الإنسان بوصفه وجودا حقيقيا ،ارتبط وجوده بحريته، والحرية ليست شيئا مكتسبا من البيئة الخارجية او شيئا يمكن منحه للإنسان ، ولكنه معطى طبيعي نابع من طبيعة البشر، فجوهر هذه الطبيعة الإنسانية هو الحرية، والنزوع نحو التحرر، العنصر الأساس للطبيعة الإنسانية هو الحاجة إلى العمل المبدع، والبحث المبدع، وإلى الإبداع الحر دون تأثير متعسف ومضيق من قبل المؤسسات المتسلطة ، وهذا بالتالي ينتج مجتمع سليم يضاعف الإمكانيات لهذه الصفة الإنسانية الأساسية المؤكدة، وهذا يعني محاولة تجاوز عناصر الكبت والقمع والهدم والتسلط الموجود في اي مجتمع على حد تعبير تشومسكي. فالأصل في الإنسان هو الميل نحو العمل الحر والمبدع دون إرشاد من اي سلطة تحاول فرض ممارستها عليه ، وفي اي مجتمع يجب أن تتاح فرص الابتكار والإبداع، ومن هنا فإني امجد الحرية البشرية وأقصد بالحرية هنا القدر الذي يضمن للفرد الاستقلالية الفردية ضمن ضوابط مجتمعية بعيدة عن التسلط م جميع أشكاله المعلنة وغير المعلنة. وبعيدا عن الفوضوية او النمط التقليدي. ومن هنا فلا بد من مناهضة أنواع القمع الناتجة عن النظم الحالية لمفروضة قسرا وقهرا .فالإنسان كائن غير قابل للتطويع كما يدعي أنصار السلوكية ، بل لديه دوافع فطرية نحو التحرر، وأن البشر وجدوا من أجل ان تتاح لهم إمكانية فهم ما يحيط بهم بعيدا عن القيود التي تضعها السلطة، و بالتالي فإن الحرية والإبداع شرط لتقدم اي مجتمع . اني أرفض اي شكل من أشكال السلطة التي تمارس على البشر دون مسوغ منطقي عقلي ، مادام التحرر هو أصل خلق الإنسان، وليكون لكلامي بعدا تاريخيا دينيا أختم كلامي بقوله عمر الفاروق :«متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».