كلامهن ليس دائما مثل كلام المساء وحكاياتهن هى حكايات كل شهرزاد.. طموحات وأحلام ومشكلات وتحديات وصراع مع حزب الرجال على طريقة أكون أو لا أكون! بنات حواء هن محور اهتمام أغلب المسلسلات الرمضانية هذا العام، وفى مسلسل «كلام نسوان» البوح أصبح متاحا والصمت صار مرفوعا من الخدمة. «الشروق» اقتحمت عالم كلام نسوان المسلسل وأجرت هذه الحوارات مع بطلاته اللاتى رفعن شعار، سكت الكلام والنسوان اتكلمت! مايا دياب: لو الناس محبونيش (مش حلزق) مايا دياب عضوة فريق الفور كاتس الغنائى اللبنانى التى تمثل بنات الخليج.. هى إحدى فتيات أربع فى المسلسل، تعبر عن القهر التى تواجهه المراة العربية، وكيف تحاول أن تتغلب عليه. الشروق : كلمة «كلام نسوان» تعنى الكلام الفارغ، فلماذا أطلقتم على المسلسل هذا الاسم؟ مايا : المقصود شد المشاهد للمسلسل. وطالما الجميع سأل نبقى قدرنا نوصل للى احنا عايزينه. وداخل كلام النسوان هذا ستجد 4 مشكلات كل واحدة فيها 20 مشكلة أخرى. وحاولنا تناول المحتمع العربى من وجهات نظر متعددة ومع نساء مختلفات تماما فى كل شىء. وأعتقد أن الناس ستحب نموذجا من النماذج الأربعة لأن كل امرأة ستجد نفسها فى إحداهن. الشروق: دورك أنت فى المشكلة؟ مايا : دور بتول.. وهى فتاة خليجية تعانى متاعب المجتمع المغلق والمحافظ الذى يفرض عليها كل شىء فى حياتها. وربى لديها عقدة من الرجل الموجود فى حياتها منذ صغرها. والمتمثل فى أبيها وأخيها. فقررت أنها تكسر كل القيود وهربت من كل ذلك القهر فهى متمردة على الرجل عامة وكلما يخطأ معها تكون آخر غلطة، لأنها محملة بهموم كثيرة منه وتلك الحالة موجودة بشكل كبير ومتكرر فى المجتمع. الشروق: تحدثت عن قهر بتول.. فكيف ترين فكرة قهر المرأة بصفة عامة؟ مايا: وأنا بكلمك الآن هناك امرأة تتعرض للضرب أو الخيانة وهناك بنت تتزوج رغما عنها، والتفكير فى هذا يقتلنى نفسيا. وأيضا هناك العكس نماذج ناجحة.. ورأيى هو أنه لابد للمرأة أن تكون مثقفة ومتعلمة كى تكسر كل قيودها، ولا تعطى فرصة لأى راجل «يعاملها وحش». وأهم شىء للمرأة أن تكون منتجة علشان تقدر تتحرر من الرجل. وأقدر أقول كلمة إن احنا نقدر نعمل فلوس أكتر من الرجل إذا أردنا. الشروق: هل تشعرين أن دراما المرأة أخذت حقها؟ مايا : هناك محاولات جادة لكن لا أحد يتوقع أن يتجاوب معنا الجميع.. وهناك كثير من الرجال بيحكوا بمواضيع نسائية لكن المرأة هى صاحبة القضية ومفاتيح حلول المشكلة معها هى. والسلاح الأول هو العلم. إذا المرأة اتعلمت فستعرف طريقها. وأنا أسأل «مين الرجل!!.. أنا ممكن أعيش من غيره» فإذا المرأة كانت واعية فسيخاف منها الرجل وسيعرف أنه أمام كائن مثله بل أحسن منه، وعايزه أكد «إحنا أحسن من الرجال مليار مرة» على الأقل إحنا بنخلف وبنجيب الولد روحوا أنتوا خلفوا وقولولى. الشروق: لهجتك فى المسلسل ظهرت مصرية مكسرة قليلا.. لماذا؟ مايا: هذا مقصود ومبرر لأنى خليجية ولكن أمى مصرية. واللهجة المصرية سهلة بالنسبة لأى عربى نتيجة للانتشار القوى للأفلام والمسلسلات المصرية التى تربى عليها الجميع. الشروق: ألا تشعرين بخوف من أول تجربة درامية؟ مايا: لماذا أخاف؟.. إذا لم يحبنى الناس فسأنصرف بهدوء، وأحب أطمئنهم «مش حلزق لهم لو محبونيش». أنا عندى مليون حاجة تانية أعملها. وسأنتظر النتيجة بعد المسلسل وأتمنى أن يكون النقد بناء، وأنا فقط أتمنى أن أدخل الدراما المصرية من الباب العريض وأعتقد أن «كلام نسوان» أعرض باب يمكن أن أدخل من خلاله. الشروق: كيف ترشحت للدور؟ مايا: كلمونى وكنت غير مستعدة إطلاقا، لأنى خرجت قبلها بشهر من ولادة أول طفلة لى، ولكن بعد القراءة قلت لنفسى لو فرطت فى هذه الفرصة فلن تأتى مرة أخرى، فقررت أن أضحى وسافرت وأخذت بنتى معى رغم أن عمرها كان شهورا، وأعترف أنى كنت أتعذب لذلك ولكن وقوف زوجى بجانبى ومساعدته لى لن أنساها. نادين: أتيت لأبيض وجه اللبنانيين من لبنان أيضا جاءت الممثلة نادين الراسى ولديها خطة وهدف مختلف وهى تجسد أحلام اللبنانيات فى المسلسل. الشروق: كيف تم ترشيحك للدور؟ نادين : بحثوا على الإنترنت عن ممثلة من لبنان تستطيع أداء دور نادين لأنها شخصية مركبة بين الكوميدى والتراجيدى، وأنا كنت حاصلة على أفضل ممثلة بلبنان 4 سنوات، وعندما قرأت النص فرحت لأن اسم الشخصية مماثل لاسمى، ودور الفتاة لبنانية، بالإضافة إلى أنها شخصية تتغرب كى تستطيع أن تنفق على أسرتها، وهذا يعنينى جدا لأن كلنا بنتغرب ونعمل لأن لدينا أسرة وأولاد، وإجمالا وجدت أن الشخصية تشبهنى إلى حد كبير. الشروق: إلى أى مدى هذا التشابه؟ نادين : 80 % لأن أنا أم وفنانة وخرجت من عائلة معظمها سياسيون ورجال حكومة حتى أسرة زوجى كذلك، وأنا اخترت طريق الفن ولكن أحاول ألا أسىء لأسرتى، وحتى نادين فى العمل واجهت مشكلات عديدة واجهتها أنا فى الحقيقة. الشروق: وما مشكلة نادين بالضبط؟ نادين: هى فتاة جميلة شكلا، تدخل المعترك الفنى والإعلانات، وهو ما يثير تساؤلات حول ماذا ستفعل البنت فى هذه الطريق الخطرة إلى حد كبير فى مجتمعنا، وسنرى هل ستنكسر؟، هل ستتخطى الحواجز؟ أم ستحتال على الواقع؟ خصوصا أن ظروف الفن الآن مهيئة لأى بنت أن تتنازل لتنجح بسهولة.. كل تلك الاختيارات مفتوحة أمام نادين وهى ستختار. الشروق: كلبنانية خرجت من مجتمع منفتح.. هل مشكلات المرأة واحدة فى كل المجتمعات العربية؟ نادين: برأيى أن المجتمع الشرقى واحد رغم تنوع المناخ، ولكننا مثلا فى بيروت يمكن للفتاة أن تحتضن زميلها فى التحية لكن فى مصر لا. ورغم ذلك التفتح فى لبنان «سويسرا الشرق» تجد المرأة حتى الآن لا تعطى الجنسية اللبنانية لأبنائها إذا كانت متزوجة من غير لبنانى! الشروق: ما قضية المرأة الآن برأيك؟ نادين: رغم أنى لا أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة.. فأنا أؤمن أن تطالب المرأة بحقوقها وبالمساواة عند الاختلاف. فالمساواة الكاملة مصيبة وضد الدين والمجتمع وكل شىء. ولو أن «المرأة عملت راجل يومين حتنتحر» وأحيانا تظلم المرأة بنفسها. الشروق: هل ترين أن شخصية المرأة تظلمها؟ نادين: إطلاقا. تنوع المرأة جميل والرجل لا يستطيع أن يعيشه. ولكنها أحيانا تكون ضد نفسها لأنها «حشورة». وأقول لمن يقول إن كلام النسوان تافه، إن كلام النسوان يقدر يخرب الدنيا. الشروق: لك تصريح قلتِ فيه إن «دورى لا يسىء للفتاة اللبنانية».. فهل هناك دور يسىء لدولة؟ نادين: سأقول لك شيئا إحنا مجتمعنا منفتح أكثر من مصر فى ملابسنا وأفكارنا، وقالوا لى فى النقابة ببيروت إنت رايحة تمثلى فى مصر عشان تبيضى وشنا. ورغم أنى لست ضد الإغراء ولكن ضد أن تقوم اللبنانيات فقط بالإغراء. وقد تحفظت على كثير من النصوص لأنهم كانوا يريدون فقط المظهر، وأنا لا أشترك فى مسابقة ملكات جمال، فانتظرت الدور الذى يحتاج للتمثيل لا المظهر، وهذا سبب أنى أؤدى فيلما واحدا فقط فى العام والباقى مسلسلات، لأن المسلسل بيحافظ عليا، ورفضت فيلما فى مصر عشان فيه قبلة، فأنا لدى أخ وأب وزوج. الشروق: ترين أن الفنانات اللبنانيات أسأن للبنان؟ نادين: إطلاقا، النظرة هى التى أساءت، هذه ملابسهن على البحر وفى النادى، ولكن الإعلام وضعهن فى دور معين، ومثلا نيكول مثلت إغراء أمام عادل إمام، ولكنها قدمت أيضا دورا مهما فى فيلم «السفاح» وأثبتت فيه أنها ممثلة رائعة بحق. فريال: أعترف أن اللهجة المصرية «فلتت» أحيانًا الفنانة التونسية فريال كانت مفاجأة المسلسل حيث تلعب فيه دورا مهما، وتقول عن هذا الترشيح.: جاء مفاجأة، وكان نتيجة لعملى فى فيلم «يوسف والأشباح» الذى كان فاتحة خير على، وكان الأستاذ عمر عبدالعزيز قد سمع عنى بالدور فكلمنى واقترح على دور مها، ولما قرأته وجدت أنه دور مهم وأن ثانى دور ألعبه سيكون مع نخبة مثل هذه فشعرت أننى بجد محظوظة. الشروق: وماذا عن مشكلة مها بالعمل؟ فريال: القدر جمع مها مع ثلاث نساء فى «الكومباوند» التى صممته. ولأن كل واحدة عاشت من خلال دورها مشكلات كثيرة جدا فكانوا يستعن ببعضهن ضد الحياة ومشاكلها. ومشكلة مها أنها ناجحة أكثر من زوجها وهذه من أكثر مشكلات الرجل العربى، فهو لايقبل أبدا بذلك. وبالتالى تصطدم بمشكلات عديدة معه ومعه أولادهما بسبب ذلك. وأنا أرى أن شخصية مها يوجد منها ملايين فى العالم العربى. والمرأة العربية إن لم تجد نفسها فى مها فستجدها فى بتول أو نادين أو ناهد. نحن نمثل المرأة بكل أوجاعها، ودائما كل مشكلة محورها الرجل.. ويارب نبقى عبرة. الشروق: هل العمل منحاز للمرأة وقضاياها أم أنه يحاول أن يكون محايدا؟ فريال: أنحن نعرض مشكلات متداولة بكثرة فى العالم العربى، وأنا لم أتعاطف مع مها فى الجزء الأول من دورها، فهى عنيدة وتتحدى الرجال وهذا لا ينفع فى المجتمع لأنه بقناعتى أنا «فريال» مينفعش يحصل مساواة، لازم الرجل يحس إنه رجل ويشعر بنفسه. لأنه إن حدث ذلك سيعود على المرأة بمشاعر جميلة، ولابد للمرأة أن توصل للرجل إحساس إنه أعلى مرتبة. والمرأة أحيانا تكون مشكلة نفسها. وخطرها أكثر على الرجل، لأنه دائما بالنسبة لها تجربة وخبرة. الشروق: كيف ترين دعاوى المساواة؟ فريال: لابد أن تقنن فى الحقوق فقط، ونحن لم نصل حتى الآن فى كل دول العالم العربى إلى مرحلة حصول المرأة على حقها بحيث تشعر أنها إنسانة. فلو كنت مثلا عشت والحمد لله فى تونس وهو بلد معروف عنه أنه أعطى المرأة كل حقوقها. وأعطاها حق التصويت قبل بعض نساء أوروبا وتحررت منذ الخمسينيات والرجال هما من فعلوا ذلك. الشروق: هل الرجل يختلف من بلد لآخر؟ فريال : نعم فمثلا الرجل العربى ينظر للرجل التونسى إنه «مش راجل قوى» لأنهم أعطوا المرأة حقوقهم. الشروق: اللهجة.. هل عاندتك وخصوصا أنك تونسية ومطلوب منك الحديث بالمصرية؟ فريال : اللوكيشن كان كله مدربين بالنسبة ليا، وحاولت على قد مقدر لكن أكيد فيه «حاجات فلتت» بس رغما عنى تماما. ولكن حاولت وتدربت كتير وأعتقد أنى نجحت إلى حد كبير، فالذى ظهر على الشاشة هو إنتاج إقامة سنتين فقط بمصر. الشروق: هل المرأة العربية مقهورة تماما؟ فريال : القهر موجودة ومتفاوت من بلد لآخر، ولكنى أريد أن أقول رأيى فى قضية بعينها، ودون أن يغضب منى أحد فهذا رأى بحت وأخص به المرأة السعودية وهو أنه لابد للمرأة السعودية أن تأخذ بعض الحقوق وعلى الأخص حقها فى قيادة السيارة. لوسى: المقارنة بين الباطنية والنسوان كالمقارنة بين تفاحة وساندويتش الفول النجمة لوسى هى لسان بنات مصر فى المسلسل وهى أيضا أكثر البطلات خبرة الشروق: ما تفاصيل الشخصية التى تلعبينها؟ لوسى : ناهد من السيدة زينب وهى للصدفة المنطقة التى نشأت فيها، وتعمل «مانيكريست» وتعرفت على مجموعة من زبائن المحل من طبقة الهاى كلاس... وشيئا فشيئا تسربت إلى المجتمع الراقى، وهى أيضا متزوجة من ميكانيكى سيارات فبدأت عن طريق علاقاتها تهيئ لزوجها صفقات سيارات مستعملة.. حتى أصبح لديهم قصر وتغير وضعهم تماما وتصبح هى سيدة أعمال، لكنها تصطدم بمشكلات ومفارقات ومنها غريزة الرجل. الشروق: وما مشكلتها فى كل ذلك؟ لوسى: مشكلتها إخلاصها لكل شىء حتى لصديقاتها، وتصطدم بسبب ذلك الإخلاص بغريزة زوجها الذى لا يقدر ذلك الإخلاص. الشروق: وما مشكلة المرأة فى رأيك؟ لوسى: مشكلة المرأة تنبع من جهلها بحقوقها فلذلك لابد للمرأة تكون على الأقل تقرأ وتكتب، فأنا مثلا تركت المدرسة فى المرحلة الإعدادية لكن علمت نفسى بنفسى وفهمت الدنيا وقررت أفهم حقوقى وواجباتى.. وأنا أعترف أن الرجل الشرقى تغير كثيرا عن ذى قبل فهو الآن مثلا يقبل أن تتعلم ابنته الرقص وهذا تتطور كبير فى عقليته. ولكن رغم أن المرأة كسرت العديد من الحواجز لكن يبقى أن يفهمها المجتمع بشكل صحيح. لكن أن تفسر كل أفعالها وحركاتها وكلماتها