عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    واشنطن بوست: أمريكا دعت قطر إلى طرد حماس حال رفض الصفقة مع إسرائيل    "جمع متعلقاته ورحل".. أفشة يفاجئ كولر بتصرف غريب بسبب مباراة الجونة    كولر يرتدي القناع الفني في استبعاد أفشة (خاص)    الأرصاد الجوية: شبورة مائية صباحًا والقاهرة تُسجل 31 درجة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    حسين هريدى: الهدف الإسرائيلى من حرب غزة السيطرة على الحدود المصرية الفلسطينية    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    رئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات يعلق على أزمة رمضان صبحي    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    التموين تتحفظ على 2 طن أسماك فاسدة    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. السبت 4 مايو 2024    هيثم نبيل يكشف علاقته بالمخرج محمد سامي: أصدقاء منذ الطفولة    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    فوزي لقجع يكشف حقيقة ترشحه لرئاسة الاتحاد الأفريقي    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟ قراءة    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماهير النادي الأفريقي شجعت بطل مصر.. والجمهور خلع عباءة التحفظ.. والجزائريون مع الترجي
الأهلي والترجي.. وتفاصيل يوم ساخن تحولت فيه الرومانسية إلي واقعية في المشاعر
نشر في الأخبار يوم 18 - 10 - 2010

مع مطلع شمس يوم اللقاء المرتقب بين الاهلي والترجي امس بدت العاصمة تونس ترتدي ثوبا جديدا وتخلع ثوبا قديما.. تغيرت علاقة الجماهير التونسية مع المباراة.. لم يعد لديها وقت لتواصل حالة خاصة من الرومانسية لا يناسب فيلم »أكشن«.. ورغم التشديد عليها بان تظل نموذجا للروح الرياضية الا انها في نهاية الامر قررت ان تعبر عن مشاعرها وان تبدأ ادوارها المساندة لمنتخبها منذ الصباح فظهرت اعلام الترجي والسيارات التي تطلق ابواقها في الاماكن القريبة من ستاد رادس.. وانفتحت احاديث الشارع اكثر نحو التمني والحلم والرغبة في اجتياز هذه المهمة الصعبة المعقدة.
لم يكن هناك تجاوز بل استمر الحب والود لكن بصورة مغايرة.. فالاحتفال بالاهلي لن يمنع من مؤازرة الترجي في الساعات الحرجة وفي اليوم الذي يحتاج فيه العون.. »ترجي يا دولة« هذا الهتاف الشهير للفريق الاكبر في العاصمة تردد في الشوارع لاول مرة منذ وصول بعثة الاهلي الي تونس.. ولم يعد المشجع التونسي متحفظا في التعبير عن مشاعره مجاملة للضيوف.. كان في الايام السابقة يتحدث عن مباراة كرة لا يجب ان تتجاوز حدودها بين فريقين يمثلان دولتين شقيقتين والافضل من حقه ان يفوز والخاسر لا يجب ان يخجل لانه ظل فارسا ومقاتلا للنهاية ولا يبقي الا العلاقة العميقة بين الشعبين.. اما الامس فانه يجامل في اطار تشديده علي ضرورة فوز فريقه والاستفادة من الهدف الذي احرزه في لقاء القاهرة.. بدأ يتحدث عما يتوقعه من نجمه اسامة الدراجي والمهاجم النيجيري اسيزامو.. والغريب حديثه المفاجيء والمتأخر عن المباراة الاولي وانتقاده لفوزي البنزرتي المدير الفني لانه حسب رأيهم وقع في اخطاء قللت من عطاء لاعبيه ولم يكن شجاعا بما يكفي ويعبرون عن مخاوفهم من ان يستمر خوفه وحذره المبالغ فيه في مباراة يحتاج فيها لاحراز اهداف.. كنا نتخيل ان البنزرتي يحظي تماما بثقة الشارع التونسي الا ان يوم المباراة عبر عن انقسام في الرأي.. ومثلما يحدث في مصر تري مجموعات تتناقش وتقترح تشكيلا للترجي وادوارا للاعبين ومطالب بمراقبة ابوتريكة وجدو وبركات.. كل ذلك يخرج فجأة من اعماق الجماهير وهي لا تريد في نفس الوقت ان تخرج عن النص وان تعزز الموقف الرائع للمسئولين وفي مقدمتهم الرئيس زين العابدين بن علي.. تجنبت الجماهير في حواراتها مع بعضها او معنا كوفد اعلامي اي نوع من غلظة الكلام او التجريح بل حرصت علي ابداء الاحترام الشديد للاهلي وقوته التي لا تنقص ابدا مهما غاب نجومه وان كانت الاماني تقفز في غفلة وسط الكلام ليقول مشجع باصرار سوف يفوز الترجي بفارق هدفين.
