كان القوة الدافعة وراء النهضة الأدبية الأيرلندية، وأسس مسرح «آبي» ظل مديرًا له خلال سنواته الأولى، كما يعد الشاعر «ويليام بتلر ييتس»واحدًا من أهم الشخصيات الأدبية في القرن العشرين. تمر اليوم ذكرى وفاة «ييتس» ال75، هذا الشاعر الإنجليزي والكاتب المسرحي، والذي يعد أحد الشخصيات الوطنية، فهو عضو مجلس العموم البريطاني.وعلى الرغم من مشاعره وقناعاته الوطنية، فإنّه استنكر الحقد والتعصب اللذيْن اتسمت بهما الحركة الوطنية انعكس ذلك في شعره. وصفته لجنة نوبل شعره بالمُلهم، وبأنه من خلال الشكل الفنيّ الراقي جاء معبّراً عن روح شعب بأكمله. وكان هذا تكريماً لم يحظ به أديب أيرلندي قبله، ويعتبر "ييتس" واحداً من الكتاب القلائل الذين أتموا أهمّ أعمالهم الأدبية بعد الحصول على جائزة نوبل. «صنعت مِعْطَفاً لأغنيتي مغطّىً بزركشاتٍ من الأساطير القديمة من الكَعْبَيْن إلى الحلق لكن الحمقى أمسكوا به وارتدوه أمام أعين الدنيا وكأنما هم الذين صنعوه أيتها الأغنية، دعيهم يأخذوه فهناك المزيد من روح المغامرة في أن تسيري عارية».. "المعطف".. قصيدة كفيلة أن تحكي عن شخصية كاتبها المحبة للمغامرة، وبالرغم من أن "ييتس" فاز بجائزة نوبل على أعماله المسرحية في عام 1923، فإنّ شهرته ترتكز بالدرجة الأولى على إنجازاته في الشعر الغنائي. وقد صدرت له أعمال شعرية متعدده أهمها "البجعات الزرقاء في كول" (1919)، "مايكل روبرتيس والراقصة" (1921)، "البرج" (1928)، "الدرج المتعرج وقصائد أخرى" (1933)، "آخر القصائد والمسرحيات" (1940). عام 1923 حاز على جائزة نوبل في الأدب، وواصل الكتابة حتى موته عام 1939، عن عمر ثلاثة وسبعين سنة, كان وقتها يعيش في جنوبفرنسا حيث أمضى سنوات طويلة من عمره هناك بسبب وضعه الصحي. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية نقل جثمانه إلى أيرلندا ودفن في كنيسة درومكليف قرب مدينة سليغو وتحت جبل بين بيلبو. وفي قصيدته «العودة الثانية»، قال المترجم الدكتور عادل صالح الزبيدي: يتخيل "ييتس" أن حركة الصقر تشبه، أو هي جزء من حركة دولاب أو لولب أو مخروط ابتدعه الشاعر ليرمز إلى صراع القوى في العالم. في حال دوران هذه الآلة بشكل متسع تأخذ فيه الأطراف بالتباعد التدريجي عن المركز، يبدأ المركز بفقدان السيطرة عليها. وصورة الصقر في علاقته عبارة اخترعها الشاعر للتعبير عن إلهام أو إيحاء من نوع ما يتسلمه الشاعر. وفيها يقول: «الظهور الثاني إذ يلتف الصقر ويلتف بدولاب الأكوان بحركات متباعدة في الدوران، لا يقدر أن يسمع صقاره تتداعى الأشياء، والمركز لا يقدر أن يمسك بزمام الأجزاء فوضى صرف تنفلت على العالم ينفلت المد الدموي، وفي كل الأنحاء يغرق طهر الإنسان».