حسام البدرى يحاول تهدئة لاعبى الأهلى بسبب الظلم الذى وقع عليهم من حكم المباراة احذر يا أهلي.. هكذا قلنا في آخر ساعة فور انتهاء لقاء الذهاب في دوري أبطال أفريقيا للأندية أبطال الدوري بين الأهلي والترجي التي انتهت نتيجتها بفوز هزيل علي الترجي في ستاد القاهرة.. ولكن تحذيراتنا ذهبت أدراج الرياح ولم يستمع الجهاز الفني واللاعبون للخروج من دائرة الثقة الزائدة التي سيطرت علي تفكيرهم ووصلت للغرور والخروج من بطولة أفريقيا.. خسر الأهلي في تونس من الترجي صفر/1 وأحرز مهاجم الترجي انورامو الهدف والفاعل معلوم.. نعم كان الفاعل معلوما منذ انتهاء المباراة الأولي بالقاهرة عندما فاز الأهلي 1/2 فقط وهي نتيجة غير مطمئنة.. ولذلك كانت الأجواء بمباراة العودة صعبة ومثيرة سواء داخل الملعب أو خارجه.. وخسر الأهلي المباراة في المشهد الثاني من فيلم (كسبونا وخرجونا) من بطولة أفريقيا. ومنذ بداية المباراة تعرض الأهلي لعدة أمور جعلت اللاعبين تحت ضغط مستمر.. حيث وضح أن حكم المباراة الغاني كان خائفا ومرعوبا من ضغط لاعبي وجماهير الترجي وسقط الاتحاد الأفريقي للاختيار غير الموفق لهذا الحكم الذي ساهم بدور رئيسي في هزيمة الأهلي حيث إن لاعب الترجي أحرز الهدف بذراعه متعمدا . المهم لم يكن حكم المباراة وحده هو السبب المعلوم في هزيمة الأهلي حيث هناك متهمون آخرون تسببوا في الخسارة ويأتي في مقدمتهم الجهاز الفني والمدير الفني حسام البدري الذي لم يدر اللقاء بشكل سليم وكانت تغييراته غير موفقة. والأكثر من ذلك أن البدري يضع تشكيلا ربما يضم لاعبين بعيدين عن مستواهم ومتي يطور الأداء الهجومي للفريق. وثالث الأسباب المعلومة في الهزيمة كان الضغط الجماهيري الرهيب للفريق التونسي الذي ملأ أرجاء الملعب والمدرجات قبل بداية المباراة وحتي نهايتها وما صاحبه من شماريخ وصواريخ وخلافه أحد الأسباب المهمة أيضا في الهزيمة. أما السبب الأساسي المعلوم هو أن معظم لاعبي الأهلي الدوليين الذين شاركوا في المباراة أمام النيجر مع المنتخب القومي المصري ونالوا هزيمة غير متوقعة وماصاحبه من حالة نفسية سيئة وهجوم من جماهير ونقاد مصر وانتقادات عنيفة هزت كيان وثقة اللاعبين في أنفسهم وفشلت جميع المحاولات التي بذلها محمود الخطيب نائب رئيس الأهلي ورئيس البعثة في علاج اللاعبين نفسيا وأيضا حسام البدري الذي كان محبطا منذ انضمام اللاعبين الدوليين إلي صفوف الفريق حيث فشل في إعادة الثقة في نفوس اللاعبين وهذا يؤكد أن الصدمة كانت أعنف من النجاح في علاجها، ولذلك كان الجميع في حالة شد عصبي وتوتر بداية من مجلس الإدارة إلي الجهاز الفني ثم اللاعبين حيث كانوا يعتبرون أن في تونس معركة حامية لابد من الانتصار فيها لإعادة الثقة لهذا الجيل وتعويض الهزيمة من النيجر. كما أن سلاح المدير الفني للترجي واللاعبين الذي تمثل في التصريحات والكلام من جانبهم لهز ثقة الأحمر في أنفسهم.. وإذا كانت هذه الظروف أثرت علي اتجاه بوصلة البطولة إلا أنه لابد من الاعتراف بأن لجنة الكرة والجهاز الفني شاركا أيضا في منظومة الهزيمة التي دخلها الفريق.. كما أن التشكيل أحد عوامل الهزيمة لأن بعضهم لم يكونوا في الفورمة الفنية. إلي جانب أنه كان من المفترض أن يكثف حسام البدري خط الدفاع من الوسط حتي يمكنه السيطرة عليها من جانب ولتشكيل حائط أولي أمام الهجومي التونسي لأنه إذا كان هدف البدري تحقيق الفوز أو علي الأقل التعادل.. فقد كان عليه الحفاظ علي شباكه نظيفة قبل أي شيء. بالإضافة إلي كل ذلك فإن التكتيك الذي اعتمد عليه من خلال الكرات الطويلة