وبالطبع ليس جديدا ما يعرفه الجميع من حدة المنافسة بين الفرق التونسية الكبيرة.. ولم يتردد جمهور فريق الافريقي في الاعلان صراحة عن رغبته في فوز الاهلي وهزيمة الترجي وهي ظاهرة لا تنفرد بها جماهير تونس فهي موجودة بقوة في مصر بين جمهور الاهلي والزمالك والاسماعيلي ولا تخطئها العين في كل الدول العربية تقريبا بل وفي دول اوروبية عريقة في كرة القدم.. واللافت ايضا في اي حوار ان الجمهور لم يعط اعتبارا للفريقين الاخرين شبيبة القبائل ومازيمبي وكأنهما مجرد »ديكور« في الدور قبل النهائي.. فالاساس في ذهن الجميع ان الفائز من الاهلي والترجي هو بطل افريقيا ومن هنا تأتي اهمية المباراة.. ويحرص احد المشجعين علي ان يقدم معلومة يفرز بها توقعه بان يفوز الترجي ويترشح للنهائي ويذكر بان الاهلي خسر مبارياته خارج ارضه وتعادل مرة ولا يلعب جيدا الا في ملعبه.. ونرد عليه بان حسابات الاهلي في المباريات الكبيرة والحرجة مختلفة تماما وهذا سر فروسيته في البطولات.. لا يترك حدثا كبيرا يمر مرور الكرام.. ومهما ترتفع نبرة المناقشات يظل الود والحب مسيطرا علي المشاعر لتنتهي كل مناقشة بتمنيات متبادلة.
لهجة جديدة :
ومع اقتراب موعد المباراة تغيرت الي حد ما لهجة الصحافة التونسية.. في البداية كانت في الرقة والرومانسية في ترحيبها بقدوم الاهلي والمنافسة الشريفة بين فريقين كبيرين يستحقان اللعب.. وفي اليومين الماضيين بدأت العناوين تتضخم وتبرز وتتلون وتتحدث عن انهاء اسطورة الاهلي في ستاد رادس وعن الفوز المتوقع للترجي وتقديمه هدية للرئيس التونسي وتملأ الصفحات باحاديث كثيرة للاعبين رغم ان نفس الصحف سبق ان اشارت الي ان المدرب منعهم من التصريحات الصحفية حيث يركزون اكثر في المباراة.. ولفت الانتباه ان بعض الصحف حرصت علي نشر تقارير مفصلة عن الاهلي وانهتها بتوقيع يؤكد ان مصدرها القاهرة.
اما اخطر ما سمعته من مسئول بارز من خارج بعثة الاهلي ان جماهير جزائرية سوف يكون لها دور في تشجيع الترجي.. ولما سألت هل تأتي خصيصا من الجزائر وتتكبد مشقة السفر من اجل هذه المهمة.. قال المسئول بالطبع لا لكن هناك اعداد كبيرة من الجزائريين مقيمة في تونس سواء للعمل او انها مرتبطة عائليا باسر تونسية.. هي مجرد معلومة ليس لها ابعاد لانه من الطبيعي ان يميل اي جزائري يعيش في تونس الي الفرق التونسية، وليس منطقيا عرض تفسيرات اخري غير ذلك علاوة علي ان جمهور الترجي العريض لا يحتاج لمساعدة.
