تمر اليوم 4 سنوات كاملة، على إختيار قطر لنيل شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022، لتصبح بذلك أول دولة عربية وأول دولة فى الشرق الأوسط تنال هذا الشرف. مر نحو 1460 يوما بالتمام والكمال، ففى يوم الخميس الموافق 2 ديسمبر 2010، خرج السويسرى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ليعلن نتيجة الإقتراع السرى لأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا والذى عقد فى مدينة زيوريخ السويسرية، الذى حمل معه مفاجأة مدوية بفوز قطر بشرف إستضافة مونديال 2022، ليُفتح بعدها الباب على مصراعيه ليطرح العديد من التساؤلات والشبهات التى شابت عملية التصويت. وجاء اختيار قطر، من بين عدة ملفات أخرى كانت تتنافس على الفوز بهذه النهائيات، وهى اليابانوكوريا الجنوبيةوأسترالياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدما نجحت الدولة العربية فى الفوز بالجولة الرابعة من التصويت بعد منافسة مع الولاياتالمتحدة، فى حين خرجت أستراليا من الجولة الأولى تلتها اليابان من الثانية ثم كوريا الجنوبية من الثالثة. ومنذ هذه اللحظة وحتى الآن، لم يتوقف الحديث عن وجود فساد وانتهاكات من قبل أكبر المنظمات والمؤسسات الدولية بشأن هذا الملف، لتخرج علينا تصريحات من بعض المسئولين الكبار بضرورة سحب تنظيم البطولة من قطر، ليصبح ملف مونديال 2022 الأكثر إثارة للجدل فى تاريخ بطولة كأس العالم. وكان أول رد فعل واضح وسريع من جانب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى خرج فى تصريحاته مؤكدا بأن القرار خاطئ، وأنه شعر بالإحباط عندما شاهد مراسم إعلان فوز قطر بحق تنظيم المونديال عبر التليفزيون من أمريكا. وبدأت الشبهات حول الملف تزداد تدريجيا كلما مر الوقت، وزادت معها العديد من القضايا الآخرى، فإلى جانب تهم الفساد، وتقديم الرشاوى لشراء أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية لكى يصوتوا لصالحها، بدأ البعض يطرح ملف ارتفاع درجة الحرارة فى قطر فى الوقت الذى ستقام فيه البطولة، وهو ما يعوق تنظيمها، وحاولت اللجنة التنفيذية للفيفا فى التغلب على هذه المشكلة، قام بلاتر باقتراح إقامة البطولة فى فصل الشتاء، وهو ما يتم مناقشته حاليا ولكنه لم يلق قبول معظم الاتحادات الكبرى لكرة القدم فى العالم، التى ترتبط فى ذلك التوقيت بمنافسات بطولاتها المحلية على غرار البطولة الإنجليزية والإسبانية والإيطالية. ثم طرح ملف العمالة الأجنبية، وما تتعرض له من اضطهاد، نفسه بقوة على الساحة، وهو ما دعى منظمة العفو الدولية لتتدخل مرارا وتكرارا بالضغط على الجانب القطرى بضرورة تحسين أوضاعهم، ووصل الحد إلى توجيه إتهامات للحكومة القطرية بعدم اتخاذ إجراءات أساسية وكافية للحد من التجاوزات ضد العمال الأجانب، الذين يعملون فى الإنشاءات الخاصة بكأس العالم، لكرة القدم عام 2022، مؤكدة إن وجود عمل عاجل أمر ضرورى كى لا نصل إلى كأس عالم مبنى على السخرة والاستغلال. وجاءت الفيفا لتعلن موقفها الرسمى فى 13 نوفمبر الماضى، بعدما كشفت لجنة القيم والأخلاق التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، عن عدم إعادة التصويت على منح روسياوقطر تنظيم بطولتى كأس العالم 2018 و2022، وبرأت قطر من إدعاءات الرشوة للفوز بتنظيم البطولة، وأكدت أن غرفة التحقيق التابعة للجنة، لم تتوصل إلى أى انتهاكات أو مخالفات للقواعد واللوائح فيما يخص الإطار الإجرائى المتعلق بمنح استضافة المنافسات النهائية لنهائيات كأس العالم. وجاءت تأكيدات جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، فى الكلمة التى ألقاها الأحد الماضى، فى حفل توزيع الجوائز السنوية للاتحاد الآسيوى، وذلك بالعاصمة الفلبينية "مانيلا"، أن قطر ستنظم منافسات بطولة كأس العالم 2022، على الرغم من الاتهامات الموجهة للدولة الخليجية، بالحصول على شرف تنظيم المونديال بطرق غير مشروعة، مؤكدا أن تنظيمها للبطولة، أمر محسوم نهائيا ولا جدال فيه.