أحمد فتحى يتلقى التهانى من الجماهير حقا إنها قمة أفريقية عربية حينما لعب الأهلي مع الترجي التونسي الذي أصبح قطبا جديدا من أقطاب القارة الأفريقية بعد أن وصل لقمة المجموعة في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري.. ورغم ذلك حقق الأهلي فوزا غاليا لأن هذا اللقاء يعتبر نهائيا مبكرا خاصة أنه كان صعبا للغاية للفريقين وقد فاز الأهلي 1/2. الهدف الأول سجله محمد فضل ثم أحمد فتحي بقذيفة رائعة وسط دفاع الترجي ووضح أن هناك فارقا بين الجماعية في النواحي التكتيكية والخبرة المتمثلة في نجوم وشباب الأهلي.. وبين الفردية التي تفتقر إلي قائد محنك يرتب الأوراق وينظم الجهد في فريق الترجي التونسي في لقاء الذهاب. ولاشك أن تفوق الأهلي بجماعيته ونجومه الكبار ساعد علي ذلك جماهير مصر بجميع انتماءاتها التي شاهدت المباراة في ستاد القاهرة لتشجيع الأهلي الذي كان يمثل مصر في البطولة الأفريقية وقد حصد الثلاث نقاط. وقد امتازت المباراة منذ بدايتها بالسرعة والهجمات من الأهلي وكان مهاجموه أكثر فاعلية وأضاع لاعبو الفريقين وخاصة الأهلي فرصا سهلة رغم غياب بعض العناصر الأساسية في الأهلي وعلي رأسهم سيد معوض فكان للجبهة اليسري تأثير سلبي ورغم ذلك نجح حسام البدري في علاجها عن طريق إشراك اللاعب شريف عبد الفضيل، كما أن غياب محمد جدو أثر سلبيا في خط الوسط والهجوم إلي جانب غياب أحمد حسن »الصقر« ورغم ذلك نجح حسام البدري في التغلب علي هذه الصعوبات »بالعافية« خاصة أن الجميع انتظر من حسام البدري تحقيق فوز غالٍ ويكشر عن أنيابه بسبب حملة التشنيع التي شنها فوزي البنزرتي المدير الفني للترجي التونسي الذي فشل بسياسته في إرهاب فريق الأهلي. ولذلك في اللحظات الأولي من انطلاق المباراة كان هناك حماس متوقع من جانب الأهلي في ظل الشحن المعنوي والتعبئة العامة التي قام بها الإعلام والجماهير. وقام الأهلي بشن هجوم عنيف وقوبلت هذه المبادرة بحذر شديد من جانب الترجي وفشلهم في امتصاص حماس اللاعبين الأهلاوية وفي نفس الوقت نجم مدافعو الترجي في الذود عن مرماهم في البداية وكان ذلك علي حساب تقدمهم لمساعدة المهاجمين خوفا من التكثيف الهجومي للأهلي.. في نفس الوقت كان تقدم مدافعي الأهلي للأمام بحذر شديد خوفا من المرتدات السريعة من جانب الترجي حيث معظم لاعبيه من الشباب ولياقتهم البدنية مرتفعة ولم يكن سيناريو اللحظات الأولي مفاجأة للبنزرتي المدير الفني الذي يستحق الإشادة.. ورغم ذلك قام البدري بإدارة المباراة باقتدار ويستحق الإشادة ولم ترهبه حرب التصريحات سواء من البنزرتي أو لاعبي الترجي حيث إن البدري استطاع أن يحفز الأحمر ورفع معنوياتهم. كما أن اللاعبين تعاهدوا علي تحقيق الفوز والحصول علي بطولة أفريقيا المهم مالبث أن انتهت نوبة الحماس القوي التي بدأ بها لاعبو الأهلي اللقاء.. واتجهت المباراة إلي