مر صباح الامس بمؤشرات توحي بان الحدث يتصاعد ليصل الي الذروة في اتجاه ستاد رادس.. اعلام الترجي ومسيرات جماهير وتتزايد وتظهر مجموعات متفرقة من المشجعين في الشوارع وقبل ساعات قليلة من موعد انطلاق المباراة التحمت هذه المجموعات مع بعضها في الاماكن القريبة من الاستاد مستخدمة كل انواع وادوات التشجيع للترجي دون مساس من اي نوع بالاهلي الا باشارات الفوز التي تصاحبها ابتسامة.. وهو مشهد عايشناه من قبل عام 6002 في مهمة اصعب امام الصفاقسي في النهائي الافريقي.. مشهد احتشاد وتدفق الجماهير.. لكن شتان الفارق في طابع التشجيع.. بين القسوة واحيانا التجريح وعرض »مجسم« كبير للنجم ابوتريكة في مدرجات ستاد رادس يقدمه في صورة القائد المنهزم.. وبين حماس جماهير لفريقها بشكل طبيعي لا يتهجم ولا يقسو علي المنافس.. ولا اعتقد ان مباراة كرة شهدت هذا التشديد الامني قبل ان تبدأ بأيام، وكأن تونس كلها متفرغة لتأمين بعثة الاهلي وبوسائل واجراءات غير تقليدية... فيكفي ان تخرج سيارة من مقر اقامة الاهلي لتجد مباشرة متابعة امنية غير محسوسة تفاجئك في منتصف الطريق سواء بالسيارات او البوتسيكلات.. حتي الوفد الاعلامي حظي بهذا التأمين وهذه المراقبة الي درجة ان وحدة شرطة ثابتة تولت بنفسها نقل عدد من الزملاء من وسط العاصمة تونس الي طريق بعيد حيث وقف اتوبيس الوفد لا يستطيع ان يحول مساره للطريق العكسي لاستحالة ذلك مروريا وتوقفت وحدة المراقبة وسألت عن سبب التوقف وطلبت الانتظار الي حين التوجه بسرعة للزملاء واصطحابهم الي الاتوبيس.. كانت اجراءات تأمين البعثة علي مستوي تأمين القيادات الكبيرة.. وتأكد الجميع ان المبادرة الكريمة من الرئيس التونسي كانت رسالة واضحة لكل المؤسسات التونسية ليكون ترحيبها بالاهلي استثنائيا حتي تردد ان الحرس الجمهوري هو الذي تولي بنفسه هذه المهمة تقديرا للعلاقة الاستثنائية ايضا بين البلدين والرغبة الاكيدة في ان تمر المباراة بسلام حيث لا يصح- كما قال كل المسئولين- ان تتسبب 09 دقيقة هي عمر مباراة واحدة في توتر العلاقة بين اشقاء.. وكما اكد سمير العبيدي وزير الرياضة والشباب كان امتنان المصريين لمبادرة الرئيس التونسي برعاية بعثة الاهلي قد وصلت بالفعل الي الرئيس.. وادي ذلك الي سباق تونسي جميل للاحتفاء والترحيب بالاهلي.. ولم يمر يوم الا ويصدر بيان لطلب من جمهور الترجي عدم الخروج عن النص وكان اخر بيان قد صدر من حمدي المؤدب رئيس النادي يحذر فيه من اي تجاوز مهما كانت الظروف.
فارق كبير
وفي المقابل لا نعرف اسبابا واضحة ومحددة لقلة اعداد جمهور الاهلي المنتقل من القاهرة الي تونس.. ووضح الفارق الكبير بين اقبالها علي نهائي 6002 واقبالها علي هذه المباراة.. هناك اعداد قليلة بدأت في الوصول اول امس بينما كانت في النهائي امام الصفاقسي قد سافرت باعداد كبيرة وقبل المباراة بأيام وحملت اعلام الاهلي وغيرت اجواء مقر الاقامة وبثت الحماس في اللاعبين.
وحتي لو كانت المباراة في حد ذاتها تثير القلق والخوف.. الا ان علامات الثقة لم تفارق وجوه اعضاء البعثة مصحوبة بالتفاؤل وعدم الاهتزاز امام اخبار الاصابات.. ولم يكن اللاعبون يحتاجون الي توعية او تحفيز واستنفار.. كانت الجدية بادية علي وجوههم والالتزام والانضباط شعار دائم لا يغير ومواعيد دقيقة في التحرك داخل الفندق او الي ملاعب التدريب.. ويصاحب ذلك متابعة من ادارة البعثة برئاسة محمود الخطيب وانتظام في حضور التدريبات وتعزيز لثقة اللاعبين في انفسهم.. واذا وقفت في قلب فندق الاقامة لا تشعر بان هناك بعثة كبيرة العدد مقبلة علي مباراة كبيرة.. اللاعبون لا يجلسون في اللوبي.. وطريقهم معروف من الفندق الي المطعم والعكس يلقون التحية علي الجالسين وهم مسرعون في خطواتهم.. وطبعا كانت مشاعرهم مع المباراة تتغير وتتطور مع مرور الوقت حتي بلغت في يوم المباراة الي ذروة الملامح الجادة التي تعكس احساسا كبيرا بالمسئولية وتركيزا شديدا لانجاز مهمة شاقة.. تناولوا وجبة الافطار الساعة العاشرة صباحا.. ووجبة الغداء الساعة الثانية بعد الظهر ثم تجمعوا للاستماع الي محاضرة حسام البدري المدير الفني اعلان التشكيل النهائي.. وحسب ما تقرر في الاجتماع التقليدي وتوجه الفريق الي ستاد رادس ليكون هناك قبل بدء المباراة بساعة ونصف الساعة لتنفيذ اخر بنود الاعداد للمباراة.
