الأمر أشبه بالدخول إلى عش الدبابير إذا أردت يوما أن تكتب عن منتخب مصر، فأنت متهم من السطر الأول بإنك إما منافق تبحث عن مصلحة شخصية مع شحاته وزاهر والأعوان والتابعين أو أنك جاحد حاقد كاره وناكر لكل الإنجازات التي تحققت.. حقيقة علمية ثابتة يجهلها دائما الجهاز الفني لمنتخب مصر والكابتن حسن شحاتة وهي أن الصحافة والإعلام مرآة عاكسة واضحة المعالم والتفاصيل لكل ما يحدث على الساحة الكروية، وبالتالي عندما تفوز وتحصد البطولات ترفع فوق الأعناق وتصعد إلى عنان السماء، هذه هي صورتك في المرآة ناجح ومجتهد ووقتها لا يجبي عليك الإعلام ولا يعطيك فوق حقك بل ما تستحق، وعليه فبديهي جدا أنك عندما تخسر وتتعثر وتترنح أن تظهر صورتك في المرآة مهتزة وبدون ملامح، وقتها لا يمنحك الإعلام والصحافة الرياضية إلا صورتك فقط، ولكن تبقى المشكلة والأزمة الكبيرة أنك لا تريد أن تتعرف على تلك الصورة بل وتتنكر لها وكأنها لم تلتقط لك.. منتخب مصر فاز بكأس الأمم الإفريقية منذ تولي حسن شحاتة 3 مرات حصل خلالها لاعبو الفريق وجهازه الفني ومجلس إدارة الجبلاية على تكريمات واحتفالات لم تقم لعالم ذرة أو نابغة علمية، شهرة ونجومية وأموال وأغاني بأسمائهم فردا فردا.. حصلوا على المقابل وبأكثر مما يستحقون، فلماذا يستكثرون على الإعلام والناس أن يحصلوا على حقهم في المعرفة والانتقاد والبحث عن أسباب الترنح الواضح في مسيرة المنتخب الأول. مباراة النيجر هي تطور طبيعي ونتيجة عادلة لتعالي جهاز المنتخب على الإعلام الرياضي وإحساسه بأنه أصبح فوق النقد والنقاد والشارع الرياضي، لا يريد أن يسمع أو يرى إلا ما يحب.. الكابتن حسن شحاتة ومعاونوه أصبحوا بعيدين كل البعد عن تركيزهم المعروف، يهتمون جدا بتصنيف الإعلاميين إما مع أو ضد، والقاعدة الثابتة لديهم "لا يجب ان تقول إلا المديح وعبارات الشكر"... الكابتن حسن قال في تصريح على الموقع الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم إن هزيمة الفريق من النيجر تعني انقراض جيل من اللاعبين، وخسرت مصر بالفعل.. إذن هناك جيل منقرض واضح للجهاز وضوح الشمس.. وليجيب الكابتن حسن على نفسه وعلينا من هم أفراد ذلك الجيل، أليس من حقنا أن نعرف، أم سنفاجأ بنفس الفريق من المنقرضين والحفريات -بحسب وصفه- التي خسرت مباراة المعزة -المعروفة بمباراة النيجر- يلعب لقاء جنوب إفريقيا. المدير الفني قال بعد الهزيمة التاريخية التي أصبحت عيدا قوميا في النيجر إنه سيبني جيلا جديدا يحصد البطولات المقبلة، ألا ترون تناقضا واضحا في التصريح، فالبديهي كما يحدث في أوربا والدول المتقدمة أن بناء جيل جديد يحتاج مراحل يستتبعها غياب اضطراري عن منصات التتويج، على سبيل الإعداد المتميز فقط وليس على سبيل الفذلكة أم أن الكابتن حسن سيبني الجيل خلال 5 أشهر ليحصد مباراة جنوب إفريقيا في مارس. الكابتن حسن شكر بركات وقال إنه كان صريحا عندما طلب منه عدم الانضمام لمنتخب مصر ولم يكن كلاعبين آخرين ضحكوا عليه -بحسب تعبيره- وذهبوا لمباراة النيجر وهم لا يريدون اللعب لمنتخب مصر، من هم هؤلاء اللاعبين؟؟ وهل عندما يضم المدير الفني لاعبا لا يريد اللعب، لا يعتبر ذلك خطأ منه في الاختيار، هو من اختار وبالتالي كان عليه بدلا من أن يشكر بركات أن يوضح للجميع خطأه في اختيار عناصر لا تصلح. المتناقضات كثيرة على مستوى كل شيء، لكن المكابرة أكبر وأعظم ومع ذلك يبقى في الصورة ضوء خافت قد يتحول إلى نهار مشمس، فقط يتعامل الجهاز الفني مع الأمور بواقعية ويعرف أنه أخطأ وعليه أن يعالج كل شيء.. الاختيارات الخاطئة والاستعدادت المتخاذلة مع منتخبات -درجة خامسة- والنبرة المتعالية.. وأن يبحث عن لاعبين جدد بجد وأن يجوب مصر ذهابا وإيابا بحثا عن لاعبين عطشى لتمثيل مصر وأن يعرف أنه لا أعداء له في وطنه، الكل يحب هذا البلد ويبغي مصلحته.. وأن يضرب بيد من حديد على أصحاب العمولات المعروفين وسماسرة المباريات الودية الوهمية، وأن التصريحات المسيئة متناقضة تشير إلى الإفلاس. وإن لم يحدث شيء مما سبق فتوقعوا هبوطا اضطراريا قد يخلف كوارث على جميع المستويات، ويكفي أنه وقتها ستسقط ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورات مجلس إدارة الجبلاية. اضغط لمشاهدة الفيديو: