"أصعب لحظات حياتي، هي التي تسبق وقوفي على المسرح لأغني، وأطمئن فور أن أبدأ في الغناء وأسمع صوتي"، هكذا وصفت وردة الجزائرية شعورها وهي تقف على المسرح لتغني، في لقاء تليفزيوني قديم معها. اليوم الثلاثاء، تحل الذكرى الرابعة لوفاة «أميرة الطرب العربي» التي رحلت عن العالم في 17 مايو 2012 في القاهرة؛المدينة التي استقبلتها لتنطلق منها إلى عالم الغناء، 73 عاما قضتهم وردة، تاركة وراءها حياة مليئة بالفن. ففي 22 يوليو 1932 ولدت وردة فتوكي لأب جزائري وأم لبنانية بفرنسا وبدأت الغناء في مقهى كان يملكه والدها، حتى سافرت إلى مصر في 1960، لتبدأ الانطلاقة الحقيقية لها كمطربة وممثلة. من مصر بدأت الرحلة قدمت وردة إلى مصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي"، الذي أنتج في 1963 وهو مأخوذ عن قصة الروائي عبدالحميد جودة السحار وإخراج حلمي رفة، وسيناريو كل من محمد أبويوسف ونيازي مصطفى. فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" وبعد ذلك الفيلم شاركت وردة في عدة أفلام ومسلسلات تلفزيونية، منها فيلم "أه ياليل يازمن"، و"حكايتي مع الزمان" مع رشدي أباظة، و"ليه يادنيا"، و"صوت الحب"، وفيلم "أميرة العرب" من إخراج نيازي مصطفى. فيلم "أميرة العرب" فيلم حكايتي مع الزمان مع رشدي أباظة فيلم صوت الحب مع حسن يوسف كما شاركت وردة في عدة مسلسلات، وغنت فيهم أغاني ربما اشتهرت أكثر من المسلسلات نفسها، مثل مسلسل "أوراق الورد" مع مروة الحريري في 1979 والذي غنت فيه "أنا عندي بغبغان"، ومسلسل "آن الأوان" من تأليف يوسف معاطي وإخراج أحمد صقر. أغنية "أنا عندي بغبغان" من مسلسل "أوراق الورد" للغناء حكايات أخرى تقول وردة في إحدى لقاءاتها التلفزيونية إن بدايتها في مصر كانت من خلال الملحن رياض السنباطي، الذي لحن عدة أغاني، ويقول آخرون إن الميلاد الفني الحقيقي لوردة كان من خلال أغنية "أوقاتي بتحلو" في 1979 والتي كانت من ألحان سيد مكاوي. وتلك الأغنية لها قصة طريفة، حيث كان من المقرر أن تغنيها أم كلثوم وتوفيت قبل أن تغنيها وظلت في أدراج سيد مكاوي حتى غنتها ودرة. أغنية "أوقاتي بتحلو" وتعاملت وردة أيضا مع كبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب، ومحمد القصبجي، وفريد الآطرش، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، ومؤخرا صلاح الشرنوبي، وحلمي بكر. والتجربة الأهم مع التلحين كان مع الملحن بليغ حمدي، الذي تزوجته وردة ولحن لها العديد من الأغاني واستمرت علاقتها الفنية حتى بعد انفصالهم في 1979. وحين سئلت وردة عن الأغاني التي تحمل جزء من سيرتها الذاتية، أجابت بأن "العيون السود" و"بلاش تفارق" فيهما مراحل عن حياتها. وردة وبليغ حمدي يغنون "العيود السود" الاعتزال والعودة اعتزلت وردة الغناء لسنوات بعد زواجها من جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها في 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها. ثم عادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي. وتقول وردة عن فترة انعزالها "لم أتوقف عن الغناء ولو ليوم واحد، كنت أغني في بيتي يوميا، وأسجل صوتي لأتابع ما يحدث من تغيير، وكنت أعرف أني سأعود للفن يوما ما". لقاء تلفزيوني قديم مع وردة