وفي الليلة السابقة للمباراة عرف اللاعبون والجهاز الفني نتيجة مباراة شبيبة القبائل ومازيمبي التي انتهت بالتعادل ولم يبد احد اي تعبير عن الارتياح او عدم الارتياح او الفرحة والاسف.. رغم انهم في قرارة انفسهم كانوا يتمنون تأهل مازيمبي لكن ما قيمة الامنيات وما هو الداعي للاحساس باي مشاعر وهم لا يعرفون بعد موقفهم من النهائي.
وكل شيء له طعم اخر في هذه الرحلة.. حتي ان اللقاءات الرسمية التي كان الاعلام محورها ضربت رقما قياسيا.. المسئولون التوانسة تسابقوا في لقاء الاعلاميين والصحفيين المصريين وكأن الدولة حشدت كل جهودها لكي يشعر المصريون بانهم في بلدهم.. واخر هذه اللقاءات قبل المباراة مساء اول امس تلقينا اخطارا مفاجئا بان وزير الشباب والرياضة التونسي سمير العبيدي سوف يزور الوفد الاعلامي حالا.. وبسرعة تم الاتفاق مع ادارة الفندق وتجهيز صالة لاستقباله علي عجل.. وكان الحديث في هذا المؤتمر الصحفي تجميعا لكل الاحاديث التي سبقته وان تميز بوجود الكثير من التفاصيل وتعميم التجربة التونسية علي سائر العلاقات العربية وما تنوي تونس من تقديمه لمبادرة في الاجتماع القادم لوزراء الشباب العرب بالمغرب لتفعيل العمل الرياضي العربي المشترك. في البداية رحب الوزير بكل المصريين بتونس وخص وسائل الاعلام بالترحيب حيث انها الناقل المباشر للاحداث الي الرأي العام.. وقال: هذا اللقاء الذي يجمعنا لا يرتبط بتواجدنا في قاعة صغيرة لكنه سوف يصل الي اي بيت ليعبر عن عمق العلاقة الممتازة التي تربط بين البلدين والشعبين ويقدم نموذجا لما يمكن ان تكون عليه العلاقة بين دولتين.. وقد قدمت العلاقة بين الرئيسين حسني مبارك وزين العابدين بن علي رسالة عميقة لكل الشباب وليس الرياضيين فقط.. والشباب يسيرون دائما وراء الرسائل الايجابية الصادرة من المسئولين ونحن نري ان اشقاءنا من بعثة الاهلي جزء من الشعب المصري ولذلك اهتم الرئيس التونسي ان تأتي رسالته واضحة للشباب من البلدين وضرورة ان نبني علي تراكم العلاقات الطيبة علي مدار السنوات الطويلة القادمة.
فالاحداث والمباريات يمكن نسيانها بسرعة بما فيها كأس العالم وربما نتذكر الاشياء السلبية ونهمل الاشياء الايجابية.. ودورنا ان نفعل العكس ونرسخ الايجابيات لنجعلها اسلوب حياة وليس مجرد لقاء عابر انتهي.. ولذلك حرص الرئيس التونسي ان يوجه رسالة الي الشعب المصري برعايته الخاصة للاهلي.. ونري ان بمقدورنا ان نبني علي ما نراه الان ونعتبره مرحلة مهمة لا يجب ان تفوتنا لنذكر دائما الايجابيات.
