ترامب: الضربات الجوية على أهداف في فنزويلا ستبدأ قريبًا    زيادة متوقعة في إنتاج اللحوم الحمراء بمصر إلى 600 ألف طن نهاية العام الجاري    دمج وتمكين.. الشباب ذوي التنوع العصبي يدخلون سوق العمل الرقمي بمصر    حالة الطقس اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى محافظه المنيا    أذان الفجر اليوم السبت13 ديسمبر 2025.. دعاء مستحب بعد أداء الصلاة    محكمة بوليفية تقرر حبس الرئيس السابق لويس آرسي احتياطيًا 5 أشهر بتهمة اختلاس أموال عامة    قفزة تاريخية.. مصر تقترب من الاكتفاء الذاتي للقمح والأرز    تدريب واقتراب وعطش.. هكذا استعدت منى زكي ل«الست»    بين مصر ودبي والسعودية.. خريطة حفلات رأس السنة    بدأ العد التنازلي.. دور العرض تستقبل أفلام رأس السنة    الاتحاد الأوروبي يواصل دعم أوكرانيا ويوافق على تجميد أصول روسيا لأجل غير مسمى    د.هبة مصطفى: مصر تمتلك قدرات كبيرة لدعم أبحاث الأمراض المُعدية| حوار    بعد الخروج أمام الإمارات، مدرب منتخب الجزائر يعلن نهايته مع "الخضر"    تقرير أممي: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ عام 2017 على الأقل    ياسمين عبد العزيز: كان نفسي أبقى مخرجة إعلانات.. وصلاة الفجر مصدر تفاؤلي    مصرع شخص وإصابة 7 آخرين فى حادث تصادم بزراعى البحيرة    ترامب يثمن دور رئيس الوزراء الماليزى فى السلام بين كمبوديا وتايلاند    هشام نصر: سنرسل خطابا لرئيس الجمهورية لشرح أبعاد أرض أكتوبر    اليوم.. محاكمة المتهمين في قضية خلية تهريب العملة    ياسمين عبد العزيز: ما بحبش مسلسل "ضرب نار"    سلوى بكر ل العاشرة: أسعى دائما للبحث في جذور الهوية المصرية المتفردة    أكرم القصاص: الشتاء والقصف يضاعفان معاناة غزة.. وإسرائيل تناور لتفادي الضغوط    محمد فخرى: كولر كان إنسانا وليس مدربا فقط.. واستحق نهاية أفضل فى الأهلى    وول ستريت جورنال: قوات خاصة أمريكية داهمت سفينة وهي في طريقها من الصين إلى إيران    قرار هام بشأن العثور على جثة عامل بأكتوبر    بسبب تسريب غاز.. قرار جديد في مصرع أسرة ببولاق الدكرور    محمود عباس يُطلع وزير خارجية إيطاليا على التطورات بغزة والضفة    كأس العرب - مجرشي: لا توجد مباراة سهلة في البطولة.. وعلينا القتال أمام الأردن    أحمد حسن: بيراميدز لم يترك حمدي دعما للمنتخبات الوطنية.. وهذا ردي على "الجهابذة"    الأهلي يتراجع عن صفقة النعيمات بعد إصابته بالرباط الصليبي    الأهلي يتأهل لنصف نهائي بطولة أفريقيا لكرة السلة سيدات    فرانشيسكا ألبانيزي: تكلفة إعمار غزة تتحملها إسرائيل وداعموها    تعيين الأستاذ الدكتور محمد غازي الدسوقي مديرًا للمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية    ياسمين عبد العزيز: أرفض القهر ولا أحب المرأة الضعيفة    ننشر نتيجة إنتخابات نادي محافظة الفيوم.. صور    محافظ الدقهلية يهنئ الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم من أبناء المحافظة    إصابة 3 أشخاص إثر تصادم دراجة نارية بالرصيف عند مدخل بلقاس في الدقهلية    إشادة شعبية بافتتاح غرفة عمليات الرمد بمجمع الأقصر الطبي    روشتة ذهبية .. قصة شتاء 2025 ولماذا يعاني الجميع من نزلات البرد؟    