الفريق القادم من وسط أفريقيا عانى للظهور في البطولة منذ عام 1970، لكن نجم ألميريا ألهمهم للوصول إلى ربع النهائي هذا العام.. اشتهر مدرب الكونغو كلود لو روا خلال العقدين الماضيين بتدريب المنتخبات الأفريقية اعتمادًا على اللاعبين المحليين. اختار الفرنسي ثمانية لاعبين من الدوري الكونغولي الممتاز ومثلهم من مركز التدريب الوطني من أجل المشاركة في نسخة العام الحالي من كأس أمم أفريقيا. لكن في العام الماضي تابع صاحب ال66 عامًا ثلاثة لاعبين يلعبون في أوروبا. جميعهم كانوا متاحين لتمثيل الكونغووفرنسا لكنهم كانوا غير دوليين. برايس سامبا حارس مارسيليا، كريستوفر مابولو من باستيا وتييفي بيفوما من ألميريا جميعهم انتظروا ليشاركوا على الصعيد الدولي. بدا مابولو جاهزًا للَّعب حتى غاب عن المعسكر التدريبي قبل البطولة، بينما سامبا الحارس البديل لمارسيليا وعمره 20 عامًا ما زال يراوده حلم تمثيل فرنسا. غير أن بيفوما كان نجاحًا كبيرًا جعل لو روا لا يلقي بالًا للَّاعبين الآخرين. فبهدفين وتمريرة حاسمة في مباراته التنافسية الأولى دوليًا، والتي فازت بها الكونغو بنتيجة 3-2 على نيجيريا خلال التصفيات، كانت بدايته جيدة للغاية. تلك المواجهة كلفت حامل اللقب مكانهم في النهائيات، وفور وصوله إلى غينيا الاستوائية اعتنى بيفوما جيدًا بوصيف 2013 بوركينا فاسو، أبرز مرشحي المجموعة الأولى كان بحاجة للفوز على الكونغو لكنهم فشلوا في الوصول للإقصائيات بالهزيمة بنتيجة 2-1. أحرز بيفوما في تلك المباراة وكذلك سجل هدف التعادل الوحيد في المباراة الافتتاحية ضد المضيف، ويتساوى مع أندري أيو وأحمد أكايشي بهدفين في طليعة جدول هدافي الدورة. مثلما كان حاسمًا، كان كذلك مبدعًا للغاية فلم يتفوق عليه سوى رينفورد كالابا من زامبيا وبابي ديوب (أغلبها من كرات ثابتة) من السنغال في صناعة الفرص. كما لم يتفوق عليه خلال البطولة في المراوغات - طبقًا لإحصائيات دور المجموعات - سوى كريستيان أتسو وجوناتان بيترويبا، فيما وصلت دقة تمريراته إلى 86% وهو أمر مذهل بالنظر لميله للبحث عن لعب الكرة القاتلة. مفاجأة المجموعة الأولى | تييفي بيفوما (على اليسار) تألق وهز الشباك في انتصار الكونغو على بوركينا فاسو بالطبع الحكم على اللاعبين بناء على أدائهم في البطولات الكبرى قد يكون محفوفًا بالمخاطر، فليفربول تحرك سريعًا لضم الحج ضيوف وساليف دياو من السنغال بفضل أدائهما الرائع في كأس العالم 2002، لكن الحال لم يكن جيدًا أبدًا معهما. لو روا كان صديقًا مقربًا من مدرب السنغال في تلك الدورة، برونو ميتسو، حتى موته وقد أثبت أنه أيضًا قادر على تقديم الكثير بموارد قليلة.إلا أن كأس الأمم قدمت كذلك المساحة للشباب ليتألقوا قبل أوانهم ويصلوا إلى مستويات عالية، ولا شك في إمكانيات بيفوما الذي لا ينقصه سوى الثبات في المستوى. تلك المشكلة كانت تلاحق بيير إيميريك أوباميانج أيضًا قبل أن يتألق في نسخة 2012، حين أحرز 4 أهداف ولم ينظر بعدها للخلف أبدًا محرزًا 19 هدفًا مع سانت إيتيان في الموسم التالي لينضم بعدها إلى بوروسيا دورتموند.إذا تحسن على صعيد الأندية بشكل مشابه فذلك قد يعني دفعة هائلة لبيفوما الذي تفوق مع منتخب بلاده على سجله هذا الموسم مع ألميريا (هدف واحد في 14 مباراة). حيث يقبع النادي الإسباني في المركز الثامن عشر في الدوري الإسباني، ورغم أن بيفوما لم يكن عنصرًا فارقًا معهم، خسر الفريق الأندلسي منذ رحيله أربع مرات في آخر خمس مباريات.أثبت هدفه العبقري من هجمة مرتدة في مرمى برشلونة ما يمكن لبيفوما القيام به، لكن ما يعتقدونه في إسبانيا هو أنه سيتمكن من تقديم أفضل ما لديه حين يشعر بأنه محبوب، وعلى ذلك الصعيد كان اللاعب محميًا أكثر في الدرجة الثانية مع لاس بالماس حين أحرز 11 هدفًا في 38 مباراة في موسم 2012-13.ذلك ما أقنع إسبانيول، ناديه الأساسي، بتمديد عقده حتى 2017 لكنه واصل اللعب معارًا في الخارج. يمتلك بيفوما ست مباريات فقط في سجله في الدوري الإنجليزي، لكنه سجل باسمه رقمًا قياسيًا متمثلًا في أسرع من يحرز أول هدف له في البريمييرليج، حين نجح في هز شباك كريستال بالاس بعد 36 ثانية فقط من مشاركته كبديل مع وست بروميتش ألبيون.كل ذلك يمكن أن ينتظر الآن، فيوم السبت ستواجه الكونغو برازافيل جارتها الكونغو الديموقراطية من أجل فرصة لمواجهة واحدًا من أبرز مرشحَين للفوز باللقب، ساحل العاج أو الجزائر، في نصف النهائي. سبق للكونغو الفوز بالبطولة في عام 1972 وبعدها بعامين حلوا رابعًا، لكن مستوى التنافس في البطولة أصبح الآن أقوى بكثير ومنذ ذلك الحين وصلوا فقط مرة واحدة للأدوار الإقصائية. لذا يمكننا القول أن لو روا قاد فريقه لأفضل مسيرة قارية له في التاريخ الحديث.تحدث بيفوما بعد الفوز على الجابون قائلًا "نحن سعداء لتحقيق المفاجأة، فنحن ننتمي لأمة كروية صغيرة. إنه أمر أسطوري بالنسبة لنا، إنها مفاجأة لكن في كأس الأمم هناك دائمًا مفاجآت".