واضاف الوزير: هذه العلاقة القائمة الان لم تأت من فراغ وانما لها اسس دعمتها وابرزتها لتؤكد ان هناك تطورا كبيرا في العلاقة بين البلدين وبين كل الدول العربية ثم نسعي الي مزيد من التطوير في المستقبل من خلال آليات تنفيذ علي صعيد تبادل الزيارات والانشطة الودية والرسمية.. والاعلام له دور كبير واساسي في ذلك من الناحية الايجابية، فأسهل شيء ان يركز الاعلام علي الاثارة فقط واصعب شيء ان يركز علي الحكمة والتعقل.. لابد ان نتجاوز العلاقة التي تمر عابرة ونجعلها علاقة دائمة وراسخة ومتينة ونحن نغفل ذلك الان.. والرياضة جزء من العمل الشبابي لان الامر لا يقتصر علي المباريات التنافسية فقط لنظل نتحدث عن الفوز والخسارة بل الرياضة عنصر مهم في الاندماج الاجتماعي للشباب.
اشادة بالاهلي
ورد الوزير علي اسئلة واستفسارات الصحفيين.. وعن الاهلي والترجي قال: الاهلي ناد محترم بتاريخه وجمهوره وانجازاته ومفخرة لنا في القارة الافريقية والترجي مدرسته عريقة تأسست عام 9191 وهي مدرسة تربوية ورياضية يساندها جمهور كبير ولها ايضا تاريخ افريقي وعربي.. والمؤكد ان العلاقة بين اكبر ناديين في افريقيا لن تتأثر ابدا بمباراة بينهما وكل ما تتمناه ان يحرز فريق عربي هذه البطولة.. انا اشجع الترجي لكن لابد ان اكون دبلوماسيا يحمل علي اكتافه مسئولية ولا اريد ان اصدر رسائل مع احد ضد احد لابد من الحياد الايجابي لاننا نريد للرياضة ان تقرب المسافات بين الشعوب والدول.. صحيح الفوز جميل لكن لا يجب ان تتجاوز الرياضة حدودها.. وذلك ما نتمناه لمباراة الاهلي والترجي.. ولايجب ان نكون رهائن لقلة قليلة موتورة ولابد ان ننظر الي الجانب الايجابي بحيث تنتهي الاثار السلبية لاي مباراة بعد 09 دقيقة.. فهناك مساحات واسعة ايجابية في وعي الشباب وهذا قلته في آخر اجتماع لوزراء الشباب والرياضة العرب في بيروت بان قطاع الشباب اقل حساسية وحركة وحرية في التعبير عن نفسه ولذلك يجب ان نبني للمستقبل.. وفي الاجتماع القادم للوزراء في المغرب 1102 سوف تتقدم تونس بمبادرة وتقدم افكارا تعزز التفاعل والتواصل بين الرياضيين العرب وحل كل المشاكل العالقة والبناء للمستقبل.. وهذه السنة هي السنة العالمية للشباب ولابد ان تكون الرسائل الموجهة للشباب سليمة وصحيحة وبلا اخطاء.. ومبادرتنا في هذا الاجتماع طرح فكرة اقامة لقاء شبابي عربي موسع في احد البلدان العربية للتشاور والتواصل وايضا اقامة العديد من اللقاءات الودية.. وهناك اتصالات مستمرة وايجابية للغاية بيني وبين حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر والتقينا في بيروت ووجه لي دعوة لزيارة مصر وسوف اقدم له دعوة لزيارة تونس.
وعن رأي البعض في ان مظاهر الود مبالغ فيها، قال الوزير: لا.. هذا الشعور حقيقي وليس مفتعلا.. لقد كنت دائما علي الهاتف مع رئيس نادي الترجي وهو في القاهرة واكد لي ان الاستقبال في القاهرة كان عميقا ولذلك لم تأت الاجواء الحالية من فراغ.. وحتي لو نظرنا الي الماضي لم تكن هناك ابدا مشاكل كبيرة كانت كل المباريات تقام في ظل علاقات ممتازة برغم الفوز والخسارة.. وفي هذه المرة كان العمق السياسي علي اعلي مستوي.. وكانت رعاية الرئيسي التونسي لبعثة الاهلي رسالة الي كل من يتجاوز.. ومن المرات النادرة ان تقام مباراة بهذا الحجم في اجواء مثالية غير مسبوقة لان المستوي القيادي كان واعيا لنوعية العلاقة الخاصة بين البلدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.