اعتبر ثورة 25 يناير «نكسة» ومؤامرة.. ومهد للثورة ضد «الإخوان» «يونيو تأكل أبناءها»، كان هذا هو التعليق الأبرز على غياب الإعلامى الدكتور توفيق عكاشة، لتُعد المفاجأة الأكبر خصوصا بعد انقلابه على نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، ثم انقلاب النظام عليه، وإلغاء عضويته بالبرلمان، وإغلاق قناته، ما جعله يجلس فى مزرعته بالدقهلية. تجربة توفيق عكاشة بدأت بتأسيس قناة «الفراعين» قبل ثورة يناير، كان حينها عضوا فى البرلمان الأخير لنظام مبارك. اعتبر عكاشة ثورة 25 يناير «نكسة» ومؤامرة، بل واتهم كل من يصفها بالثورة بأنه عميل للمخابرات الأمريكية، ليكون عضوًا أساسيا فى كل خلاف مع رموز «25 يناير»، ولكن معركته الأهم كانت مع نظام الإخوان ليقف لهم بالمرصاد ويحرض ضدهم حتى إن القناة أغلقت فى أغسطس 2012 بعد توجيه إنذار لها بسحب ترخيصها إذا استمرت تجاوزاتها، التى يوجهها رئيس القناة، إلى الرئيس محمد مرسى. وخلال فترة توقف القناة ظهر عكاشة لمدة حلقة واحدة على قناة «تايم دراما المصرية»، ثم أعلنت القناة ايقاف البرنامج، ليظهر بعدها على قناة «كايرو سينما» حتى عاد بث قناة «الفراعين» مرة أخرى فى مارس 2013 بعد توقف دام سبعة أشهر. ورغم دور عكاشة الذى لا ينكره أحد فى التمهيد لثورة يونيو، حيث كان يحشد على الهواء لمظاهرات تأييد وتوقيع استمارات «تمرد»، إلا أن حالة من الفتور صعدت للسطح بعد وصول الرئيس السيسى للحكم. هاجم عكاشة الجميع تقريبا، لا يعرف كثيرون لمصلحة من صبت نتائج هذه الهجمات. دخل فى خصومة مع كثيرين، بما تصور نفسه اكبر من الجميع، لكنه فى لحظة واحدة فوجئ بأنه فى العراء وحيدا داخل مزرعته بالدقهلية. رأى عكاشة نفسه مفجر ثورة يونيو، وفى نفس الوقت يشعر بالتجاهل من الدولة، واستمرت حالة الفتور حتى دخل الإعلامى الشهير برلمان 30 يونيو، معلنا عن طمعه فى رئاسته، ومع عدم التجاوب مع طلبه بدأ ينقلب على النظام وعلى ثورة يونيو التى طالما وصف نفسه بأنه مفجرها، واصفا إياها ب«المسرحية»، وقال إن الحكومة تدق مسمارا فى نعشها بعد تضييق الخناق عليه من قبل الأمن، ليتطور الأمر بشكل درامى بعد تجاوزه فى حق رئيس البرلمان على عبدالعال، واستضافته للسفير الاسرائيلى بمنزله، ليتم التصويت على إلغاء عضويته، ثم إيقاف قناة «الفراعين» بقرار من المنطقة الإعلامية الحرة لمدة عام ومنعه من التصرف فيها، منذ مارس الماضى وحتى الآن. مؤخرا حصلت القناة على حكم من القضاء الإدارى، بعودة بث قناة «الفراعين»، مع عدم ظهور توفيق عكاشة على شاشتها.