رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد افتتاح مبنى خدمات ومكتبة كنيسة المقطم.. صور    آخر تحديث: سعر الدولار صباح تعاملات اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في مصر    تطبيق التوقيت الصيفي في مصر 2024: خطوات تغيير الساعة وموعد البدء    تأثير حملة "خلّوها تعفن" على أسعار الأسماك واللحوم في مصر    محافظ الغربية يتابع الموقف التنفيذي لكورنيش المحلة الجديد    تراجع إنتاج السيارات في المملكة المتحدة خلال مارس الماضي    حماس تبدي استعدادها لإلقاء السلاح في حالة واحدة فقط    الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال دفن 20 شخصا على الأقل بمجمع ناصر وهم أحياء    الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    مسلسل البيت بيتي 2.. تفاصيل العرض ومواعيد الحلقات على منصة شاهد VIP    الرئيس السيسي: سيناء تشهد جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة    شوشة عن إنجازات سيناء الجديدة: مَنْ سمع ليس كمَنْ رأى    البحرية البريطانية: بلاغ عن حادث بحري جنوبي غرب عدن اليمنية    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    مواعيد مباريات الخميس 25 إبريل - الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد.. ومواجهة صعبة لمانشستر سيتي    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    مفاجأة غير سارة لجماهير الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    "أبو زعبل للصناعات الهندسية" تكرم المحالين للمعاش    التريلا دخلت في الميكروباص.. 10 مصابين في حادث على صحراوي البحيرة    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    اليوم.. حفل افتتاح الدورة ال 10 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    وزير التعليم العالي: تعزيز التعاون بين منظومة المستشفيات الجامعية والتابعة للصحة لتحسين جودة الخدمات    التحقيق في سقوط سيارة من أعلى كوبرى روض الفرج    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بمحاور القاهرة والجيزة    بعثة الزمالك تغادر مطار القاهرة استعدادا للسفر إلي غانا لمواجهة دريمز    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    انقطاع مياه الشرب عن منشية البكري و5 مناطق رئيسية بالقاهرة غدًا    وزير النقل يشهد توقيع عقد تنفيذ أعمال البنية الفوقية لمشروع محطة الحاويات تحيا مصر 1 بميناء دمياط    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    حبس المتهم بإنهاء حياة شخص بسبب الخلاف على المخدرات بالقليوبية    لأول مرة .. أمريكا تعلن عن إرسالها صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا    احتجاجات طلابية في مدارس وجامعات أمريكا تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



درويش.. لماذا تركت الحصان وحيداً ؟!
نشر في البوابة يوم 13 - 03 - 2014


فلسطين ودرويش وجع واحد بقلب شاعر
شاعر الرمزية يمزج الحب مع الوطن والحبيبة الأنثى
درويش الناثر اللغز والشاعر الاستثنائي
يتغزل بقريته ويحرم على جسده أن يدفن بها
درويش بين الحزب الشيوعي الإسرائيلي وإقامته الجبرية
منفى بمنظمة التحرير الفلسطينية
أصدقائي لا تموتوا
درويش.. والمعتقل..
درويش.. مناصب وأعمال..
درويش.. جوائز وأوسمة
الأدباء ومحمود درويش..
فلسطين ودرويش وجع واحد بقلب شاعر
ظل شعر محمود درويش عنوانًا لإرادة شعب فلسطين في الحرية والاستقلال، "درويش" الذي احتلت فلسطين مكانة كبيرة في قلبه، ملأت قلبه حتى اصاب هذا القلب ما أصابه من وجع وعندما حاول الأطباء أن يفتحوا هذا القلب ويخرجوا منه شيئا من هذا الوجع لم يستطيعوا؛ وكأن الوجع كتب عليه كما كتب على فلسطين فمات درويش موجوعا ولم تمت فلسطين بل بقيت تئن بأوجاعها إلى اليوم فالقلوب تموت وتبقي الاوطان.
