نجحت قطر وبعد منافسة شديدة مع المنتخب الأمريكي في الفوز باستضافة كأس العالم 2022، لتصبح أول بلد عربي ينجح في استضافة الكأس بالإضافة إلى أنها ستكون المرة الأولى التي يستضيف فيه الشرق الأوسط البطولة الأهم على المستوى العالمي. وقد اختار منذ قليل أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا البالغ عددهم 22 عضواً قطر لتكون المستضيف لكأس العالم 2022، فيما نجحت روسيا في استضافة الكأس عام 2018. جاء فوز قطر وروسيا ليؤكد حرص الفيفا على إعطاء شرف التنظيم لوجه جديد لم يسبق له استضافة الكأس من قبل حيث لم يسبق لروسيا أو قطر تنظيم الحدث العالمي، مقارنة ببقية المنافسين مثل أمريكا التي نظمت البطولة عام 1994، وكوريا عام 2002 بالاشتراك مع اليابان. ووفق كثير من المتابعين فازت قطر عن جدارة واستحقاق بعد تقديمها ملف أبهر العالم وأثبت أن الأمور لاتكون أبدا بالعواطف بينما بالعمل وزيادة الإيجابييات؛ حيث ضم الملف القطري أكثر من نقطة إيجابية جعلته الأقرب للفوز وعلى رأسها الموقع الجغرافي. فيما تمثلت المميزات الأخرى في وجود بنية تحتية قوية تضم أفخم الفنادق والملاعب والاستادات مكيفة الهواء في تقنية تستخدم للمرة الأولى فى ملاعب كرة القدم، وبذلك نجحت قطر في تحويل أكبر عائق قد تواجهه وهو درجة الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 40 درجة في الصيف إلى القوة الدافعة الأكبر في الملف العنابي؛ حيث لم تفكر أي دولة من قبل في تطبيق هذه التقنية التكنولوجية. واستوعبت قطر جيدا الدرس عندما أظهرت في عرضها بالأمس أن الصراع العربي الإسرائيلي لن يكون عائقا في هذه البطولة؛ حيث أعلنت موافقتها على التطبيع مع إسرائيل حينما أظهرت طفل قطري يعرب عن رغبته في رؤية المنتخب الإسرائيلي يؤدي على الملاعب القطرية. ورغم إثارة هذه النقطة غضب الكثيرين من الجماهير العربية المؤيدة وبقوة للملف القطري، اعتبر الكثير أنها أظهرت ذكاء القائمين على الملف القطري فلم ينساقوا وراء الخلافات السياسية التي لادخل لها بالرياضة وركزوا أكثر على الحلم الكبير. كما كانت الظروف مواتية أمام قطر للفوز بالاستضافة حيث حملت ملفات المنافسين إستراليا و أمريكا و كوريا الجنوبية سلبيات مختلفة يمكن أن تكون عائقا أمام فوزهم، و تمثلت أبرز سلبيات الملف الاسترالي في بعد المسافات وفارق التوقيت الضخم، في حين استضافت أمريكا البطولة من قبل عام 1994 بالإضافة إلى المسافة الكبيرة بين المدن، و أعاق التوتر العسكري بين الكوريتين الملف الكوري الجنوبي فضلا عن تركيز سيول على الشق السياسي وتأكيدها أن الهدف الأساسي من التنظيم عودة الوحدة بين الكوريتين وهو الشيء الذي يرفضه الفيفا تماما وفق مبادئه التي ترفض تدخل السياسة أو الدين أو العرق في كرة القدم. كما وصف الكثير من المحللين الملف الاسترالي بالعاطفية الزائدة عن الحد فضلا عن عدم وجود دعم جماهيري وحكومي للملف، بسبب عدم تمتع كرة القدم بالشعبية الطاغية داخل القارة الاسترالية. وفي التسابق الآخر على استضافة الكأس عام 2018 تفوقت روسيا على المنافس الأقرب لها إنجلترا، ويعتقد أن هزيمة الأخيرة جاءت بسبب ماقامت به وسائل الإعلام الإنجليزية من حملات تهاجم فيها أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا واتهمت بعضهم بالفساد وتلقي رشاوي للتصويت لبلد دون آخر، وقد يكون هذا هو الأمر الذي دفع أعضاء التنفيذية للتخلي عن إنجلترا وإعطاء الأصوات للمنافس الأقرب روسيا. كما يمكن أن يكون الشغب الذي وقع بالملاعب الإنجليزية أمس بين ناديي برمنجهام وأستون فيلا بعد نزول جماهير الفريقين لأرض الملعب وقيامهم بتكسير المقاعد وإلقاءها على اللاعبين والجماهير فيما بينهم. وظهر الدعم الحكومي الكامل للملف الروسي بعد إعلان رئيس الوزراء "بوتن" عزمه التوجه لزيروخ والمشاركة في حالة فوز بلاده بشرف استضافة كأس العالم 2018. اضغط لمشاهدة الفيديو: