" على كلية التسليح وكلية المدفعية وكتيبة التعيينات و"بدء اقتحام" الكلية الجوية الفنية. واسفرت المعارك، وفق المرصد، منذ الاحد عن مقتل "اكثر من 700 مقاتل من الجانبين، غالبيتهم من الفصائل"، كما قتل نحو "130 مدنيا" في مدينة حلب في قصف متبادل بين قوات النظام في الاحياء الغربية والفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية. وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، فان غالبية القتلى المدنيين سقطوا في الاحياء الغربية جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة كان اخرهم سبعة قتلوا السبت في حي الحمدانية. -حلب للفائز- وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين قسميها الشرقي حيث يعيش حوالى 250 الف شخص والغربي الذي يسكن فيه حوالى مليون شخص. وباتت الاحياء الشرقية محاصرة بالكامل منذ 17 يوليو. واعرب سكان الاحياء الغربية عن الخشية من حصار قد يطبق عليهم. وقال احدهم وهو استاذ لغة عربية رفض كشف اسمه "لدي ثقة كبيرة بالجيش السوري الا ان المسلحين يهاجمون بأعداد كبيرة مع انتحاريين وهذا امر مخيف". واختصر عبد الرحمن بدوره التطورات في منطقة حلب بالقول "من يفوز بهذه المعركة سيفوز بحلب"، مضيفا "انها معركة تحديد مصير". وفي تسجيل صوتي الخميس وقبل اطلاق اول هجوم على الكليات الحربية، اكد زعيم جبهة فتح الشام الجهادية ابو محمد الجولاني ان نتائج هذه المعركة "تتعدى.. فتح الطريق عن المحاصرين فحسب، بل انها ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية (...) وترسم ملامح مرحلة جديدة لسير المعركة". من جهة ثانية اعلن المرصد ان عشرة مدنيين على الاقل قتلوا السبت بينهم ثلاثة اطفال في قصف جوي استهدف منطقة مجاورة لمستشفى في شمال غرب سوريا. وقال المرصد ان الضربات الجوية استهدفت بلدة ملس في محافظة ادلب قرب الحدود مع تركيا، وهي تقع تحت سيطرة فصائل مقاتلة واسلامية ابرزها جبهة فتح الاسلام (جبهة النصرة سابقا). -الجهاديون خارج منبج- وعلى جبهة اخرى نجحت قوات سوريا الديموقراطية، وفق ما افاد المرصد السوري، بالسيطرة على كامل مدينة منبج. وتشكل منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس ابرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب. وقال عبد الرحمن "لم يبق فيها سوى بعض فلول الجهاديين المتوارين بين السكان"، مشيرا الى ان هذا التحالف من فصائل كردية وعربية يعمل على تمشيط وسط المدينة بحثا عما تبقى منهم. الا ان المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج شرفان درويش اكد لفرانس برس ان المعارك لا تزال مستمرة في وسط المدينة، مشددا على ان "قوات سوريا الديموقراطية تسيطر حاليا على 90 في المئة منها". وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في 31 مايو بغطاء جوي من التحالف الدولي هجوما للسيطرة على منبج الاستراتيجية والواقعة على خط الامداد الرئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة والحدود التركية.