ولم يبالغ الذين قالوا عن محمود درويش إنه واحد من أكبر شعراء الإنسانية في زماننا المعاصر مثله مثل "لوركا" الذي كان يحبه وتأثر به، ومثل "نيرودا وناظم حكمت واراغون واليوار"، فليس من الغريب أنه يُترجم شعره إلى كل اللغات الحية، بعدما غاص في مأساة فلسطين وجعل منها مأساة إنسانية تمس وجدان كل من يؤمن بالعدل والحق.
شاعر الرمزية يمزج الحب مع الوطن والحبيبة الأنثى
ولم يكن محمود درويش شاعر فلسطين فحسب، بل كان شاعر الأمة العربية كلها، وكان قيمة كبيرة على مستوى الشعر وعلى مستوى الوطنية والعروبة، كان قلمًا جريئًا نزيهًا ، عاش متبنيا ومخلصا للقضية الفلسطينية وللشعر معًا، ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن، وهو أحد أهم الشعراء الفلسطينيين وأحد أبرز الذين ساهموا بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه؛ ففي شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى، إنه الشاعر الذي استطاع أن يؤثر في العالم العربي، وأن يخلد اسمه، بأعماله المميزة.
درويش الناثر اللغز والشاعر الاستثنائي
كان درويش نجمًا ساطعًا في سماء الستينيات من القرن الماضي فقد بهر النقاد والقراء بقفزاته الشعرية وكذلك النثرية المتميزة تاركًا لتاريخ الشعر العربي لآلئ نادرة يمكن التماسها في مجموعاته الشعرية كلها، وبخاصة في "الجدارية" و"ورد أقل" و"لماذا تركت الحصان وحيدًا"، ولم يكن فقط درويش شاعرًا كبيرًا لا تقل قيمته عن قيمة امرؤ القيس والمتنبي وشوقي والسياب وهذا الرعيل، بل كان أيضًا ناثرًا استثنائيًا مبدعًا لا يقل نثره أهمية من شعره، والغريب أن نثره كان يأتي، أحيانًا كثيرة، موقعًا كأنه شعر موزون، وكثيرًا ما تَدَخّل أثناء كتابات نثر كثير له.
وكان مما يضفي على هذا الشاعر سحرًا خاصًا، سلامة بوصلته الشعرية والفكرية والقومية، لقد كانت له صلاته الوثقى مع أسلافه شعراء العرب الكبار، يفخر بهم، وبخاصة بالمتنبي، وكان صريحًا في رفض الضحالة والرداءة الشعرية، فمقاله في (الكرمل) "انقذونا من هذا الشعر"، لا يزال يتفاعل إلى اليوم، ولا يزال النقاد يناقشون موقفه من قصيدة النثر: هل كان معها أم ضدها، وهذا دليل على أنه كان مع الجودة والشعرية العالية، لا مع سواهما، حفظ محمود درويش للأمة العربية ذاكرتها الممتدة في الجاهلية إلى اليوم، ليس في الفكر وحسب، بل في صياغته التي تعد من أندر وأجود الصياغات، لمحمود درويش قصيدة نثرية طويلة من 490 سطرًا اسمها (المزامير).
يتغزل بقريته ويحرم على جسده أن يدفن بها
ابن قرية البروة شرق مدينة عكا لن يُدفن فيها بسبب جوهري هو أن الإسرائيليين هدموها عن بكرة أبيها، لجأ محمود درويش مع أسرته وهو في السابعة من عمره إلى جنوب لبنان عام 1948 إثر نكبة فلسطين، وعاش في لبنان سنة، ثم عاد مع أسرته متخفيًا ليكتشف أن (البروة) دُمرت نهائيًا وأُقيم على أنقاضها " كيبوتز " أقام أهله في دير الأسد بالجليل قبل أن يستقروا في قرية الجديدة، وقد اعتبرهم الإسرائيليون غائبين حاضرين ؛ لأنهم كانوا غائبين لدى أول احصاء إسرائيلي للعرب، فعاشوا لاجئين في فلسطين وهذا الوضع هو الذي أوحى لمحمود قصيدته: سجل أنا عربي.
