• عاشت عذراء وأنشأت 3 تكايا لتقديم الطعام لغير القادرين.. ومساعدة المحتاجين فى شارع البحر المجاور لديوان عام محافظة الغربية، وهو واحد من أهم شوار المحافظة، يقع مسجد الشيخة صباح، التى يقصده الأهالى والمريدون ويلقبون صاحبته ب«ست الحبايب نور الصباح». وتعود سيرة الشيخة صباح إلى قبل مائتى عام، ويقول الشيخ محمد النقيب، أحد خطباء المسجد، إن صاحبته هى بدر الصباح بنت محمد بن على بن محمد الغبارى، المولودة فى عام 1248 هجرية الموافق 1832 ميلادية، والتى نشأت تربت فى جو صوفى حتى فتح الله عليها ونور قلبها، وذاع صيتها، وعاشت عذراء طوال عمرها وقضت سنوات عمرها فى أعمال البر ومساعدة المحتاجين، ومعالجة السيدات العقيمات والمصروعين، وإيواء الفقراء والمساكين. وولدت الشيخة صباح، بقرية ميت السودان محافظة الدقهلية، وكان لوالدها الشيخ محمد الغبارى، ثلاثة أبناء ذكور هم: «حسن، وأحمد، وعلى»، وابنة وحيدة هى بدر الصباح، التى اشتهرت بعدها بنور الصباح، وكانت تشترك فى إحياء الندوات وما يتلى من الذكر الحكيم والإنشاد، ويشتهر عنها أنها من بين محبين السيد البدوى، أشهر أولياء الله فى طنطا ومصر عموما. أما الشيخ سيد الزغبى الخطيب الثانى للمسجد، فيصف صاحبة السيرة ب«العارفة بالله صباح» مؤكدا أنها أنشأت ثلاث تكايا واحدة فى قرية ميت السودان، والثانية فى طنطابالغربية، والثالثة فى مركز دسوق بكفر الشيخ، واتخذت السيدة صباح تكية طنطا دارا لإقامتها نظرا لحبها الشديد للسيد البدوى، وقررت أن تقيم بجواره، وكانت تكاياها معدة لاستقبال الزائرين مع تقديم الطعام للوافدين عليها. ويروى الزغبى، أن تكية الشيخة صباح فى طنطا كانت تشهد إحياء الليالى بالذكر وتلاوة القرآن ولم تكن للسيدة لها صيغة دعاء معروفة أو أوراد مشهورة، وإنما إلهامات يجريها الله على لسانها على حد قوله، فتستجاب بها الدعوات، وما من شك أنه كان لها أسماء مختارة من أسماء الله الحسنى تذكر بها الله فى خلوتها على مسابحها العديدة وعقب صلواتها. ويضيف الزغبى، «كانت السيدة تحيى ليلة الجمعة وتوزع صدقات كثيرة، وتحتفل بمولد النبى عليه الصلاة والسلام، وموالد الأولياء وشهر رمضان والعيدين، إذ توزع الصدقات فى عيد الفطر، وفى عيد الأضحى كانت تضحى بأربعين خروفا، واليوم الثانى والثالث تذبح عشرين خروفا. واستمرت السيدة الصالحة، بدر الصباح، محافظة على أعمالها الخيرة للفقراء والمساكين، إلى أن توفيت يوم الاثنين 10 جمادى الآخرة سنة 1327 هجرية، الموافق 1909 ميلادية، ودفنت بضريحها فى اليوم التالى، ومازالت تكيتها باقية على حالها حتى الآن، شاهدة على اعمالها الخيرية.