- والد عمر متين: «لو علمت ما سيفعل لقبضت عليه بنفسي» - ما فعله عمر ضد الفلسفة التي ربيتهم عليها - أمريكا منحت ابني الكثير.. وهي منزلي وبيتي صديق متين، مواطن أمريكي، والد عمر متين الذي قتل أكثر من 49 شخصًا في أحد الملاهي الليلية بمدينة أورلاندو، في أسوأ حادثة إطلاق نار جماعي في تاريخ الولاياتالمتحدة. في أعقاب حادث إطلاق النار الذي يعتبر الآن الهجوم الإرهابي الأكثر فتكًا على أراضي الولاياتالمتحدة منذ أحداث 11 سبتمبر، ظهر متين الأب متأرجحًا بين الحزن والشعور بالعظمة، كما وصفته مجلة «تايم» الأمريكية. تبدو على متين الأب علامات الصدمة جراء خسارته لابنه ومقتل 49 شخص آخر على الأقل في ملهي «Pulse» الليلي بأورلاندو، صباح الأحد. لكن يبدو أن متين الأب، الذي يطلق على نفسه «رئيس جمهورية أفغانستان الانتقالية» على صفحته علي «فيسبوك» وينشر لقطات الفيديو التي تحتوي على انتقاداته السياسية، استمتع بلحظته تحت الأضواء، بحسب المجلة. في البداية، جاء رد فعل متين الأب مثل أي والد حزين، قائلًا "لا أسامحه"، وأمام منزله الفخم في مدينة بورت سانت لويس خرج الأب مرتديًا ملابس النوم وقال إنه ظل مستيقظًا طوال الليل يشعر بالصدمة. ولكن بعد ساعة، ظهر متين مجددًا، لكن هذه المرة مرتديًا بدلة أنيقة، داعيًا المراسلين لخلع أحذيتهم قبل دخول المنزل، وقال إن المرحب بهم فقط هم "المحترفين"، لكن اتضح بعد ذلك أن أولئك "المحترفين" هم أكبر متملقي متين. بعيون زرقاء متسعة، وشارب كثيف، وسلوك هادئ، بدا متين الأب وكأنه دبلوماسيًا، وأثناء جلوسه على أريكة مزخرفة داخل منزله، واصل متين إدانة ابنه وثناؤه على الولاياتالمتحدة التي كرر وصفها ب"منزلي، وبيتي". قال متين: "الولاياتالمتحدة منزلي، إنها المنزل الذي دائمًا ما يعتني بي وأسرتي وكل الناس من وطني"، مشيرًا إلى أن العمل الوحشي الذي ارتكبه ابنه يتعارض مع ديانة أسرته، قائلا: "إنها ضد الفلسفة التي أعلمهم إياها". لكن تلك الفلسفة تحت تمحيص شديد، حيث برزت تفاصيل أكثر عن الميول السياسية الخاصة بمتين الأب وبياناته المصورة التي تبدو متطرفة وغريبة. وفي أمثلة عدة لذلك، أظهرت البيانات التي أدلى بها للمراسلين يوم الإثنين، تعارضًا مع بيانات مصورة نشرها عبر الإنترنت قبل حادث إطلاق النار، وفقًا للمجلة. ورغم انكاره أن تكون الكراهية هي ما دفعت ابنه لارتكاب فعلته بملهى المثليين جنسيًا، قال متين في فيديو نشره في وقت مبكر من صباح الإثنين، إن الله نفسه سيعاقب هؤلاء من المتورطين في المثلية الجنسية، طبقًا لعدة وكالات أنباء، ولكن أشارت المجلة إلى أنه منذ ذلك الحين تم إزالة هذا الفيديو. في تصريحات أدلى بها متين الأب يوم الأحد، لشبكة «إن بي سي نيوز»، أشار إلى احتمالات أن يكون الغضب تملك ابنه عمر عندما رأى رجلان يتبادلان القبلات أمام المارة. ولكن عندما سُئل متين الأب يوم الإثنين، عن مشاعر ابنه تجاه مجتمع المثليين، أظهر الأب مزيدًا من التسامح قائلًا: "هذه بلاد حرة، يجب على كل شخص أن يحصل على فرصة ليعيش بالطريقة التي يريدها". وفي فيديو آخر، ظهر متين الأب ليعبر عن تأييده لجماعة طالبان الأفغانية، طبقًا لترجمة قدمتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، ولكن عندما سئل عن آراءه حول طالبان، رفض الإجابة بشكل قاطع، قائلا: "لا أريد التحدث عن ذلك". ثم عاد وأدان الجماعة المتطرفة، قائلا: "إن ما يفعلوه طالبان أن يكونوا إرهابيين، إنهم إرهابيون ولديهم كل أنواع المشاكل"، رافضًا التعليق على بياناته السابقة الداعمة للجماعة. وقال متين الأب إنه كان ليتصل بقوات إنفاذ القانون المحلية لو كان لديه شكوك بأن ابنه يدرس القيام بمثل هذا الهجوم، مضيفًا "ليتني علمت بما كان يفعل، كنت ألقيت القبض عليه بنفسي"، لكنه قال أيضًا إنه "دعم" ابنه خلال فترة مراقبته من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، موضحًا "لم أرَ أي تصرف إرهابي فيما فعل". كما أعرب متين الأب عن إعجابه بمكتب التحقيقات الفيدرالي، واصفًا إياهم بأنهم محترفون للغاية. تملكت الحيرة متين الأب جراء هجوم ابنه على دولة منحته الكثير، وكأنه مخاطبًا ابنه المتوفي تسائل الأب: "ولد في أمريكا، وذهب إلى المدرسة في أمريكا، لقد ذهبت إلى الجامعة وكنت تعمل هنا، لماذا فعلت ذلك؟" وأشار متين الأب إلى أنه لم ينم طوال ليلة الأحد، وبقي مستيقظًا يطارده ما فعله ابنه، وقال "أنا مستاء، لقد فقدوا أحبائهم، وأعلم كيف يكون هذا الشعور، لقد فقدت ابن أيضًا، وهو ابني الوحيد".