سجل
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب ؟
سجل
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانية
أسُل لهم رغيف الخبز
والأثواب والدفتر
..من الصخر
ولا أتوسل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
أنا اسم بلا لقبِ
صبور في بلاد كُل ما فيها
يعيش بفورة الغضبِ
جُذوري
قبل ميلاد الزمان رست
وقبل تَفتح الحقبِ
وقبل السرو والزيتون
وقبل ترعرع العُشبِ
أبي.. من أُسرة المِحراث
لا من سادة نُجبِ
وجدي.. كان فلاحًا
!بلا حسب.. ولا نسب
يُعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكُتبِ
وبيتي كوخ ناطورٍ
من الأعواد والقصبِ
فهل ترضيك منزلتي ؟
!أنا اسم بلا لقب
سَجل
أنا عربي
سلبتَ كروم أجدادي
وأرضًا كُنت أفلحها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا.. ولكل أحفادي
..سوى هذي الصخور
فهل ستأخذها
حُكومتكم.. كما قيلا ؟
!إذن
سَجل.. برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكره الناسَ
ولا أسطو على أحد
ولكني.. إذا ما جُعتُ
آكلُ لحم مُغتصبي
حذارِ
حذارِ
من جوعي
!ومن غضبي
درويش بين الحزب الشيوعي الإسرائيلي وإقامته الجبرية
انطلق محمود درويش إلى حيفا في الستينيات لينهي دراسته الثانوية، وليعمل في الصحافة في حيفا (مجلة السنارة، ثم مجلة الجديد) وهما مجلتان لهما طابع يساري، ثم ينضم إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح، جنبًا إلى جنب مع سميح القاسم وأميل حبيبي وتوفيق زياد، وقد لوحق مرارًا واعتقل، وفي السجن كتب قصيدته الشهيرة: أحنّ إلى قهوة أمي (عام 1965)، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية عقدًا كاملًا، لكنه ظل يتنقل بقصائده بين قرى فلسطين بعدما أصدر ديوانه الأول: "عصافير بلا أجنحة" 1960.
أحن إلى قهوة أمي
أحنُّ إلى خبز أُمي
وقهوةِ أُمي
ولمسةِ أمي....
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يومًا على صدر يومِ
وأعشق عمري لأني
إذا مُتُّ،
أخجل من دمع أُمي !
خذيني، إذا عدتُ يومًا
وشاحًا لهُدْبكْ
وغطّي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبكْ
وشُدي وثاقي.. بخصلة شَعر..
بخيطِ يلوِّح في ذيل ثوبكْ..
عساني أصيرُ طفلا
طفلا أصيرُ...
إذا ما لمستُ قرارة قلبك !
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقودًا بتنور ناركْ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدون صلاة نهارك
هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة
حتى أُشارك
صغار العصافير
درب الرجوع.. لعُش انتظاركِ
منفى بمنظمة التحرير الفلسطينية
في عام 1972م يلتحق محمود درويش بمنظمة التحرير الفلسطينية ويختار المنفى فيمضي إلى موسكو ثم إلى القاهرة ويستقر في بيروت ويرأس تحرير مجلة (شئون فلسطينية)، كما يرأس رابطة الكُتَّاب والصحفيين الفلسطينيين، إلى أن أطلق مجلة الكرمل عام 1980م التي انتقلت لاحقًا إلى قبرص فرام الله، ثم احتجبت بعد ذلك.