مسار مختلف وبدأ فريق الترجي يسيطر علي وسط الملعب وهددوا منطقة جزاء الأهلي أكثر من مرة لولا مدافعي الأحمر وحارس مرماه شريف إكرامي لدرجة أن لاعبي فريق الترجي اقتنعوا بأنهم أمام سد منيع ولم تفلح الهجمات المرتدة مما أدي إلي تراجع حماسهم شيئا فشيئا. وهنا يجب ألا نغفل الدور الكبير للنجم وائل جمعة الذي أوقف خطورة نجم الهجوم واينر وأحمد السيد الذي قام بدور دفاعي رائع. أما الجبهة اليسري فأغلقها شريف عبد الفضيل خاصة في غياب سيد معوض. الشوط الأول كان مملا للغاية من جانب الفريقين رغم نجاح لاعبي الأهلي وهم يؤدون بعض الجمل التكتيكية في ظل دفاع لاعبي الترجي المتكتل ورغم ذلك كانت الهجمات المرتدة تمثل خطورة علي مرمي شريف إكرامي المتألق والذي أعطي الثقة لمدافعيه الذين كانوا يتقدمون لمساعدة خط الوسط ولكن نجح خط وسط الترجي في ممارسة الضغط علي لاعبي الأهلي مما أدي إلي نجاح التوانسة في السيطرة معطم فترات الشوط الأول علي خط الوسط وبناء بعض الهجمات الخطرة.. وقد خرج أحمد فتحي عن شعوره أكثر من مرة بالاعتداء علي لاعبي الترجي فحصل علي إنذار.. كما أن توتر أعصاب لاعبي الأهلي جعل بعض تمريراتهم »مقطوعة« وقد أضاع محمد بركات هدفا أكيدا في الدقيقة 30 رغم تألقه طوال الشوط الأول. وأحدث خلخلة في دفاع الترجي. وواصل الأهلي هجومه علي الفريق التونسي بعد صحوة فرانسيس، وفضل وأحدثا دربكة في دفاع الترجي مما أثمر عن الهدف الصحيح الذي أحرزه محمد فضل وفشلت اعتراضات لاعبي الترجي الذين خرجوا عن شعورهم وأكثروا من الاعتراضات علي قرارات الحكم الليبي. ومع بداية الشوط الثاني قام الفريق التونسي بالضغط علي الأهلي من ناحية أحمد فتحي. كما استخدم لاعبو الترجي العنف لإرهاب الأهلي ولكن جاء بنتيجة عكسية حيث قام الفريق الأحمر بتجميع أنفسهم ومارسوا هجوما علي مرمي الفريق التونسي. وقد أشرك حسام البدري محمد طلعت المهاجم بدلا من محمد فضل ولم يفعل شيئا.. ثم واصل الأهلي سيطرته علي المباراة وأحدث ارتباكا في صفوف لاعبي الترجي واستغلها لاعبو الأهلي وصوب أحمد فتحي قذيفة وكاد أن يحرز هدفا لتمر بجوار القائم ثم واصل الأهلي هجومه من خلال الجمل التكتيكية التي حفظها اللاعبون من فرانسيس لابوتريكة ليهديها إلي أحمد فتحي ليحرز الهدف الثاني. وفي وسط فرحة الأحمر أحرز اللاعب التونسي أسامة الدراجي وسط مدافعي الأحمر.. أصيب فرانسيس إثر تعرضه لضربة عنيفة في أنفه ولم يستطع استكمال المباراة ونزل بدلا منه شكري.. ورغم استمرار الضغط من الأهلي إلا أن الفريق التونسي استخدم العنف محاولا إحراز هدف التعادل في نفس الوقت كثف الأهلي الضغط علي مرمي نوارة حارس المرمي التونسي إلي جانب هبوط أداء الفريقين وكأنهما اكتفيا بالتعادل.. ولكن انتهت المباراة بفوز الأهلي 2/1 وهي نتيجة غير مطمئنة وأنقذ شريف إكرامي هدفا أكيدا في الوقت بدل الضائع.