.. أخبار اليوم 23 أكتوبر هدأت »هوجة« الأهلي والترجي في تونس.. أو ربما هدأت.. »وخلص الكلام« في فضيحة التحكيم الغاني.. وانفض مولد التحاليل الفنية، والاجتهادات الشخصية، ووجهات النظر الايجابية منها والسلبية.. لتبدأ جولة أخري مع بطولة الدوري المحلية! وقبل إغلاق ملف المباراة »الجهنمية« التي خرج علي إثرها بطل مصر من البطولة الافريقية، ينبغي التوقف أمام ظاهرة خطيرة، لابد من التطرق إليها بالدراسة الموضوعية المنطقية والمتأنية، حتي يمكن الوصول لنتيجة. هذه الظاهرة هي التراجع الرهيب لمستوي الكرة المصرية علي كل الأصعدة. المنتخب الوطني الأول قاهر الكبار وصاحب الإنجازات والبطولات يتعثر بصورة عجيبة في تصفيات ضعيفة يتعادل مع سيراليون بالقاهرة ويخسر أمام النيجر في نيامي.. الأهلي الذي كان مرعبا، يتحول إلي حمل وديع في دوري رابطة الأبطال الافريقية، ورغم الظلم الذي تعرض له من الحكم الغاني الأسطورة، إلا ان مستواه الفني لم يرتق للأداء الذي يمكنه من التصدي لأي متاعب.. ولعل نتائجه في الأدوار الأولي وفي دور الثمانية تؤكد هذا الكلام. الإسماعيلي.. لم يصمد.. وخرج مبكرا في دوري الأبطال. حرس الحدود وبتروجت.. لم يشعر بهما أحد في الكونفيدرالية. وحتي المنتخب العسكري الذي كان من السهل عليه ان يفوز بكأس العالم.. إذ به يكتفي ببرونزية العرب رغم ما يضم من أسماء بارزة. بطبيعة الحال.. »كله منفد علي كله«.. لأن اللعبة واحدة، والظروف والأجواء واحدة، والمؤكد ان الفكر واحد، لذلك كان التراجع عاما. والواقع.. ان اتحاد الكرة ليس المسئول الوحيد عن هذا الوضع الذي يمكن ان يمر مرور الكرام مع أول مباراة للدوري ينشغل بها الرأي العام، أو قضية لاعب اثار أو يثير أزمة فيجذب الأضواء، أو أزمة حول أحد »البهوات« في لعبة الانتقالات، التي تحولت إلي خناقات. انصراف الساحة الرياضية، أو الكروية تحديدا إلي كل ما هو »هايف«، أو سطحي، هو الذي يهدر الوقت.. ويبدد الجهد، ويدفع إلي إثارة جدل ليس الهدف منه مصلحة عامة علي الإطلاق. ان إدارة الأندية تتحمل جانبا كبيرا من المسئولية إلي جوار اتحاد الكرة.. جميعهم يقع عليهم عبء خطير في تصحيح أوضاع »مقلوبة ومغلوطة«.. وللأسف لا أحد يريد أن يعترف بأخطائه، وإنما دائما وأبدا إلقاء »البلوة أو المصيبة« علي الآخرين بمبررات »وهمية«. مطلوب.. ولو مرة واحدة العمل بشكل جماعي لتحقيق هدف أو مصلحة مشتركة.. وما سقوط فرسان الكرة المصرية في المنافسات الأخيرة، إلا ناقوس خطر يهدد المسيرة الكروية التي تحتاج إلي إحكام العقل والعلم. سياسة »الاستعباط« في كرة القدم التي تقوم علي »الفهلوة«.. أصبحت واضحة ومكشوفه ولامؤاخذة!