أصدقائي لا تموتوا
في عام 1981م يكتب محمود درويش قصيدة "أصدقائي لا تموتوا" بعدما شهد اغتيال صديقه ماجد أبو شرار خلال مشاركتهما في مؤتمر عالمي، وبعد اجتياح بيروت أصدر عمله النثري الأول "ذاكرة النسيان"، وتنقل بين تونس والقاهرة وقبرص وبلغاريا حتى استقر في باريس، ليعمل مستشارًا لعرفات وانتخب عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 واستقال بعد ذلك عام 1996م احتجاجًا على أوسلو، وعاد عام 1994م ليقيم في رام الله موزعًا أوقاته بينها وبين عمان.
أصدقائي لا تموتوا
أصدقائي،
من تبقى منكم يكفي لكي أحيا سَنَةْ
سنة أخرى فقط..
سنة تكفي لكي أعشق عشرين امرأة وثلاثين مدينة
سنة واحدة تكفي لكي أعطي للفكرة جسم السوسنة
ولكى تسكن أرض ما..
فتاة ما..
فنمضى نحو بحر ما..
وتعطيني على ركبتها مفتاح كل الأمكنة
سنة واحدة تكفي لكى أحيا حياتي كلها
دفعة واحدة
أو قبلة واحدة
أو طلقة واحدة
تقضى على أسئلتي
وعلى لغز اختلاط الأزمنة
أصدقائي.. لا تموتوا مثلما كنتم تموتون
رجاءً.. لا تموتوا
انتظروني سنة أخرى
سنهْ..
سنة أخرى فقط..
ربما ننهي حديثًا كان قد بدأ
ورحيلًا قد بدأ
ربما نستبدل الأفكار بالمشي على الشارع
أحرارًا من الساعة والرايات
هل خنّا أحدْ
لنسمي كل عصفور بلدْ
ونسمي كل أرض، خارج الجرح، زبدْ ؟
ونخاف الدندنة..
ربما نحمي اللغة
من سياق لم نكن نقصدهُ
ونشيد لم نكن ننشدهُ
للكهنة...
أصدقائي، شهدائي الواقفين
فوق تختي... وعلى خصر فتاة لم أذقها بعدُ
لم أرفع صلاتي فوق ساقيها لرب الياسمين...
اذهبوا عنى قليلًا
فلنا حق بأن نحتسي القهوة بالسكر لا بالدم
أن نسمع أصوات يدينا وهما تستدرجان الخجل الباكي
إلينا.. لا سقوط الأحصنة
ولنا حق بأن نحصى الشرايين التي تغلى
بريح الشهوات المزمنة
ولنا حق بأن نشكر هذا الزغب النامي
على البطن الحليبي
وأن نكسر إيقاع الأغاني المؤمنة...
أصدقائي شهدائي
لا تموتوا قبل أن تعتذروا من وردة لم تبصروها
وبلاد لم تزوروها
وأن تعتذروا من شهوة لم تبلغوها
ونساء لم يعلقن على أعناقكم
أيقونة البحر
ووشم المئذنة
لا تموتوا قبل أن نسأل ما لا يسأل الباقي على الأرض:
لماذا تشبه الأرض السفرجل ؟
ولماذا تشبه المرأة ما لا تشبه الأرض ؟
وحرمان المحبين... ونهرًا من قرنفل ؟
ولماذا عرفوني ؟
عندما مت تماما... عرفوني
ولماذا أنكروني ؟
عندما جئت من الرحلة حيا ؟
يا إلهي، جثتي دلت عليا
وأعادتهم إليا
فبنوها بينهم... كالمدخنة !
أصدقائي شهدائي
فكروا فيّ قليلا..
وأحبوني قليلا..
لا تموتوا مثلما كنتم تموتون
رجاءً لا تموتوا
انتظروني سنة أخرى
سنة..
سنة أخرى فقط..
لا تموتوا الآن..
لا تنصرفوا عنى..
