كل شيء غير مكتمل ومكسور، كل الأشياء بالية وقديمة، صرخة الطفل عبر الطريق، صرير عربة تتحرك ببطء، الخطوات الثقيلة لحارث الأرض، ينثر عفن الشتاء، يظلمون صورتك التي تزهر وردة في أعماق قلبي. الخطأ في الأشياء التي لا تجسد خطأ أكبر من أن نقوله؛ أجوع لأبنيهم ثانية وأضعهم على تلة خضراء بعيدة، مع الأرض والسماء والماء، مجددين، كعلبة من الذهب لأجل أحلامي بصورتك التي تزهر وردة في أعماق قلبي. عن الشاعر: ويليام بتلر ييتس (13 يونيو عام 1865- 28 يناير 1939) شاعر إنجليزي وكاتب مسرحي ومدير مسرح, وشخصية وطنية, وعضو مجلس العموم البريطاني ولد وتوفي في دبلن بايرلندا وقضى طفولته مابين لندن و مقاطعة سليغو حيث نشأ والديه . عاد في سن الخامسة عشر لمواصلة تعليمه ودراسة الرسم،لكنه سريعا ما أكتشف انه يفضل الشعر. لم يكن ييتس طالبا مميزا من الناحية العملية في المدرسة – فقد كانت له صعوبات كبيرة في القراءة على سبيل المثال لكنه بدأ كتابة الشعر في عمر الخامسة عشرة, وكانت قصائده الأولى عن الساحرات وفرسان العصور الوسطى الذين يلبسون الدروع, ولم تكن هذه القصائد عالية الجودة, لكن شعره بدأ بالتحسن عندما صار يكتب عن الأساطير والخرافات الأيرلندية. أسهم شعر ييتس في تصوير معاناة الشعب الايرلندي أثناء الإنتفاضة ضد الاحتلال الإنكليزي في ثورة 1916 وعندما منحته نوبل جائزتها العام 1923 ذكرت في حيثيات الاختيار أن شعره ملهم وفني بدرجة عالية ومعبّر عن روح وطنه. عاش ييتس بين لندن وأيرلندا ولكنه أخلص لفكرة كونه أيرلندياً ووظف شعره لنصرة القضية الايرلندية التي ظلت تحت احتلال إنكلترا أكثر من ثلاثة قرون. تأثرت كتابات ييتس بالاساطير والفلكلور الإيرلندي، وكان للثورية الأيرلندية مود غون تأثيرا كبيرا على شعر ييتسن وكانا قد تقابلا عام 1889، واصبحا صديقين حميمين. كانت مود إمرأة مشهورة لسياستها القومية وحماستها وجمالها أيضا. وعلى الرغم من تقدم ييتس للزواج منها عدة مرات كانت ترفضه بقسوة, عام 1903 تزوجت عسكريا أيرلنديا هو الرائد جون برايد الذي اعدم في وقت لاحق لمشاركته في التمرد الذي وقع بأيرلندا عام 1916. وعلى الرغم من أن ييتس تزوج من امرأة اخرى وهي جورجيا هايد ليس، الا أن "مود غو" ظلت شخصية مؤثرة في شعره وكتب لها قصديتين من أجمل القصائد التي كتبها ييتس ، "السمكة"، و"أردية الجنة". تورط ييتس في العشرينات من عمره في المجال السياسي ، وعلى الرغم من الاستقلال الإيرلندي عن انجلترا، إلا أن قصائده عكست قدرا من التشاؤم حول الأوضاع السياسية في بلاده و أوروبا، مقارنا التزايد في التحفظ والتمسك بالقيم من قبل أقرانه الأمريكين في لندن أمثال تي .أس. أليوت T. S. Eliot و إزرا بوند Ezra Pound. تأثرت أعمال ييتس بعد عام 1910 بقوة ب بوند Ezra Pound فأصبح أكثر حداثة في إيجاز صوره الشعرية، لكن ييتس لم يتخل أبدا عن ألتزامه الصارم بالأشكال الشعر التقليدي. كما كان لييتس اهتماما عميقا طوال حياته بالتصوف والغموض، الذي كان غير جذاب لبعض القراء فظل شعره غير مطروق في تقديم فلسفته المميزة وإن صار أقوى مع تقدمه في العمر. عين ييتس عضوا في مجلس الشيوخ في دولة أيرلندا الحرة عام 1922، ويظل يعرف على أنه قائد ثقافي مهم، وكاتب مسرحي كبير (كان ييتس واحدا من مؤسسي مسرح آبي الشهير في دبلن)، وكواحد من أعظم شعراء القرن. حصل ويليم بتلر ييتس (ب.دبليو.ييتس) على جائزة نوبل عام 1923 وتوفي عام 1939 في سن الثالثة والسبعين و كان وقتها يعيش في جنوبفرنسا حيث أمضى سنوات طويلة من عمره هناك جزئيا بسبب وضعه الصحي. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية نقل جثمانه إلى أيرلندا ودفن في كنيسة درومكليف قرب مدينة سليغو أسفل جبل بين بيلبوو. ننقل لكم في السطور التالية بعض من النصوص الشعرية المترجمة للشاعر الأيرلندي وليم بتلر ييتس.