بوابة شموس نيوز – خاص لعلني قد إقتربت كثيرا من الموت و من الحداد و لعلنيي قد لامست و عرفت أشياءا عدة عنه و عن كتب و لعلني قد أشبعت لمفاهيم الفلسفه و بطريق تي عن الموت و لعل السماء قد أمطرت رحمة و إبتلتني بالحوت و بالأسى حوارات عميقة في هذا القلب اليوم لامعة كالنجم ،تتصارع في ما بينها ،تقل أشياءا و أشياءا و أشياءءءء و هاد أتيت اليوم , أصف إحساسي وأنا أقف أمامها جثة هامدة , البارحه زرتها و قد كانت تمتلئ بالحياة رغم رقدتها الطويلة في الفراش و لكن الحياة كانت تلونها فراشات تتراقص على اروقة الشرفة ,بألوان الحب و و قوس قزح , كان النور يملأ وجهها رغم ذاك الإصفرار اللئيم , لم تكن تتكلم بشيء , أندهك ماما خوليا ' ألمس يديها , كانت تعرفني بدون شك , تحرك يديها و رجليها و كأنها تلقي التحية و اليوم مع العاشرة , كانت قد بلغتها الحلقوم و نحن كنا ننظر و لا نفقه شيء , تلك الفراشات اليوم فتحت باب الشرفة و سافرت مع آخر شهقة و قالوا الكثير , أن صحوة الموت تفتح آفاق و تقول اسرار ولكن صحوة الموت كانت مختلفة اليوم , فلكل صحوت موتها و لكل طريقته في خروج الروح ولكل وجهه ملامحه , تقلصاته , تشنجات , و لكل له كلمته الأخيرة نعم و بدون شك و لا ريب ماما خوليا كانت قد سافرت بدون حقائب و بدون جسد , حتى ذلك الجسد الأبيض الجميل لم يسافر , رغم كبر سنها و وصولها لسبعة و تسعين , أرذل العمر إلا أن هاته الشيخوخة لم ترسم تجاعيدها على وجهها, ولم تغير شكلها و لا ألوان جلدها لازالت شابة , كأن الموت تزوج بها وهي عروس في العشرين ماما خوليا , تعلقت بالشرفة و أتت الفراشات لتحملها لعلين , شهقة في صمت , موت دافيء , في صيف دافيء و موتة حلوة راقية , بهدوء الملائكة , رحلت لم يغير الموت من ابتسامتها شيء يذكر دخلت أودعها اليوم , كل الرهبة والخشية والخوف من شيء إسمه الموت , كل التقديس نزل علي وحيا و انا اقف امام التابوت , مسجى جسدها في هدووووووء تام , تقدمت منها أحاكيها , تهيأ لي بانها نائمة البرنسيسات الاميرات مساء الخير ماما خوليا و اعرف انك بين يدي الله الآن , أعلم أن هذا البيت ممتلئ بالملائكة , أكاد أختنق لعددهم الأكبر لكن لا يحس بها غيرك وغيري بوجودهم وهم الان و ملك الموت واقفا هناك لربما قال لي شيء بأنه يوما سيأتي يشرب معي فنجان القهوة و يلاعبني الشطرنج كما قلتها يوما لك , اعرف انك تسالين فعقيدتي , رسخت الفكرة في رأسي, ماما خوليا و اسامحك حينما رميتي بقطتي من الشرفة و اسامحك على كل شيء كان في حياتك و تناقضات معي فيه و اطلب لك المغفرة و الرحمة و الحب و الحياة الأبدية بين يدي الله وأنت تعيشين في عالم الرب , لن تحتاجين أكل ولا شراب ولا لشيء , كما هي حياتنا الان , ماما خوليا , وداعا و افتكرك و أفتكر كل لحظة كنت فيها معنا ماما خوليا , غدا تدق نواقيس الكنيسة معلنة الحداد و معلنة الصلاة على جسدك و اكيد ساكون هناك معهم في الصفوف الأولى رغم إختلاف عقيدتي , إلا انني سادخل بكل اقتناع إلى الكنيسة و بكل وعي و بكل الإحترام و لأن الموت هو واحد و نحن بعقيدتنا يا ماما خوليا نحترم الموت , من لا يحترم الموت أيتها كانت عقيدته , ليس له مذهب حر و واضح في الحياة ماما خوليا و سأصلي عليك بطريقتي و سأتبعك لغاية المقبرة , لأقول لك وداعا و لو للحظة الأخيرة حين ارمق وجهك و أنت في التابوت كالعروس تزفين وداعا ماما خوليا و هاته الرهبة تلبسني للآخر على محياي و وداعا سلمت على التابوت , و قرات ايات من الذكر الحكيم ,و الآن أنا ذاهبة فموعدنا الصبح ماما خوليا, هاته عيوننا تدمع وقلوبنا يملأها الحزن ونحن نودعك , سنة الحياة و قد خلت من قبلنا أمم يا ماما خوليا, فالضوء يسكننا فراشات ترحل لعالم آخر وداعا ج ف ب