بقلم د.إلهام سيف الدولة حمدان – مصر بوابة شموس نيوز – خاص يجىء اليوم الأول من مايو كل عام؛ لإعلان تجديد الثقة في الحركة العمالية المصرية؛ التي تمتد جذورها منذ العهود السحيقة في تاريخ الإنسانية، وحضارة وادي النيل العريقة؛ قامت على تقديس قيمة العمل والعمال، ولولا سواعدهم وعقولهم الفتية؛ ماتوصلوا إلى الإنجازات الباهرة في فن العمارة والهندسة والزراعة والصناعة؛ وبراعتهم في فن النحت والرسم، الذي تشهد به جدران المعابد والقصور الملكية إلى يومنا هذا، ولم تقم الدولة المصرية القديمة والحديثة إلا على سواعدهم وإخلاصهم واندماجهم في الحركة الجماعية القائمة على التنظيم المحكم؛ تحت مظلة المبادئ العادلة والعلاقات السوية التي تفتح المجال لتفجر الطاقات الخلاقة تحت مظلة الحرية في العمل والإبداع. واستطاع العمال في العالم على مدى التاريخ؛ أن ينتزعوا حقوقهم المشروعة من يد السلطة الجائرة في بعض العهود، وكانت الانتفاضات العمالية في التاريخ القديم والحديث من أجل المزيد من الحقوق، هي السبب الرئيس في تحديد اليوم الأول من مايو كل عام لتكريم الرموز العمالية المؤثرة في مسيرة الصناعة والزراعة وكافة المجالات الحياتية، والبداية للاحتفال بهذا اليوم، بدأت من شيكاغو حيث قامت نزاعات بين العمال وأصحاب العمل، من أجل تخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتم هذا في عدة مقاطعات وولايات؛ مما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجاري، الذي أضفى الصفة القانونية على الحقوق العمالية، وتكريمًا للرموز التي دفعت حياتها ثمنًا في تلك الاضرابات العمالية؛ التي انتهت بإقرار حقوقهم المشروعة. ومن واقع هذا الاحترام والاعتراف بقيمة العمل والعمال؛ جاء لقاء الرئيس في الاحتفال الذي أقامه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر؛ بحضورالقيادات والرموز العمالية، والقيام بتكريمهم؛ لقاءً رائعًا يحمل في طياته كل المعاني والقيم النبيلة التي تحفز على الانطلاق والابتكار؛ والحث على بذل كل الجهود الخلاقة في نفوس الأجيال الجديدة من الشباب الواعد؛ للوصول إلى آفاق المستقبل بالتقنيات العلمية المستحدثة واستيعابها؛ لتكون مصر دومًا في مقدمة الصفوف بين دول العالم؛ كما كانت في كل العصور، وعلى ضوء هذه الاحتفالية وتأكيد احترام القيادات؛ قام الرئيس بمنح "وسام العمل" لعدد من القيادات، و"نوط الامتياز" لاثنين من قدامى العاملين في مجال الصناعة. ومن شواهد هذا الاحترام من الرئيس للطبقة العاملة؛ أن يستهل خطابه إليهم بما يدل دلالة قاطعة على ولاء الرئيس وإيمانه بقضايا الوطن؛ نسوق مقولته في استهلال كلمته لهم : "عمال مصر الشرفاء في كل ربوع الوطن؛ أتوجه بالتحية والتقدير لكل مواطن مصري شريف يبني ويساعد في تقدم هذا البلد. وأقول لكم إن مَن حَفَظَ مصر خلال السنوات الأخيرة هو شعب مصر بفضل الله، وأتوجه بالتحية لكل أسرة مصرية قدمت أحد أبنائها من القوات المسلحة والشرطة فداءً للوطن …"، "… إنني أتوجه بالتحية اليوم، لكل عاملٍ على أرض مصر، لكل مواطنٍ شريفٍ مكافح، يُدرك قيمة العمل ويقدرها، يبذل الجهد الصادق الدءوب من أجل أسرته ووطنه، يبني مستقبلاً أفضل، وينشر الخير والنماء، أقول لعمال وعاملات مصر: إن كفاحكم النبيل محل تقدير كبير، وإنكم سوف تجدونني دائمًا، حافظًا لعهدي معكم، باذلاً أقصى ما في وسعي، لكي تثمر جهودكم البناءة، ما تتمنونه لأنفسكم، ولوطننا العزيز مصر…". ولعل من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد العمال هذا العام؛ هو تأكيد الرئيس إعطاء الأولوية لتلبية احتياجات المواطنين، وتخصيص 100 مليون جنيه من "صندوق تحيا مصر" كإعانات طوارئ لبعض المنشآت المتعثرة؛ لتخفيف العبء عن كاهل الطبقة العاملة، وإعادة دراسة هامش الربح على أسعار المنتجات؛ والعودة لرفع شعار "صنع في مصر"، لتقوية القاعدة الصناعية الكبرى في مصر. ولعل أجمل مانختتم به حديثنا عن قيمة العمل والعمال في هذا العيد؛ تلك التغريدة الرائعة التي ظهرت على صفحة الرئيس، قال فيها : "لعمالنا دور رئيسي في تحسين الوضع الاقتصادي لوطننا، فوجب علينا في عيدهم أن نكرمهم وننحني احترامًا لصناع مستقبل مصرنا العزيزة، كل عام وعمال مصر سبب في تقدمها وازدهارها"، لا فض فوك فخامة الرئيس، لقد أهديتهم معايدة تلهج بها قلوب المصريين امتنانًا وعرفانًا بدورهم المهم، فكنت خير معبر عن جموع شعبك الذي وضع ثقته فيك وما خذلته البتة!