أحبوني لكى نشرب هذى الكأس
كي نعلم أن الموجة البيضاء ليست امرأة أو جزيرة
ما الذي أفعله من بعدكم ؟
ما الذي أفعله بعد الجنازات الأخيرة ؟
ولماذا أعشق الأرض التي تسرقكم منى وتخفيكم عن البحر ؟
لماذا أعشق البحر الذي غطى المصلين وأعلى المئذنة ؟
ولمن أمضى مساء السبت !
من يفتح قلبي للقطط ؟
ولمن أمدح هذا القمر الحامض فوق المتوسط..
ولمن أحمل أشياء النساء العابرات الفاتنات..
ولمن أترك هذا الضجر اليومي..
ما معنى حياتي..
عندما يسندني ظلي على حائط ظلي حينما تنصرفون
من سيأتي بي إلى نفسى
ويرضيها بأن تبقى معي ؟
لا تموتوا، لا تموتوا مثلما كنتم تموتون رجاء
لا تجروني من التفاحة – الأنثى
إلى سفر المراثي
وطقوس العبرات المدمنة !
ليس قلبي لي لأرميه عليكم كتحيهْ
ليس جسمي لي لكي أصنع تابوتًا جديدًا ووصيهْ
ليس صوتي لي لكي أقطع هذا الشارع المرفوع فوق البندقية
فارحموني، أصدقائي
وارحموا أم الزغاريد التي تبحث عن زغرودة أخرى
لميلاد المرايا من شظيهْ
ارحموا العمال في "مطبعة الكرمل"
والحيطان إذ تشتاق للأعشاب،
والكتاب في باب الوفيات
ارحموا شعبًا وعدناه بأن ندخله الوردة من باب الرماد المر
لا تنصرفوا الآن كما ينصرف الشاعر في قبعة الساحر
من يقطف ورد الشهداء ؟
انتظروا يا أصدقائي، وارحمونا...
فلنا شغل سوى التفتيش عن قبر وعن مرثيةٍ
لا تشبه الأولى
وما أصغر هذا الورد
ما أكبر هذا الدم
ما أجملكم يا أصدقائي
عندما تغتصبون الأرض في معجزة التكوين
أو تكتشفون النبع في صخر السفوح الممكنة !
أصدقائي
من تبقى منكم يكفي لكي أحيا سنهْ
سنة أخرى فقط
سنة تكفي لكي نمشي معا
نسدل النهر على أكتافنا مثل الغجر
ونهد الهيكل الباقي معا
حجرًا تحت حجرْ
ونعيد الروح من غربتها
عندما نمضي معا
عندما نعلن إضرابا صغيرًا عن عبادات الصور
فإذا أنتم ذهبتم أصدقائي الآن عني
وإذا أنتم ذهبتم
واقمتم في سديم الجمجمة
لن أناديكم وأرثيكم
ولن أكتب عنكم كلمهْ.
فأنا لا أستطيع الآن أن أرثي أحد
بلدًا في جسد
أو جسدًا في طلقة
أو عاملًا في مصنع الموت الموحدْ
لا أحدْ
لا أحدْ...
وليكن هذا النشيدْ
خاتم الدمع عليكم كلكم يا أصدقائي الخونة
ورثاءً جاهزًا من أجلكم !
ولذلك...
لا تموتوا أصدقائي، لا تموتوا الآن..
لا وردةً أغلى من دمٍ في هذه الصحراء
لا وقت لكم..
لا ترقصوا الآن هنا..
لا ترقصوا، ليس هنالكْ
مستقلون عبيدْ
أو عبيد مستقلون
لذلك...
لا تموتوا مثلما كنتم تموتون رجاء، لا تموتوا
انتظروني سنة أخرى
سنهْ
من تبقى منكم يكفي لكي أحيا سنهْ
سنة أخرى فقط
سنة تكفي لكي أعشق عشرين امرأة
وثلاثين مدينة..
