أصحاب فيلم «عائلة بيتال»: استغلال التكنولوجيا الحديثة للوصول لجمهور الأفلام الوثائقية والمستقلة انتخاب ترامب يعنى ان لدينا مشكلة فى الفكر الأمريكى.. ومن يصوتون له هم جمهور «باتمان فى مواجهة سوبرمان» يرى رافى بيتال وشقيقته جيتا بيتال، من برنامج American film showcase بكلية «يو إس سى» للسينما فى كاليفورنيا وصانعا الفيلم الوثائقى الكوميدى «التقوا عائلة بيتال»، أن مصر تمتلك العديد من المواهب الفنية القادرة على إحداث نقلة حقيقية فى صناعة السينما فى مصر، موصين فى حوار مع «الشروق»، أثناء زيارتهما لمصر، بتوفير مزيد من الدعم المالى والفنى لهم. وزار الشقيقان بيتال مدينة الإنتاج الإعلامى، والمعهد العالى للسينما، وسينما زاوية، حيث عرض فيلمهما هناك، والذى تدور أحداثه فى إطار واقعى كوميدى، لعائلة هندية هاجرت من سنوات إلى الولاياتالمتحدة لكنها مازالت محتفظة بعاداتها وتقاليدها لذا عندما يجدون أن ابنهم اقترب من سن الثلاثين بدون زواج، يقررون أن يبدأوا فى البحث عن زوجة له على الطريقة التقليدية الهندية، كما التقوا بالعديد من السينمائيين الشباب، وأجروا ورش عمل وحلقات نقاشية فى القاهرةالإسكندرية. * ما الهدف من الزيارة؟ نحن هنا نيابة عن برنامج American film showcase ومقره كلية «يو أس سى» للسينما فى كاليفورنيا، ويربط بين صناع الأفلام حول العالم من خلال وزارة الخارجية، ولهذا نحن هنا لمدة أسبوع، حيث نتجول فى البلاد ونتعرف على صناع أفلام مصريين وطلبة وإعلاميين لتوصيل رسالتنا ولنعلم المزيد عن بعضنا البعض. * وما هى رسالتكم؟ نريد أن نشير إلى وجود قصص أخرى يمكن عرضها وليس فقط الشائع فى سوق الأفلام، وفى حالتنا مثلا أنتجنا فيلم «التقوا بعائلة بيتال»، وقضينا سبعة أعوام فى صناعته منذ 2008، وأطلق فى سبتمبر الماضى فقط، وحظى بنجاح فى السينمات وعلى شبكة «نت فليكس»، ونحن متحمسون لأننا حظينا بفرصة مثل هذه. * كصناع أفلام مستقلين، ما هى نصيحتكم لنظرائكم فى مصر الذين لا يحققون نجاحات كبيرة؟ يرد رافى: هذا هو تعريف صناعة الأفلام المستقلة، أولا يجب أن تكون محظوظا فى البداية وهو ما يأتى فى صورة إيمان الناس بكم. وتلتقط منه شقيقته، جيتا، طرف الحديث قائلة «اعتقد أيضا أن تعريف النجاح فى الأفلام الوثائقية ليس نفسه عندما يأتى الأمر للأفلام العادية، ولكنه يعنى أن تصحو يوميا وتقوم بعملك، وتأخذ قصة أو صوت غير ممثلين بصورة جيدة وتعرضهم، وليس فى شكل المال أو التوزيع، ومجرد المحاولة يعنى النجاح فى حد ذاته، وهذه هى المسئولية الوحيدة لديهم، حتى لو اضطروا لإيجاد عمل آخر لكسب بعض المال، إنهم أشخاص مهمون فى كل بلد، وفى مصر هناك كثير من صناع الأفلام الوثائقية والفنانين الذين حققوا كثيرا من التغيير، ومثلهم فى أمريكاوالهند. لدينا صديق فاز بجائزة أوسكار منذ 15 ومازال مفلسا كما كان من قبل، لكنه ناجح لأنه أثر على حياة الناس لمجرد أنه تحدث عن قصصهم، كما أنه أثر على صناعة الفيلم لأنه كل مرة يحظى فيلم مستقل بأى درجة من النجاح يفتح الباب ويمهد الطريق لآخرين للقيام بالمثل. * ما رأيكم فى من التقيتا بهم من صناع أفلام مصريين؟ كنا منبهرين بصناع الأفلام الذين التقيناهم فى مصر، حيث إن جزءا من هذا البرنامج هو لقاء صناع الأفلام المحليين والطلاب، وكان لدينا الفرصة للقاء بعضهم وإجراء نقاشات معهم حول الأفلام والمواضيع المختلفة التى يودون اكتشافها، وهم صناع أفلام شغوفون، وملهمون، وأكفأ، لقد كنا جالسين هناك وهم يطلبون مننا نصائح، بينما نحن نرد أننا لا يمكن أن نقوم بما قاموا به، أشياء جميلة وأقل ما يقال عنها إنها مصنوعة بحرفية. وإذا أردنا أن نتحدث عن النجاح، فهؤلاء يحققون النجاح لأنهم يقومون به ونأمل أن نكون قادرين على مساعدتهم لتحقيق المزيد. * هل خرجتم من اللقاءات التى أجريتموها مع نظرائكم من صناع الأفلام فى مصر بأى أفكار للتعاون؟ لقد وقعنا فى غرامهم جميعا، هناك كثير من الموهبة الفطرية لديهم والكثير من الأمور التى نتعلمها منهم، وقد شاهدنا بعض الأفلام من صناع أفلام ربما أصغر منا وبينما كنا نشاهدها كنت أقول لنفسى، يا إلهى كم كنت أتمنى لو أصنع أشياء مماثلة عندما كنت فى سنهم. هؤلاء الذين التقيناهم متمكنون من موهبتهم للغاية، الطلبة سيقدمون لهذا البلد قصصا ملهمة جدا، ولقد التقينا بصناع أفلام وأساتذة، سيكونون من أفضل صناع الأفلام فى العالم، إن لم يكونوا كذلك بالفعل. أثناء إجراء الحوار معهم حيث من المفترض أن نكون نحن الزائرون المهمون، كنا ننظر لهم ونتمنى أن نصادقهم ونتعلم منهم المزيد. أتمنى أن يستمروا فى الحصول على الدعم والموارد لأنهم يستحقون أن يصلوا للجمهور، من بين المعاناة التى رووها لنا أنه لا يوجد دعم كبير للأفلام المستقلة فى مصر ماديا، وأن عليهم أن يصنعوا أفلاما ذات بعد دولى حتى يجدوا جهات دولية تمولها، لذا أتمنى أن تتاح لهم موارد محلية تساعدهم، بالتزامن مع التوزيع، وكلما صنعوا أفلاما أكثر وتمكن الجمهور من مشاهدتها، كلما أقبل عليها المصريون أكثر، وحصلوا على المال اللازم لعمل المزيد. والأفلام هى مادة تعليمية أكثر منها ترفيهية، خاصة الأفلام الوثائقية، لديها فرصة لتعليم المجتمع وتغييره للأفضل، لذا كلما كان هناك مزيد من الأصوات المختلفة، بغض النظر عن اختلافنا معها، كلما كانت الفرص أكثر لتنوير المجتمع. * فى مصر هناك جدل عن تدنى مستوى أفلام بعض شركات الإنتاج والتى تحقق نجاحات واسعة بينما تعانى القصص المختلفة كما تصفونها من الكساد، هل تواجهون نفس الأمر فى أمريكا؟ جيتا: كنا نتحدث عن هذا الأمر فى الهند خاصة، التى يوجد بها صناعة «بوليوود» لكن رسالتها ليست بالعمق الحقيقى، ونريد أن تكون الأفلام فى الهند أكثر تحديا للمجتمع وأن تغير الأفكار، وفى أمريكا لدينا نفس الأمر، حيث أغلبية الأمريكيين يذهبون للانتخابات حاليا، وأنا مرعوبة من حقيقة أن الكثيرين يصوتون لدونالد ترامب، وأريد أن أعرف من هؤلاء، واعتقد أنهم نفس الذين يشاهدون فيلم «باتمان فى مواجهة سوبرمان»، مما يعنى أن لدينا مشكلة فى أمريكا أيضا، ونحتاج لجعل الأفلام متنوعة وأكثر تحديا للعقول، لأنهم عندما يصوتون لشخص بهذه العقلية التى تعادى التنوع العرقى، فهذا يعنى أن الإعلام لديه دور ليقوم به، وعلينا أن نكون قادرين على توزيع الافلام التى تحمل رسائل قوية، وأحد الطرق الممكنة فى الولاياتالمتحدة هى من خلال التسرب إلى سوق الأكشن والكوميديا الرومانسية ومحاولة التغيير من الداخل. رافى: أعتقد أيضا أن السبب فى حب الناس للقصص، لأنها تكون بدرجة ما أمنية أو إلهام لهم، الآن هذه الأفلام الشعبية تميل إلى نوع من الرغبات العالمية أو الخبرات المشتركة، لكن ليس كل الناس مثل بعضهم البعض، وكما أنه لا يوجد خيارات كثيرة أمام السينمات ودور العرض سوى تقديم المواضيع السائدة، ومن هنا نجد ردا تقنيا على السؤال، وهو القدرة على الوصول، فتوزيع هذا النوع من القصص المبتكرة بحاجة لأن تجد جمهورها، ولهذا نجد أن نظام البث عبر الانترنت «نت فليكس»، على سبيل المثال، التى دخلت مصر أخيرا، سيكون لها تأثير تحولى كبيرة على صناعة الأفلام هنا فى مصر، لأنه فجأة جميع هذه القصص التى لم يكن لها جمهور من قبل ستجد من يشاهدونها لأن الجميع لديه انترنت، ونت فليكس، ومن يريدون أن يشاهدون أفلاما مثل «التقوا بعائلة بيتال» سيستطيعون ذلك، وكلما زاد وصول هذه القصص للناس كلما زاد انتشارها. وتضيف جيتا: اعتقد أن هناك عنصرا مهما لتغيير أنماط الطلب على الأفلام وهو إنفاق المزيد على التسويق، وأن نجد نوعا من التوازن بين الفكرة وطريقة العرض، بالإضافة إلى استغلال أشكال الوصول المختلفة بعيدا عن دور العرض التقليدية. * هذه أولى زيارة لكم فى مصر، ماذا كانت توقعاتكم وما هى انطباعاتكم؟ رافى :لم أكن أتوقع شيئا، كنت متحمسا للقاء الناس، أجدها بلد جميل تاريخيا، والناس والثقافة، أشعر أن مصر تمر بوقت جميل فيما يتعلق بثقافتها، يبدو أن هناك انفجارا ثقافيا خاصة فى عالم السينما، وهو أمر مثير. جيتا: جئت هنا من قبل عندما كنت أدرس، لكن لفترة قصيرة، وهذه تجربة مختلفة، أشعر أن الكثير حدث هنا وأنى مرتبطة بجميع من التقينا بهم وأدعمهم بقوة ومتحمسة لما أرى ولقوة المجتمع.