كانت مفاجأة مدوية أن ينال الملف القطرى شرف تنظيم بطولة كأس العالم 2022 ويتفوق على منتخبات الولاياتالمتحدةالأمريكيةواليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا. بل إن الغريب هو خروج الملف الأسترالى من الجولة الأولى للتصويت الذى أجرى من قبل اللجنة التنفيذية للفيفا والبالغ عددها 22 عضواً عقب حصولها على صوت وحيد بعد أن كان الملف الأكثر حظوظا للفوز بالتنظيم. وفى الجولة الثانية من التصويت خرج «الروبوت» اليابان بعد أن حصل على صوتين فقط، بينما فى الجولة الثالثة انهارت كوريا الجنوبية أمام قطر والولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن حصلت على خمسة أصوات فقط. وتأتى جولة الحسم بين قطر والولاياتالمتحدةالأمريكية لتحصل قطر على 14 صوتا مقابل ثمانية أصوات لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية وسط دهشة الجميع من أنحاء العالم. ؟ قطر.. ملف حارب الطبيعة واجه القائمون على ملف قطر نقطة ضعف غاية فى الأهمية وهى الارتفاع الشديد فى درجة الحرارة خاصة أن كأس العالم سيقام فى شهرى يونيو ويوليو مما قد يتسبب فى عدم حضور الجماهير إلا أن المفاجأة التى كشف النقاب عنها الشيخ محمد بن حمد آل ثانى نجل أمير قطر ورئيس الملف القطرى أن الملاعب المقرر استضافتها للبطولة ستكون مكيفة بالكامل. وتعهد رئيس الملف القطرى بألا تزيد درجة الحرارة فى الملاعب على 27 درجة مئوية، وسيمتد مشروع تكييف الملاعب إلى الشوارع المحيطة بالاستادات أيضا وبتكنولوجيا صديقة للبيئة خالية من الكربون مما يسهل على الجماهير التمتع بمشاهدة المباريات داخل أرض الملعب. وحاول منتقدو الملف القطرى أن يظهروا أن قطر بلد صغير المساحة وتغلب عليه الطبيعة الصحراوية مما يصعب عليه استضافة 32 منتخبا بجماهيرهم بالإضافة إلى البعثات الإعلامية المقرر أن تحضر هذا الحدث العالمى، إلا أن نقطة الضعف المهمة فى الملف القطرى تحولت إلى عنصر دعم للملف القطرى حيث أفصح «رئيس الملف القطرى» أن هذا الأمر يصب فى صالح الملف القطرى وليس ضده لأن صغر المساحة سيجعل الجماهير التى ستحضر إلى قطر لمشاهدة كأس العالم يمكنها أن تشاهد أكثر من مباراة فى يوم واحد من داخل أرض الملعب. وأكد «رئيس الملف القطرى» أن قطر خططت لبناء شبكات مترو تربط الملاعب بعضها ببعض ستنتهى منها بحلول عام 2017 بالإضافة إلى مشروع للسكك الحديدية بتكلفة 25 مليار دولار ومطار جديد بتكلفة 11 مليار دولار وميناء بتكلفة 5,5 مليار دولار. وعن التدفق الرهيب فى عدد المشجعين المتوقع حضورهم لمساندة فرقهم فى المونديال أكد رئيس الملف القطرى أن قطر تعهدت بتوفير 95 ألف غرفة فندقية لتواجه هذا الضغط الرهيب فى حضور المشجعين. وقال القائمون على الملف القطرى أنه بعد نهاية البطولة سيقومون بتفكيك المدرجات الزائدة عن الحاجة ويقومون بالتبرع بها إلى الدول النامية التى تواجه صعوبة فى بناء المدرجات. كذلك خرج الملف القطرى من مأزق وقوع قطر فى منطقة الشرق الأوسط وهى نقطة ملتهبة الأحداث بوجود طفل «إسرائيلى» ضمن البرنامج الإعلامى للملف القطرى وهو يطالب بوجود كأس العالم فى قطر عام 2022 لكى تكون فرصة جيدة للمساعدة فى إحلال السلام فى المنطقة، مشيراً إلى أنه يريد أن يشاهد بلاده وهى تلعب فى كأس العالم بقطر، وهو الأمر الذى أزال الشكوك بنسبة كبيرة لدى أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا فى حال وصول إسرائيل إلى نهائيات كأس العالم بقطر بشأن سلامتها. إمكانيات صارخة قرر الملف القطرى أن يتم استضافة كأس العالم 2022 فى سبع مدن هى «الدوحة» و «الخور» و «لوسيل» و «الشمال» و «الوكرة» و «أم صلال» و «الريان» وذلك لكى يوزع الضغط الجماهيرى بشكل متوازن ولا يؤثر ذلك على حركة السير فى قطر. كما قرر القائمون على الملف القطرى إقامة البطولة على 12 استادا تسعة منها لم يتم بناؤها حتى الآن فيما سيتم تجديد ثلاثة استادات مقامة حالياً. كما تقرر رصد أكثر من ثلاثة مليارات جنيه لبناء الملاعب بالإضافة إلى 645 مليون دولار كميزانية مخصصة لكأس العالم وكأس القارات المقرر أن تستضيفه قطر عام 2021. وسيتم إصدار 869,2 مليون تذكرة لحضور مباريات كأس العالم يتم توزيعها بالتنسيق مع الفيفا حتى لا يتكرر ما حدث فى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا من قلة حضور الجماهير فى عدد من مباريات البطولة. ولم يسبق لقطر أن وصلت إلى نهائيات كأس العالم من قبل ولكن الآن فقد حجزت تذكرة التأهل بشكل مباشر عام 2022 بفوزها بتنظيم البطولة وبصفتها الدولة المضيفة وكأول دولة عربية تنال هذا الحدث العالمى الكبير.