سنة تكفي لكي أمضي إلى أمي الحزينة
وأناديها: لديني من جديد
لأرى الوردة من أولها
وأحب الحب من أوله
حتى نهايات النشيد
سنة أخرى فقط
سنة تكفي لكي أحيا حياتي كلها
دفعة واحدةً
أو قبلة واحدهْ
أو طلقة واحدةً تقضي على أسئلتي
سنة أخرى فقط
سنة أخرى
سنهْ...
لا تموتوا أصدقائي، لا تموتوا الآن..
لا وردةً أغلى من دمٍ في هذه الصحراء
لا وقت لكم..
لا ترقصوا الآن هنا..
لا ترقصوا، ليس هنالكْ
مستقلون عبيدْ
أو عبيد مستقلون
لذلك...
لا تموتوا مثلما كنتم تموتون رجاء، لا تموتوا
انتظروني سنة أخرى
سنهْ
من تبقى منكم يكفي لكي أحيا سنهْ
سنة أخرى فقط
سنة تكفي لكي أعشق عشرين امرأة
وثلاثين مدينة..
سنة تكفي لكي أمضي إلى أمي الحزينة
وأناديها: لديني من جديد
لأرى الوردة من أولها
وأحب الحب من أوله
حتى نهايات النشيد
سنة أخرى فقط
سنة تكفي لكي أحيا حياتي كلها
دفعة واحدةً
أو قبلة واحدهْ
أو طلقة واحدةً تقضي على أسئلتي
سنة أخرى فقط
سنة أخرى
سنهْ...
درويش.. والمعتقل..
اعتقل محمود درويش من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدءًا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاقية أوسلو.
درويش.. مناصب وأعمال..
شغل محمود درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل، وكانت أقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
في الفترة الممتدة من سنة 1973 إلى سنة 1982 عاش في بيروت وعمل رئيسًا لتحرير مجلة "شئون فلسطينية"، وأصبح مديرًا لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يؤسس مجلة "الكرمل" سنة 1981، بحلول سنة1977 تمكن من بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة لكن الحرب الأهلية اللبنانية كانت مندلعة بين سنة 1975 وسنة 1991، فترك بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي بقيادة ارئيل شارون لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها، وأصبح درويش "منفيا تائها"، منتقلا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس".
درويش.. جوائز وأوسمة
حصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: "جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوربا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983."
أعمال درويش
أصدر أكثر من 30 ديوانًا منها: "عصافير بلا اجنحة "شعر، "اوراق الزيتون" شعر، "عاشق من فلسطين" شعر،" آخر الليل" شعر،"مطر ناعم في خريف بعيد" شعر، " يوميات الحزن العادي" خواطر وقصص، "يوميات جرح فلسطيني" شعر، " حبيبتي تنهض من نومها" شعر، " محاولة رقم 7" شعر، "احبك أو لا احبك" شعر، "مديح الظل العالي" شعر، "هي اغنية... هي اغنية" شعر، " لا تعتذر عما فعلت" شعر، "عرائس "، "العصافير تموت في الجليل"،" تلك صوتها وهذا انتحار العاشق"، "حصار لمدائح البحر" شعر، "شيء عن الوطن" شعر، "وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم " مقالات، "عاشق من فلسطين"، و"آخر الليل" و"ورد أقل"، و"لماذا تركت الحصان وحيدًا" و"حالة حصار"، و"كزهر اللوز أو ابعد" وأخيرًا "أثر الفراشة" وكان من آخر أعماله قصيدته "سيناريو جاهز".
درويش.. المنفي بامتياز
ورغم إقامته في القاهرة وبيروت وعمان ورام الله وفي مدن عربية أخرى، كان محمود درويش يشعر على الدوام بالمنفى، كان منفيًا بامتياز، "لا ينتمي إلى أي مكان خارج ذاكرته الأولى، يضخّم المنفى جماليات بلاده ويضفي عليها صفات الفردوس المفقود، ويتساءل: هل أنا ابن التاريخ أم ضحيته فقط.