عمرو أديب ينتقد إخفاق منتخب مصر: مفيش جدية لإصلاح المنظومة الرياضية.. ولما نتنيل في إفريقيا هيمشوا حسام حسن    بعد واقعة تحرش فرد الأمن بأطفال، مدرسة بالتجمع تبدأ التفاوض مع شركة حراسات خاصة    سعر جرام الذهب، عيار 21 وصل لهذا المستوى    الإسعافات الأولية لنقص السكر في الدم    الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تزايد الطلب على موارد المياه مع ازدياد الندرة    مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة بشاير الخير بمحافظة الإسكندرية    غلق مزلقان مغاغة في المنيا غدا لهذا السبب    لجنة المحافظات بالقومي للمرأة تناقش مبادرات دعم تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    انطلاقة قوية للمرحلة الثانية لبرنامج اختراق سوق العمل بجامعة سوهاج |صور    محافظ أسوان يأمر بإحالة مدير فرع الشركة المصرية للنيابة العامة للتحقيق لعدم توافر السلع بالمجمع    اسعار الفاكهه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    سويلم: العنصر البشري هو محور الاهتمام في تطوير المنظومة المائية    هشام طلعت مصطفى يرصد 10 ملايين جنيه دعمًا لبرنامج دولة التلاوة    ضبط المتهمين بتقييد مسن فى الشرقية بعد فيديو أثار غضب رواد التواصل    نقيب العلاج الطبيعى: إلغاء عمل 31 دخيلا بمستشفيات جامعة عين شمس قريبا    بتوجيهات الرئيس.. قافلة حماية اجتماعية كبرى من صندوق تحيا مصر لدعم 20 ألف أسرة في بشاير الخير ب226 طن مواد غذائية    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود درويش الشاعر
نشر في شموس يوم 22 - 04 - 2018


المجلد التاسع \ الجزء الثاني
شعراء العصرالحديث
بقلم : فالح الكيلاني
( محمود درويش الشاعر )
البراوي الفلسطيني
هو الشاعر محمود بن درويش شاعر فلسطين والامة العربية
عندما اكتب عن الشاعر محمود درويش يعتيرني شعور بفقد صديق تلاقت يداي في يديه منذ عشرات السنين وقد قضى وبقيت لاكتب عنه وعن غيره من ادباء وشعراء الامة العربية . فهي ذكريات يلهمني اياها الفكر في رجوعه للزمن القريب . واشعر بالفرحة وانا اقدم احد اصدقائي واحبتي للناس من خلال ما يسطره قلمي في هذا المعترك لقراءته واتحدث عما يجيش في نفسي ازاءهم .
محمود درويش شخصية عربية عالمية رائعة اقترن اسمه بالقضة الفلسطينية التي هو ابنها وحامي حماها و ما زالت قضية الامة العربية الاولى شعبيا وثقافيا وشماعة جاهزة لكل الحكام العرب يعلقون عليها اكاذيبهم وافتراآتهم .
محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية وهو أحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبطت اسماؤهم بشعر الثورة و الوطن المحتل فكانت قصائده اتون نار يكاد ينفلق في كل لحظة .
