النَّسيمُ يرتِّلُ … سورَ الكمالِ

بوابة شموس نيوز – خاص
عرفتهُ رسولاً أميناً يرتِّلُ على مسامعِ الْمُؤْمِنِينَ كلَّ صباحٍ آيَاتِ السَّماءِ ، فيهلِّلونَ لله ويمجِّدونَ ، و مازالَ يتلو سُورَ الكمالِ والخيرِ على المخلوقاتِ ففي حريرِ كلِّ نسمةٍ معانٍ عميقةٌ وصورٌ واضحةٌ عن كمالِ الخالقِ ووصاياهُ ، كما علمتهُ عاشقاً صادقاً يحنو على العاشقين ويحملُ بين جناحيهِ رسائلَ الغرامِ والشوق ، يبرِّدُ جوى الأفئدةِ الملتهبةِ ويسعدها بعصيرِ الَّلهفةِ ، و رأيتُهُ حكيماً رحيماً للمرضى والأطفالِ ، فكم تشبَّثَ بقميصهِ النورانيِّ عليلٌ ، وهتفَ به ليمنحه الحياةَ ؛ فألبسهُ ثوبَ العافيةَ !
وكم مسَّتْ ثوبهُ أمٌّ حزينةٌ ليمنحَ ابنها – وهو على شفا الوادي العميق – الشفاءَ والصحةَ فما تأخرَ عن إرسالِ الدواءِ الشَّافي !
مررتُ به البارحةَ عِنْدَ الأصيلِ بعدَ أن ودَّعَ حسناءَ الشَّمسِ بحزنٍ و لوعةٍ ، فرقَّ همسهُ ، و أدمعتْ عيناهُ شوقاً ، احتضنتهُ أمِّي بحنانها الوارفِ ودعتهُ إلى نزهةٍ مسائيةٍ ، كانَ يوزِّعُ برفقٍ فناجينَ الظِّلالِ النَّديَّةَ بينَ الرَّوابي على شرفةِ المساءِ الليلكِيةِ ، ويصبُّ أكوابَ الدَّهشةِ في العيونِ ساكباً قواريرَ شذاهُ المغموسةَ بالصنوبرِ والجوري على أفئدتنا الحالمةِ بالجمالِ
سمعتهُ يتسامرُ معَ أمِّي عن ذكرياتِ الطُّفولةِ الشقيًّةِ ويعِدها باحتفالٍ بهيجٍ في جزيرةِ الغدِ تليقُ بلقاءِ الأحبةِ
ماأروعكَ صديقاً أيها النسيمُ الرهيفُ !!
أفضْ علينا بركاتِكَ ، غضَّ النظرَ عن هفواتنا ، واعفُ عن جرائمنا فمازلنا نتعاركُ و نتناحرُ و نرميكَ بالنارِ والبارودِ لم نفهمْ حتى الآن كتبَ الله ورسالاتِ السَّماءِ علِّمنا كيفَ نعودُ كالأطفالِ أنقياءَ ياروحَ الله .
——
مرام عطية