للمهاجمين لم يكن إيجابيا علي الإطلاق حيث كانت كلها من نصيب مدافعي الترجي.. وغابت التسديدات القوية والفعالة من جانب لاعبي الأهلي وحتي التمريرات العرضية من سيد معوض.. وأحمد فتحي في الجهة اليمني.. وكانت محتاجة إلي قوة دفع ولم تصل بالصورة المطلوبة إلي المهاجمين حيث تاه لاعبو الأهلي. وفي نفس الوقت كانت البنزرتي المدير الفني للترجي في حالة استفاقة خططية هذه المرة.. فمع أن بداية الرجل كانت تؤكد إنه يضع يده علي قلبه خاصة أن مسئولي النادي الترجي ربطوا بين بقائه والخروج بنتيجة طيبة.. إلا أنه بعد مرور الوقت شعر بالأطمئنان بعد أن اكتشف أن الأسد الأهلاوي أصابه العجز. كما أن هناك أسبابا أخري غير واضحة وراء الهزيمة والخروج من البطولة أهمها: أن أعضاء مجلس الإدارة ولجنة الكرة يتحملون المسئولية لأنهم كانوا دائما يعلنون أنهم جاءوا »بلبن العصفور« للفريق.. ولكن مجلس الإدارة كان قصير النظر لاعتماده علي مجموعة من اللاعبين الحاليين.. رغم أن هذا الجيل يستحق لقب الجيل الأسطوري.. ولكن لا يمكن أن يستمر بنفس القوة.. ولذلك كان المفروض إحداث تغيير منذ موسمين ماضيين.. ولكن مجلس الإدارة ترك للمدير الفني السابق مانويل جوزيه البرتغالي التحكم في مقدرات الفريق وورث حسام البدري تركة مثقلة بالمشاكل.. ولو تولي المسئولية مدير فني غير البدري لما وافق علي تحمل هذه المسئولية. كما أن دكة البدلاء كانت ضعيفة حيث تضم عددا من اللاعبين أصحاب الأداء المتواضع.. رغم أن هؤلاء من صميم الجهاز الفني ولكن حسام البدري معذور لأن هؤلاء اللاعبين فقدوا الثقة في أنفسهم. أما عن اللقاء بين الأهلي والترجي في النواحي الفنية والأخطاء التي وقع فيها الأهلي فكالمتوقع قام فريق الترجي بالضغط علي الأهلي منذ الدقيقة الأولي من المباراة وأحرز الترجي هدفه من لمسة يد واضحة للاعب أنورامو .. ولم ييأس لاعبو الأهلي وكاد أن يتعادل من خلال اللاعب محمد جدو رغم انفراده بحارس المرمي التونسي.. واهتزت ثقة لاعبي الأهلي في الحكم مما جعلهم يعترضون علي قراراته الخاطئة وخرج معظم لاعبي الأهلي عن شعورهم ففقد بركات توازنه وضرب لاعب الترجي بيده ليخرج الحكم الكارت الأحمر وليجعل فريق الأهلي في موقف سييء خاصة أن حسام البدري فقد تفكيره في إحداث التغيير المناسب ليستكمل المباراة بقوة.. ولكن هيهات اهتز خط دفاع الأهلي وزاد لاعبو الترجي من هجومهم ورغم محاولات حسام البدري شد أزر اللاعبين ولكن دون جدوي حيث ركزوا في الالتحام مع لاعبي الترجي الذين أجادوا التمثيل في تضييع الوقت وساعدهم الحكم الغاني الفاشل في حماية لاعبي الأهلي وكذلك لم يكن عادلا في التحكيم وتعمد تجميد المباراة بعد إحراز الفريق التونسي الهدف »الباطل«.. والمثير للدهشة أن المعلق علي المباراة التونسي كان يشاهد كل هجمات فريق الترجي أهدافا يبدو أن نظره ضعيف جدا ويهتف لصالح الترجي جول.. جول مع أن الكرة وسط الملعب. ورغم تحذيرات حسام البدري للاعبيه بعدم الانصياع وراء التمثيليات للفريق التونسي ولكن وقعوا في مصيدة الترجي والحكم الفاشل.. ورغم الأخطاء الدفاعية لفريق الترجي إلا أن لاعبي الأهلي لم يستغلوها. وعلي العموم مازال التحكيم الأفريقي يضطهد فرق الأندية المصرية. ولذلك مطلوب من مجلس إدارة النادي الأهلي عدم الاشتراك في البطولات الأفريقية رغم أهميتها خاصة أن الأهلي قرر عدم الاشتراك في البطولات العربية بسبب سوء التحكيم واضطهاد الفرق المصرية.. فهل يتخذ الأهلي قراره الجريء أم سيقدم مذكرة احتجاج للاتحاد الأفريقي ضد الحكم ويتم وضعها في أدراج الاتحاد الأفريقي؟