يعتبر درويش أحد وأبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه،من خلال قصيدته النثرية التي اعتقدها هي الاسمى في مجال ابداعه وخلال طريق نضاله الطويل . وفي شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة فيتجذ ر حبه عميقا في وجدان امته العربية وابناء وطنه الفلسطيني ليكسن عن جدارة يقين الخلود . فهو من قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
هو شاعر عربي فلسطيني له الاولوية في قضية فلسطين واود ان ابين انه كان صديقي ونحن من فئة عمرية واحدة فهو من مواليد عام\1942 وانا من مواليد\1944 وان اختلفت نشأة كل منا وكانت لقاآتنا قليلة لبعد المسافة لذا كان تاثير شعر اي منا قليلا على الاخر وكل له مميزاته الشعرية لكننا نتقارب كثيرا في وجهات نظرنا وآرائنا فشعر المرحوم محمود درويش فكل منا كتب للقضة الفلسطينية وكل منا كتب لنضال الامة العربية الا انه يتسم غالبا بالهدوء والمرونة يقول :
للحياة اقول
على مهلك انتظريني
الى ان تجف الثمالة في قدحي
في الحديقة ورد مشاع
ولا يستطيع الهواء
الفاك في الوردة
انتظريني لئلا تفر العنادل مني
فاخطئ اللحن
بينما يتسم شعري السياسي او الوطني بالثورية و شدة الانفعال في
اغلب قصائدي ففي احداها اقول :
نَفسي الفداءُ لأ مّتي فأ حبّها
فاذا تكالبتِ العِدى أتجلّدُ
تُفديكَ ياوطني العزيزُ نفوسنُا
عند اللقا آ مالنُا تتجدّدٌّ
ان العقيدةَ مصدرٌ لنضالِنا
فيها الرجولةُ ُ- للاباءِ تُمجَّدُ
شعبُ العروبةِ موطنٌ لوَفائنا
بنضالهِأ وجهادهِا نتوحّدُ
نفسي فِداءُ الشعبِ في ارض الوَفا
فتأ لّقتْ وبهِ الشهادةُ تسْعدُ
ما طالَ ليلٌ او تعكّرََ صَفوُهُ
الا انْجَلى وصَباحُهُ يتُفرْقَدُ
فالشعبُ يصدحُ صوتُهُ متَعاليا
متدفقاً نحو َ العلاء ِ فيصْعَدُ :
الشعبُ مَصْدرُ قوّة ٍ لا ينثَني
شرف ُ البطولة ِ والرجولةِ سَيّدُ
قسماً بذات ِ اللهِ انّي لثائِرٌ
على كلِّ ظلم ٍ في البلادِ سَيوجَدُ
تعرفت على الشاعر محمود درويش عام 1986 اثناء مهرجان المربد الشعري في بغداد حيث جلسنا وتجاذبنا الحديث في الشعر واللغة والاوضاع السياسي للبلاد العربية وقضية فلسطين وبقينا اصدقاء الى ان توفاه الله تعالى في التاسع من آب (اغسطس) 2008ميلادية وراح في ذمة الخلود وقد رثيته في ذكرى وفاته بقصيدة مطلعها:
محمود يامحمو د يادمع العيون وما جرى
التي نشرتها صحيفة ( الاخاء) العراقية انذاك
يعد محمود درويش من أبرز الشعراء الذين ساهموا بتطوير الشعر العربي المعاصر و إدخال الرمزية فيه .وفي شعر ه نلاحظ امتزاج الحب للوطن بالحب للحبيبة الأنثى مع احساسه بالتسامي في سماء المقاومة العربية .فشعره يمثل مقا ومة متأججة على نار غير ذات لهب يكمن اوارها في النفس العربية كمون الروح في الجسد الحي بحيث اصبح رمزا من رموزها الخالدين.
محمود درويش ولد في فلسطين وهو الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1942 في قرية (البروة ) وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا مع عائلته إلى فلسطين وبقي في قرية( دير الأسد )شمال بلدة (مجد كروم )في مدينة (الجليل ) لفترة قصيرة، استقر بعدها في قرية (الجديدة ) شمال غرب قريته الأم (البروة).
أكمل تعليمه الإبتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة (دير الأسد ) وهي قريه عربية فلسطينية تقع في الجليل الأعلى متخفيا . فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف اليهود أمر تسلله وعاش تلك الفترة محروماً من الجنسية . واكمل تعليمه الثانوي سنة\1961في مدرسة يني الثانوية في( كفر ياسيف) القريبة من الجليل .
انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( راكاح) حيث كان هو المنظمة الوحيدة التي تعترف بحقوق المواطنين الفلسطينيين في بلدهم وبحقوق المواطنة لهم وتتيح له العمل في الصحافة لذا عمل في صحافة الحزب مثل ( الاتحاد) ومجلة (الجديد )التي أصبح في بعد فترة وجيزة مشرفا على تحريرها فيكتب فيها المقالات والشعر باللغة العربية ، كما اشترك في تحرير جريدة (الفجر ) . وقد خضع العرب الفلسطينيون في اسرائيل لقانون الطوارئ اليهودي واحتاجوا لتصاريح سفر من منطقة الى اخرى داخل بلدهم .يقول محمود متحدثا عن نفسه:
(عشنا مرة أخرى كلاجئين, وهذه المرة في بلدنا, كانت تلك خبرة جماعية, ولن أنسى أبدا هذا الجرح) ويقول انه ثاني اكبر أربعة اخوة وثلاث أخوات ,فقدت العائلة كل شيء, قلص والده سليم إلى مجرد عامل زراعي. وقال :
(اختار جدي العيش فوق تله تطل على أرضه, الى أن توفي, ظل يراقب المهاجرين ( اليهود ) من اليمين يعيشون في أرضه التي لم يكن قادراً على زيارتها).
وكانت أمه, حورية لا تحسن القراءة والكتابة, غير أن جده علمه القراءة وحين بلغ السابعة من عمره, كان محمود يكتب الشعر,
فعاش مع عائلته في قرية الجديدة
خلال الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيساً لتحرير مجلة ( شؤون فلسطينية )، ثم أصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة (الكرمل ) سنة 1981
بحلول سنة 1977 تمكن من بيع أكثر من مليون نسخة من دواوينه العربية لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ( شارون ) لبنان وحاصر العاصمة ( بيروت ) لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها .فاصبح درويش (منفيا ) منتقلا بين سوريا وقبرص والقاهرة وتونس وباريس.
شغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة ( الكرمل ) حيث كانت إقامته في (باريس ) قبل عودته إلى وطنه فقد دخل إلى ( فلسطين ) بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحاً بالسماح له بالبقاء في فلسطين وقد سمح له بذلك.
و يعد محمود درويش من أبرز الشعراء الذين ساهموا بتطوير الشعر العربي المعاصر و إدخال الرمزية فيه . وفي شعر ه نلاحظ امتزاج الحب للوطن بالحب للحبيبة الأنثى مع احساسه بالتسامي في سماء المقاومة العربية .فشعره يمثل مقا ومةعلى نارغير ذات لهب يكمن اوارها في النفس العربية كمون الروح في الجسد الحي بحيث اصبح رمزا من رموزها الخالدين فيقول :
أقول للعصفور:
إن صادفتها يا طير
لا تنسني، وقل بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر!
ما زال في السماء قمر!
وثوبي العتيق حتى الآن، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته.. ولم يزل بخير
وصرت شابًّا جاوز العشرين
تصوريني.. صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياة
وأحمل العبء كما الرجال يحملون
وأشتغل
في مطعم.. وأغسل الصحون.
وأصنع القهوة للزبون
وألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
أنا بخير
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ، وأتكئ على الجدار
ان نزوع الشاعر العربي المعاصر إلى واقعه الإجتماعي والسياسي والإقتصادي وهروبه من عالم الرومانسية الحالمة التي سادت الشعر العربي الحديث. يبين ويثبت حنين الشاعر المعاصر وتطلعه إلى استقلاله الذاتي وبناء شخصيته المستقلة بعيدا عن التقليد والمحاكاة للأخرين.
