هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. يخوض الأهلي مساء اليوم على استاد رادس في تونس مواجهته الصعبة أمام الترجي في إطار مباريات المجموعة الثانية لدورى الأبطال الإفريقي.. مواجهة أتمنى أن تبقى كروية فقط.. أتمنى أيضاً أن ندرك كلنا كم التغيير الذي طرأ على صورتنا وسيرتنا كمصريين في الآفاق العربية بعد ثورة يناير.. ولا أود أن تكون كرة القدم تحت أي ظروف أو ضغوط.. إلى جانب خلافاتنا وانقساماتنا الداخلية.. سببا في تشويه هذا التغيير وإخفاء تفاصيل الحب والاعتزاز والاحترام لتبقى رتوش الانفعال والكراهية والغضب.. وهنا ينبغى توجيه الشكر لكثيرين هناك في تونس: الأمن الذي قرر استثناء هذه المباراة من قرار سابق بإقامة مباريات الكرة في تونس بدون جمهور والسماح للجماهير المصرية القليلة التي رافقت الأهلي بدخول استاد رادس، على أن تدخل أعداد مماثلة فقط من الجماهير التونسية.. ومع هذا الاستثناء انتثرت كلمات كثيرة ورقيقة على ألسنة كبار مسئولي تونس تفيض بالحفاوة والتقدير لمصر وأهلها.. والإعلام الرياضي التونسي الذي كان حكيما ووقوراً وهادئاً فلم يجر وراء إثارة معتادة ومتوقعة من الإعلام الرياضي في بلدان الشمال الإفريقي بما فيها مصر.. والشكر للتوانسة في عمومهم على ابتسامتهم الدائمة في وجوه المصريين أينما كانوا وطول الوقت.. ولابد أن أشكر الإعلام الرياضي المصري أيضا الذي تغير واستوعب دروس الماضي بكل جروحها.. وكل هذه المفردات مجرد تفاصيل لصورة جميلة أرجو أن تبقى جميلة إلى ما بعد مباراة الليلة أياً كانت نتيجتها وأحداثها.. خاصة أنني أضيف إلى هذه الصورة قراراً جميلاً لحسن شحاتة، المدير الفني الجديد للزمالك، بإقامة معسكر إعداد الفريق للموسم المقبل في أي دولة عربية وصرف النظر عن المعسكر الأوربي المعتاد، وهو قرار بالتأكيد له قيمته ومعناه ودلالته العربية بشرط أن ننجح نحن في تسويقه إعلاميا.. وأضيف إلى كل ذلك ملاحظة مهمة ورائعة للزميل والصديق مدحت حسن، حين كشف عن أن المصريين فازوا في برامج المسابقات العربية في الفترة الأخيرة بأصوات عربية لم تكن أقل من الأصوات المصرية.. عمرو قطامش في برنامج المواهب العربية وهشام الجخ والمركز الثاني في مسابقة أمير الشعراء ونسمة محجوب الفائزة في برنامج ستار أكاديمي.. وأوافق مدحت حسن تماما على أن ذلك يعني ما هو أكثر من مجرد برنامج وجائزة.. وتبقى كلمة أخيرة تخص اللواء عبد الجابر أحمد، المشرف العام على المنتخب العسكري.. وهو رجل له مكانته وأحمل له داخلي كثيرا من الاحترام والاعتزاز الشخصي العميق.. ولكنني سأختلف معه في قراره بعدم توقيع أي عقوبة على لاعبي المنتخب العسكري، بمن فيهم أحمد عيد عبد الملك بعد الشغب الذي شهده نهائي بطولة العالم العسكرية بين مصر والجزائر.. اللواء عبد الجابر قال إنه لم يخطي أحد من لاعبي مصر في شيء ولاعبو الجزائر هم الذين بدأوا الشغب.. وقام مدربهم لحراس المرمى بالبصق على الجهاز الفني المصري، فأثار ذلك أحمد عبد الملك وأخرجه عن شعوره فبدأت الاشتباكات.. وكنت أتمنى لو لم يقل اللواء عبدالجابر أي شيء، لأن كل ما قاله لا يصلح ولا يكفي لتبرير ما حدث، فالناس على كل الشاشات لم تر الاستفزاز لكنها رأت الخروج على النص.. ومعنى هذا الكلام أن أحمد عبد الملك كان هو الأكثر غيرة على جهازه الفني من بقية اللاعبين الذين رأوا ما جرى لكنهم لم يفقدوا أعصابهم.. ونحن لن نصلح من أنفسنا إن بقينا نلتمس العذر والتبرير لكل وأي خطأ. *