على الرغم من أنها تخوض تجربتها الأولى فى السينما الروائية الطويلة بعد سلسلة من الأفلام الوثائقية اقتنصت المخرجة المصرية، بريطانية الجنسية، سالى الحسينى جائزة أفضل موهبة بريطانية جديدة فى مهرجان «لندن» السينمائى الدولى فى دورته السادسة والخمسين بفيلمها «أخى الشيطان». الحسينى كتبت السيناريو أيضا وشاركت فى إنتاجه ما جعلها تدخل السينما الروائية من أوسع أبوابها لا سيما بعد إشاة نقاد عالميين بما أظهرته من قدرات عالية، ونضج فنى لفت أنظار الجمع إليها.
وتدور قصة الفيلم حول مجموعة من الشباب ذوى الأصول العربية ممن يعيشون فى لندن، ولدوا هناك، ولكن من أصولهم العربية تعوق قدرتهم على التعايش فى المجتمع الذى يرفض الكثير منهم مما يضطرهم إلى الوقوع فى عالم الجريمة والمخدرات والأسلحة، وتركز الأحداث على الأخوين (رشيد ومو) والصراع بين قيمهما الدينية وتطلعات آبائهما وإغراءات عالم الجريمة من مال يأتى بالطرق السهلة.
وتقول سالى الحسينى إنها التقت الكثير من الشباب العرب الذين يعيشون فى لندن، ووجدت نفسها مهتمة بتقديم آمالهم ومخاوفهم وأحلامهم ورغباتهم خاصة رغبتهم فى أن يكونوا رجال ناجحين وشعرت بسعيهم للوصول إلى هذا النجاح وصراعهم من أجل الحصول على فرصة عمل.. كل ذلك جعلنى أرغب فى تقديم قصصهم بشكل صادق ومن هنا بدأت فكرة الفيلم تشغلنى.
وأشارت إلى أن كتابة سينارية الفيلم استغرق نحو خمس سنوات، حيث أتاحت لها تلك المدة الفرصة لاكتشاف المزيد والدخول بعمق فى حياة هؤلاء الشباب العرب الذين يعيشون فى بلد أجنبى يلقى فيه المسلمون معاملة غير عادلة لا سيما عقب تفجيرات 2005 فى لندن.
تخصصت سالى فى تقديم الأفلام الوثائقية، وهذا هو فيلمها الروائى الأول وعن اختلاف التجربة تقول: «الأمر أسهل، لكنه يعتمد أيضا على البحث وبناء العلاقات الصادقة والملاحظة والاستماع لتكون داخل العالم الذى تتحدث عنه، وهى الطريقة الوحيدة بالنسبة لى لأكون صادقة وأعتقد أنى أحب الأفلام الروائية أكثر».
وتعتبر سالى الحسينى الجوائز التى حصلت عليها وعرض فيلمها فى مهرجانات «صندانس، برلين، لندن» خطوة جيدة لتسليط الضوء على الفيلم ومشاركة الجمهور فى ذلك، مضيفة أن ما كتب عن الفيلم وإشادة النقاد خير تشجيع لها على استكمال مشوارها المهنى.
وتابعت: لكن النجاح الحقيقى بالنسبة لى سيكون عندما يعرض الفيلم على الجمهور العادى بعيدا عن المهرجانات.. فهى اللحظة التى يضيع فيها كل الإرهاق والجهد وتشعر فيها أن الأمر يستحق ما بذلته ويشجعك ذلك على الاستمرار وتكرار النجاح بتقديم أفلام أكثر.
وتتحدث صاحب جائزة أفضل موهبة بريطانية جديدة عن بداية عشقها للسينما قائلة: السينما ومشاهدة الأفلام على شاشتها له مكان خاص فى قلوب الناس لأنها تكنولوجيا جديدة تنقلك إلى عالم سحرى.. لهذا فهى لن تموت أبدا مهما طال الزمن، وأول ذكرى لى عن السينما كانت وعمرى ست سنوات عندما نشأت فى القاهرة، فكان النادى الرياضى الذى نتردد عليه يعرض أفلاما على شاشة ضخمة، وشاهدت فيلم «ET»، وتأثرت بالقصة وبكيت عندما عاد هذا المخلوق الى وطنه. وأضافت: كنت أحب الكتابة منذ صغرى وحبى للناس زرع بداخلى الرغبة فى اكتشاف وفهم طبيعة البشر.. هذا إلى جانب حبى للتصوير، وهنا أدركت أن أكثر الأشياء التى ارتبط بها فى هذا العالم هم ثلاثة (التصوير، الكلمات، الناس)، وهم بالتأكيد يساوا كلمة فيلم، وبالنسبة لى صناعة الأفلام هى وسيلة لترجمة الحياة وهى الفن الوحيد الذى يسجل مرور الوقت ويخلق ويصور عالما أو لحظة تخلد إلى الأبد.. فصناعة السينما مثل السباحة فى المحيط بعد تجربته لا يمكن السباحة فى مكان آخر.
وختمت حديثها قائلة: «أحب صناعة الأفلام التى تستكشف التعقيدات والتناقضات فى العالم».