فإهتمام الشاعر العربي المعاصر بالأفكار والمضامين الجديدة وخاصة قضايا الإنسان المعاصر السياسية منها أو الإجتماعية أكثر من اهتمامه بالشكل القديم جعل شاعرنا اكثر ارتباطا في تربة وطنه وقلسطينيته وانسانه العربي وتعرف على كل ما لهذا المجتمع من قسوة وشدة وخاصة في الظروف السياسية و الإجتماعية والإقتصادية التي كان يعاني منها الشعب العربي خاصة بعد هزيمته في حرب فلسطين، مما جعل الشاعر العربي – كل الشعراء العرب – يتساءل عن اسباب هذه الهزائم، وهذا العار رغم ما تملكه الأمة العربية من إمكانات عالية مادية، بشرية، ومعنوية لا حدود لها لذلك تاثر محمود درويش بهذه الانواء التي عاشها فقست عليه واسلمته للمرض في قلبه وكذلك تأثر الشّعراء المعاصرون بالثقافات الأجنبية المتعددة واطلاعهم على أفكار وآراء وقضايا هذه الشعوب مما زاد في حصيلتهم الشعرية، والثقافية. مما زاد من وطنيتهم وحبهم للعروبة.
يقول صديقي محمود درويش:
مرالربيع سريعا
مثل خاطرة
طارت من البال
قال الشاعرالقلق
في البدء اعجبه ايقاعه
فمشى سطرا فسطرا
لعل الشكل ينبثق
وقال قافية اخرى
تساعدني على الغناء
وقد نلاحظ في شعر محمود درويش نموذجا للتحولات التي تتسع لكل الأساليب التعبيريّة، فقد بدأ من الأسلوب الحسي الذي خرج فيه من تا ثير نزار قباني فيه لانه يعتبره معلمه الاول ، ومثّل على ذلك قصيدة (بطاقة هوية ) عنده من حيث اعادة الصفاء الانساني الشامل ويتمتع بحساسية شديدة الوقع من حيث تمسكه بجذوره العميقة بعروبته وتعينه على حيث تتميز ببنية بالغة التحديد في التنظيم المقطعي تمثل الواقع الحسي الملموس حيث تتحول انماط الشعرية في هذه القصيدة الى وقائع ذوات قوام فعلي وقانوني وتشتمل على كثافة وجودية محددة يمس العصب الوطني بفلسطينيته والقومي في عروبته وربما في دقائق اموره العائلية مقابل تهويد الارض العربية في فلسطين وتهويد انسانها الجديد او المستقبل في الاقل وطمس الهوية العربية في فلسطين وتاتي تحقيقا يتسم بالكفاءة والفعالية والخصوصية لاسلوبية رائعة مثالية تقتضي نقل الحدس الشعري بجمالية وواقعية مبينة يحمل طابع الصياغة الانيق وهو من انقى ميزات شعرية المقاومة المقاومة والصمود .
اذ يقول فيها :
سجل انا عربي
ورقم بطاقتي خمسون الف
واطفالي ثمانية
وتاسعهم سياتي بعد صيف
فهل تغضب
____________
سجل
انا عربي
واعمل مع رفاق الكدح في محجر
واطفالي ثمانية
واسل لهم رغيف الخبز
والاثواب والدفتر
من الصخر
ولا اتوسل الصدقات من بابك
ولا اصغر
امام بلاط اعتابك
فهل تغضب
فهو شاعر يكتم انيه بين جنبيه وفي نفسه فيحز فيها . وينخرها الاسى والالم الا انه يظهر ما يصفو القلب له والافق . ولذا يبقى الشاعر محمود درويش مرتبطا بل لصيقا بتربة وطنه وامته مدافعا عنها حاميا لها صداحا بها في كل قصائده وكل ما يكتب او ينشد . لذا نراه اكل قلبه الاسى ونفسه الالم وينازعه حبه القاتل لابناء بلده وهو يراهم تحت وطأة الجوع والحرمان والمذلة مسلوبي الارادة من قبل عدوهم وعدوه فيمرض فيقتله المرض يقول :.
اعد غذائي الاخير
اصيب النبيذ بكأسيين لي
ولمن سوف ياتي بلا موعد
ثم اخذ قيلولة بين حلمين
لكن صوت شخيري سيوقظني
ثم انظر في ساعة اليد
ما زال ثمة وقت لاقرأ
اقرا فصلا لدانتي ونصف ملعقة
وارى كيف تذهب مني حياتي
الى الاخرين ..