في الستينيات كان مناضلًا شيوعيًا وشاعرًا، وصحفيًا في حيفا، قدّم قصائد أولى لا يزال يرددها كثيرون إلى اليوم، في بيروت، بعد لجوئه إليها، بدأ مرحلة جديدة، فبعد "العصافير تموت في الجليل" (1969) و"حبيبتي تنهض من نومها" (1970) كتب "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق" (1975)، ومن بيروت إلى تونس في الثمانينيات، فكان "حصار لمدائح البحر" (1984)،سنواته الباريسية كانت سنوات التحول الحاسمة، وفي رام الله، رحلته الأخيرة كتب أفضل أشعاره.
درويش.. الناطق الرسمي باسم القضية الفلسطينية
وتُعتبر مجموعته "ورد أقل" (1986) بداية مرحلة من أهم مراحله الشعرية، أخذت قصيدته تخفّف من غنائيتها العالية ودراميتها المتوترة، تاركة مسافة نقدية بينها وبين ثقافة النضال والمقاومة، لتعّدل نهائيًا صورة الشاعر كناطق رسمي باسم القضية وتواصل التغير في منتصف تسعينيات القرن الماضي مع صدور مجموعته "لماذا تركت الحصان وحيدًا" وانطلقت أعماله اللاحقة "سرير الغريبة" (1995)، و"جدارية" (2000)، و"حالة حصار" (2002)، و"لا تعتذر عما فعلت" (2004)، و"كزهر اللوز أو أبعد".
درويش..صاحب "جواز السفر"
كان محمود درويش يطل ليذكر الجميع بأن طريق فلسطين تمر في القصيدة، وأن القصيدة رمز لكل الأحلام المجهضة، فالشاعر تماهى مع القضية، ولم يعد أحد يستطيع أن يتبين أيهما أعطى زخمًا أكثر للآخر، استحال صاحب "جواز السفر" ضميرًا لشعبه لأنه عرف كيف يبقى شاعرًا قبل كل شيء، بكل ما تختزنه الكلمة من عري وتقشف، في مهب العاصفة؛ عند ذروة المأساة.
درويش.. وأبي حيان التوحيدي
في البداية بدا محمود درويش شابًا أبديًا انتقى لأشعاره ارضًا خاصة بعيدة عن مناكفات الشعراء والنقاد، يلعب بين الشعر والنثر، لا يحاسبه أحد، كم أنت منسي وحرّ في خيالك، ويستعين في مقدمة ديوانه "كزهر اللوز أو أبعد" بعبارة أبي حيان التوحيدي: "احسن الكلام ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم"،لكن الخلافات حول الشكل لم تزعج الشاعر الذي استطاع أن يرث أرض الكلام ويملك المعنى، لقد استطاع أن يطوّر قصيدته الخاصة بمعايير لا يمكن القياس على غيره بها، أو قياس شعره بغيرها، واحتفظ على الدوام بنضارة القصيدة، وتدفق المعاني والتراكيب والجماليات التي تضرب جذورها في أرض التراث العربي، لكنها تمتد حتى الضفاف الأجنبية.
درويش: الغزالة لا تأكل العشب إن مسه دمنا
ولم يخطئ من اعتبر أنه ابن الأرض العربية وابن العالم كله، رغم ارتباطه الوثيق بتراب فلسطين، كان ذروة المحلية وذروة الكونية والإنسانية في آن، ومن الظلم اعتباره مجرد "مناضل فلسطيني"، فلقد كان أكثر رحابة وأوسع أفقًا شعريًا وانسانيًا،هو الذي قال: "أتعلم أن الغزالة لا تأكل العشب أن مسّه دمنا؟ أتعلم أن الجواميس اخوتنا، والنباتات اخوتنا يا غريب؟ لا تحفر الأرض أكثر! لا تجرح السلحفاة التي تنام على ظهرها الأرض، جدتنا الأرض أشجارنا شعرها، وزينتنا زهرها، هذه الأرض لا موت فيها يا غريب" هكذا قال في خطبة الهندي الأحمر".