بنية سيئة فهذا يسىء لها جدا على جميع المستويات لذلك هى فى حاجة أن تمنح الثقة وأن تعامل مثل الرجل. وتؤكد لوسى اقتناعها بنفس رأى نادين وفريال وتقول: أنا على يقين أن الأنثى أنثى والرجل رجل. وهناك أشياء لا يصلح لها إلا الرجل، والمساواة لا تجوز فى كل شىء وهذا شرع الله. ولكن يبقى للرجل أن يفهم الأنثى أكثر لأن الرجولة مش شنب وبدلة وكرافتة الرجولة تصرف وفكر. الشروق: كامرأة تمتهن الرقص ماذا واجهت من متاعب فى المجتمع؟ لوسى: أرد عليك وأقول أنا علاقتى بربنا عميقة جدا وملهاش أى علاقة بلبسى أو ماكياجى أو مهنتى ويكفى أنى على علم أنى لا أفعل شيئا خطأ وكل ما أفعله يتم فى النور... وإذا نظرت لأشرف مهنة وهى مهنة الطب ستجد أن هناك من يخونها، لذلك يكفى أنى كراقصة لا أخون مهنة الرقص أو استغلها بشىء سيئ... وقد يلومنى البعض ويقولى «إنتى بتلبسى عريان، ما أنا برضه بعمل حاجات تانية كويسة» ويكفينى أن ابنى فخور بى جدا وأنا فخورة بنفسى وراضية وعندى ثقة بنفسى. الشروق: لك عملان فى نفس الوقت ألا ترين أن فى ذلك تشويشا على المشاهدين؟ لوسى: أنا أول مرة أعمل عملين فى نفس الوقت ولكن الفروق كبيرة بينهما وكأنك تقارن بين ساندويتش فول وتفاحة.. فالشخصيتان مختلفتان تماما وكل منهما لها توجهها. رغم خروج الاثنين من منطقة شعبية. الشروق: علمت بحدوث مشكلة بينك وبين إحدى القنوات بسبب مقلب؟ لوسى: ليست مشكلة ولكنى استدعيت إلى أحد البرامج وظلت المذيعة تستفزنى، فانسحبت من البرنامج وخصوصا أنها تجرأت على أحد الكومبارس بشكل لم يرضنى، ثم عرفت بعد ذلك أنه مقلب، فلم أوافق على عرض الحلقة ولكنى طلبت أجرى لأنى استغرقت معهم خمس ساعات، فحاولوا أن يعطونى عشرة آلاف جنيه كهدية ولكنى رفضت ولجأت لأشرف زكى، وأنا متأكدة من أن القناة محترمة وصاحبها شخص محترم وأنا ذهبت على اسم الاثنين، ولكنى أريد أجرى كاملا نظير وقتى الذى أهدروه وهذا حقى. عمر عبدالعزيز: الفن أصبح مهنة نصب المخرج عمر عبدالعزيز هو ربان هذه السفينة التى تحاول أن ترسى على شواطئ الجماهير الرمضانية يتحدث عن المسلسل وكلام نسائه فى هذا الحوار: الشروق: بداية ماذا جذبك لإخراج هذا العمل؟ عمر: العمل كتبه مجموعة شبابية قوية بإشراف عزة شلبى وهم مريم ناعوم ونادين شمس وأحمد محسن ومحمد فريد وأعجبنى جدا تناولهم المميز والمحكم لقضايا المرأة فهى قصة لأربع نساء يسكن مع بعض فى مكان واحد، وجمع فريق الكتابة فى القصة كل ما يمكن أن يتعلق بالمرأة ومشكلاتها. وبالنسبة لى فقد تبنيت فيه وجهة نظر سردية، بمعنى أنى لم أحاول أن أقوم بالتنظير وتقديم حل لمشكلات المرأة ولكنى عرضت مشاكلهن بما يسمى الدراما العرضية.. وما جذبنى للعمل إنى شعرت أنى أستطيع من خلاله تقديم شىء جديد على جميع المستويات حتى التكنيك، فأنا أعتقد أنى قدمت أسلوبا جديدا على الشكل الدرامى المعتاد فلذلك استمتعت بالتجربة. الشروق: تحدثت عن مشكلات المرأة فكيف تراها أنت؟ عمر: فى رأيى أن المرأة مسئولة بنسبة كبيرة عن مشكلاتها، فمثلا إذا اشتكت المرأة من خيانة زوجها فهو يخونها مع امرأة أيضا، وكل امرأة تعتقد انها مظلومة رغم أنها شريكة فى ذلك، ولذلك المسلسل محايد. وقدم 4 مشكلات لأربع سيدات علاقتهن سيئة بالرجل وفى نفس الوقت لا يستغنين عنه أبدا.. وتلك هى مفارقة المرأة. الشروق: ولكن ألا ترى أن المجتمع يظلمها أحيانا؟ عمر: على العكس اعتقد أنه لا يوجد مجتمع يكرم المرأة مثلما نفعل نحن فهى متحكمة لأبعد الحدود. أنا رجعت لتوى من باريس ووجدت هناك أن المرأة تعامل بشكل أقرب للجفاء.. فمثلا فى المطعم تدفع مثل الرجل، وفى زواجها كل شىء مشاركة على العكس من الأوضاع عندنا، فالمرأة بعد الزواج تتحكم وتعتاد الحياة وتتشوه ويقبلها الرجل فى النهاية. الشروق: هل صحيح أن المسلسل مقتبس من «زوجات بائسات»؟ عمر: قيل لى هذا الكلام.. ولكنى وبكل أمانة لا أتابع كثيرا من الأعمال الأجنبية، ولكنى لى تجربة قديمة مع الاقتباس ولا أمانع فى إخراج عمل مقتبس طالما تم تمصيره بشكل متقن، ويؤكد لى أن كل ما أقوم بتصويره هو مصرى وعربى جدا. لكن أن يتم النقل بالنص فهذا مرفوض. وذات مرة أعطانى مؤلف فيلما مأخوذا عن قصة «سيدتى الجميلة» فوجدت أحد المشاهد يدور فى شارع البغاء، فسألته «فين يابنى الكلام ده عندنا» لقيته بيقولى اتصرف أنت يا أستاذ بقى. الشروق: أثيرت مشكلة حول الاسم مع الرقابة فماذا عنها؟ عمر: لم تكن مشكلة. كان فقط اعتراض ولكنهم تفهموا وجهة نظرنا فى النهاية، وخرج العمل باسم كلام نسوان. وللعلم أنا مع الرقابة جدا لأنه طالما فيه جهل يبقى لازم رقابة وديكتاتورية. الشروق: لك رأى مختلف عن العرض الرمضانى؟ عمر:لا أتمنى فكرة العرض برمضان إطلاقا، لأن هناك تبقى زحمة والممثلون يتكرر ظهورهم فى عدة أعمال فتركيز الجمهور يقل، فضلا عن أنك تحرم المشاهد من ممارسة طقوس رمضان. الشروق: ما أصعب المشاهد التى واجهتك؟ عمر: أصعب المشاهد التى كان فيها الأربع مع بعضهن، وطبيعى أن يكون فيه غيرة ولكنها كانت فنية جدا فكل واحدة تريد إثبات قدرتها كممثلة، وأعترف أنى لعبت على هذا الوتر كثيرا مع الأربع لأنها مفيدة للعمل جدا.. فضلا عن كثرة المشاهد الخارجية. الشروق: أعلنت منذ فترة قرار اعتزالك.. لماذا؟ عمر: الوضع بأكمله تغير ولم يعد كالسابق، والتغيير للأسوأ دائما. فتجد الممثل بعد أول دور يصبح نجما ويعطونه مبالغ طائلة وتفشل جميع أعماله، وهكذا أصبح الوضع بأكمله غسيل أموال بحت.. ودلوقتى أقسم بالله فيه ناس بتفتح الكاميرا على خام فاضى عشان يقولول إنهم شغالين، ويخرجوا معدات تصوير تكفى مؤسسة السينما كلها، وأخذنا كل شىء من الغرب ما عدا الفيلم أو الموضوع الكويس وفى النهاية احنا بقينا مهنة نصب. وختم حديثه قائلا المخرج دلوقتى بقى معاه اتنين مساعدين، لماذا؟ «عشان يلفوله حشيش» شفت وصلنا لإيه!!.