ولا اسال عمن سيملأ نقصانها
واشيع نفسي بحاشية من كمنجات اسبانيا
ثم امشي
الى المقبرة….
فكانت هذه بطاقة هوية محمود درويش الاخيرة
ومن شعره اخترت هذه السطور من قصيدته انا العاشق :
أنا العاشق السيء الحظ
أنا العاشق السيء الحظ
تمرد قلبي عليّْ
*****************
أنا العاشق السيء الحظ
نرجسة لي وأخرى عليّْ
أمرّ على ساحل الحب. ألقي السلام
سريعاً. وأكتب فوق جناح الحمام
رسائل مني الي.
كم امرأة مزقتني
كما مزق الطفل غيمة
فلم أتألم، ولم أتعلم. ولم أحم نجمهْ
من الغيم خلف السياج القصيّْ
********************
أمر على الحب كالغيم في خاتم الشجرة
ولا سقف لي، لا مطر
أمر كما يعبر الظل فوق الحجر
وأسحب نفسي من جسد لم أرهْ
*********************
أخاف الرجوع الى أي ليل عرفته
أخاف العيون التي تستطيع اختراق ضفافي
فقد تبصر القلب حافي
أخاف اعترافي
بأني أخاف الرجوع الى صدر شربته
فألقي بنفسي في البئر.. فيّْ
**************************
أنا العاشق السيء الحظ. قلت كلاما كثيراً
وسهلا عن القمح حين يفرِّخ فينا السنونو.
وقلت نبيذ النعاس الذي لم تقله العيون
ووزعت قلبي على الطير حتى تحط وحتى تطيرا
وقلت كلاما لألعب. قلت كلاما كثيرا
عن الحب كي لا أحب، وأحمي الذي سيكون
من اليأس بين يدي
*********************
ويا حب، يا من يسمونه الحب، من انت حتى تعذب هذا الهواء
وتدفع سيدة في الثلاثين من عمرها للجنون
وتجعلني حارساً للرخام الذي سال من قدميها سماء؟
وما اسمك يا حب، ما اسم البعيد المعلق تحت جفوني
وما اسم البلاد التي خيمت في خطى امرأة جنة للبكاء
ومن أنت يا سيدي الحب حتى نطيع نواياك ونشتهي
أن نكون ضحاياك؟
إياك أعبد حتى أراك الملاك الأخير على راحتيّْ.
*أنا العاشق السيء الحظ. نامي لأتبع رؤياك ، نامي
ليهرب ماضي مما تخافين. نامي لأنساك.
نامي لأنسى مقامي
على أول القمح في أول الحقل في أول الأرض.
نامي لأعرف أني أحبك أكثر مما أحبك.
نامي لأدخل دغل الشعيرات في جسد من هديل الحمام
ونامي لأعرف في أي ملح أموت ، وفي أي شهد سأبعث حيا.
ونامي لأحصي السموات فيك وشكل النباتات فيك. واحصي يديا
ونامي لأحفر مجرى لروحي التي هربت من كلامي
وحطت على ركبتيك لتبكي علي
* * ******************
أحب، أحب، أحبك . لا أستطيع الرجوع الى أول البحر.
لا أستطيع الذهاب الى آخر البحر. قولي
الى أين يأخذني البحر في شهوتك
وكم مرة سوف تصحو الوحوش الصغيرة في صرختك؟
خذيني لآخذ قوت الحجل
وتوت زحل
على حجر البرق في ركبتيك.
أحب، أحب ، أحبك. لكنني لا اريد الرحيل عن موجتك.
دعيني ، اتركيني ، كما يترك البحر اصدافه على شاطئ العزلة
الأزلي.
أنا العاشق السيء الحظ لا أستطيع الذهاب اليك .
ولا أستطيع الرجوع الي.
.
امير البيان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى – بلد روز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.