درويش.. والنهاية
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008 بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، تكساس، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريال هيرمان" نزع أجهزة الإنعاش بناء على توصيته.
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيام في كل الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش ب"عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء" ووارى جثمانه الثرى في 13 أغسطس في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي وتم الإعلان عن تسمية القصر ب"قصر محمود درويش للثقافة".
وشارك في جنازته آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وقد حضر أيضا أهله من أراضي 48 وشخصيات أخرى على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تم نقل جثمان الشاعر محمود درويش إلى رام الله بعد وصوله إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث كان هناك العديد من الشخصيات من الوطن العربي لتوديعه.
في عام 2006 قامت بلدية محافظة قلقيلية في الضفة الغربية والتي كانت برئاسة حركة حماس في ذلك الوقت بمنع احتفال موسيقي وراقص في حديقة الحيوانات، وقد كان موقف محمود درويش من العمليات الاستشهادية موقف انتقاد ورفض وقد انتقد كلا الطرفين من فتح وحماس، بوصفها بأنها ليست ايديولوجية بل موقف يأس.
درويش..في قلوب وعيون المبدعين
له مكانة كبيرة في قلوب كل المبدعين، تحدث عنه الكثيرون، وأشادوا به، وبشخصيته، وكتاباته، فقال عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "، وسيبقى إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي صاغه شاعرنا العظيم عام 1988 مرشدًا لنا ونبراسًا لكفاحنا، حتى يتحقق حلمه في أن يرى وطنه مستقلًا ومزدهرًا بعد أن يرحل الاحتلال عن أرضه.
الأدباء ومحمود درويش..
مستغانمي: درويش الشاعر المارد
وقالت عنه الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى "هو الشاعر المارد، الذي كلما كبر قلمه، صغر قلبه وبدا كأنه من علياه يستنجد بنا هو يريد منا "وردًا أقل" ونحن نعترف أننا ننتظر منه خسائر أكثر فداحة وحنينًا مدمرًا كإعصار ننتظر مزيدًا من البكاء على كتف قصائده.
رفعت سلام: درويش قوس لم ينغلق وقصيدة لم تكتمل
أما الشاعر المصري رفعت سلام فقال عنه "ثمة قوس لم ينغلق، وقصيدة لم تكتمل، وصوت لم يكن استسلم بعد للصمت والسكون، وفيما ننتظر اكتمال القوس والقصيدة، جاء بلا انتظار الموت ليضع نقطة أخيرة ما، بعد رحلة شعرية امتدت لأكثر من أربعين عامًا متواصلة بلا انقطاع.
خوان جويتيسلولو: درويش أفضل الشعراء العرب في القرن الحالي
والكاتب الإسباني خوان جويتيسلولو: "محمود درويش أحد أفضل الشعراء العرب في القرن الحالي ويرمز تاريخه الشخصي إلى تاريخ قومه استطاع تطوير هموم شعرية جميلة مؤثرة احتلت فيها فلسطين موقعًا مركزيًا، فكان شعره التزامًا بالكلمة الجوهرية الدقيقة، وليس شعرًا نضاليًا أو دعويًا، هكذا تمكن درويش شأنه في ذلك شأن الشعراء الحقيقيين من ابتكار واقع لفظي يرسخ في ذهن القارئ باستقلال تام عن الموضوع أو الباعث الذي أحدثه".
محمد على طه: سوف يبقي محمود درويش
والأديب محمد على طه قال عن درويش "ظهرت إمبراطوريات في التاريخ وزالت، وظهر قياصرة وملوك ونسيهم التاريخ ولكن المبدعين بقوا، بقى شكسبير وبقى دانتي وبقى المتنبي وسوف يبقى محمود درويش.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.