بالفيديو.. الأوقاف: كل نشاط للوزارة يهدف إلى مكافحة كل أشكال التطرف    سلطنة عمان تبدي رغبتها في الاستفادة من التجربة المصرية بالمدن الجديدة    البنك المركزي يضيف 10.74 ألف أونصة جديدة إلى احتياطي الذهب في نوفمبر    ننشر حركة تداول السفن والحاويات والبضائع في ميناء دمياط    وزير السياحة: المنتج السياحي المصري يتميز "بتجربة اجتماعية فريدة وثرية للسائح"    استمرار دخول شاحنات المساعدات من معبر رفح البري دعما لقطاع غزة    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر الكامل للجهود الرامية إلى تطوير آليات عمل البرلمان العربي    الأهلي يكثف مفاوضاته لضم بلعمري    تاريخ مواجهات المغرب والإمارات قبل نصف نهائي كأس العرب    طقس مائل للبرودة بالإسكندرية.. والصرف الصحي يعلن جاهزيته مع اقتراب نوة الفيضة الصغرى    ضبط محطة وقود غير مرخصة داخل مصنع بمدينة السادات    جائزة ساويرس الثقافية.. تعلن القوائم القصيرة لشباب الأدباء وكتاب السيناريو في دورتها الحادية والعشرين    رئيس "القومي للمسرح" ينعي وزير الثقافة الأسبق الدكتور محمد صابر عرب    "الوزراء" يستعرض تفاصيل الخطة الحكومية لتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة وأهم التحديات    الصحة: الخط الساخن (105) يستقبل 5000 مكالمة خلال نوفمبر 2025 بنسبة إنجاز 100%    مخالفة للقانون الدولي الإنساني ..قرار عسكري إسرائيلي بهدم 25 مبنى في مخيم نور شمس شرق طولكرم    دار الكتب والوثائق القومية تنعى وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب    بدء اجتماع إسكان الشيوخ لمناقشة استكمال امتداد الطريق الصحراوي الشرقي من الأقصر لأسوان    في ندوة تثقيفية نوعية بمجمع إعلام دمياط استثمار الوطن في براءة الطفولة حماية ووعي وبناء    محمد أشرف: تعرضت للظلم في الزمالك.. وفوجئت ببند في عقدي كان سببا في رحيلي    مصر تستضيف اجتماعات الاتحاد الإفريقي للسلة    لاوتارو مارتينيز: هدف إنتر ميلان التتويج بلقب الكالتشيو    تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه بمنتصف تعاملات اليوم    لأول مرة.. الرقابة المالية المصرية عضو بالمنظمة الدولية لمراقبي التأمين    تأجيل محاكمة 3 عاطلين بتهمة حيازة أسلحة وترويع المواطنين بالأزبكية ل 22 ديسمبر    تموين الفيوم ضبط 14 شيكارة أسمدة زراعية خاصة بوزارة الزراعة قبل بيعها بالسوق السوداء    الداخلية تكشف ملابسات حادث تصادم بمدينة 6 أكتوبر    الهيئة العامة للاستثمار تبحث التعاون مع IT Park Uzbekistan لدعم الشركات التكنولوجية وتعزيز الاستثمارات المتبادلة    جولة الإعادة لانتخابات النواب 2025، التنسيقية ترصد مشاركة ملحوظة في التصويت بقنصلية الرياض    وزيرة التضامن: إطلاق جائزتي الدكتور أحمد خليفة و"باحث المستقبل" باسم الدكتورة حكمت أبو زيد    وصول جثمان شقيقة عادل إمام لمسجد الشرطة ومحمد ورامى إمام أبرز الحضور    التحقيقات الأولية . ابن روب وميشيل راينر المشتبه به الرئيسى فى حادث مقتلهما بلوس أنجلوس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    غدًا انطلاق اختبارات اختيار كوادر مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده    "فورين أفيرز": واشنطن تعيش وهم الطائرات بدون طيار مما يفقدها تفوقها الضئيل على الصين    استشاري ينصح بتناول الشاي المغلي وليس الكشري أو الفتلة حفاظا على الصحة    جامعة بنها تنظم ندوة توعوية حول حقوق المرأة في التشريعات المصرية    «التعليم»: التعامل بمنتهى الحزم مع أي سلوكيات غير لائقة أو مخالفات بالمدارس    الاثنين 15 سبتمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    اعرف الرابط الرسمى للتقديم على وظيفة معاون نيابة إدارية دفعة 2024    ذكرى رحيل نبيل الحلفاوي.. رحلة فنان مثقف من خشبة المسرح إلى ذاكرة الدراما المصرية    جائزة ساويرس الثقافية تعلن عن القوائم القصيرة لشباب الأدباء وكتاب السيناريو    وزيرة التخطيط توقع مذكرتي تفاهم لتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمارات بين مصر وألبانيا    تأجيل محاكمة هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا فى نشر فيديوهات خادشة ل 22 ديسمبر    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟.. الأزهر للفتوى يوضح    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    إخماد حريق داخل عقار فى الهرم دون إصابات    إصابة نجم ريال مدريد تعكر صفو العودة للانتصارات    5 محافظات ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل بالمرحلة الثانية.. اعرفها    فيتامين سي ودعم المناعة.. ما دوره الحقيقي في الوقاية وكيف نحصل على أقصى فائدة منه؟‬    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    وفد من لجنة الصحة بمقاطعة هوبي الصينية في زيارة رسمية لمستشفى القصر العيني    المؤبد لمتهم بالاتجار فى الأسلحة النارية بقنا    تجديد تعيين 14 رئيسا لمجالس الأقسام العلمية بكلية طب قصر العيني    «فرنس إنفو»: تشيلي تدخل حقبة جديدة بعد انتخاب «أنطونيو كاست» رئيسا البلاد    من سوريا إلى أستراليا.. تحركات خطيرة من داعش    أولمبيك مارسيليا يفوز على موناكو بهدف ويشعل المنافسة في الدوري الفرنسي    كابال ينهي سلسلة 5 تعادلات.. يوفتنوس ينتصر على بولونيا في ريناتو دالارا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحلام الفنان في تجريد التجريد
نشر في شموس يوم 25 - 09 - 2017


بقلم د.إلهام سيف الدولة حمدان – مصر
وقفت طويلاً أمام لوحات "معرض الفن التشكيلي" الذى افتتحته أ.د.أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون؛ وأزاحت الستارعن معرض الفنان المتفرد بكل روائع سيكولوجية الخطوط والألوان أ.د.محمد عزب؛ وأنارت اللوحات قاعة د.مختارعبد الجواد بأكاديمية الفنون، وستمتد فعالياته على مدارشهر سبتمبر، وما أجمل "سبتمبريات"هذا العام لهذا المعرض الذي يتصدره عنوان : " الفن التشكيلي .. وتجريد التجريد"؛ فآمنت بأن الفنان .. هو ذلك المبتكر ذوالأفكار الغريبة عن التقليد، فالفنان غالبًا ما يكون سابقًا لعصره؛ ويعرفه الناس برؤاه المختلفة عن طبائعهم ونظرتهم للأشياء؛ نظرًا لتميز أفكاره وتفردها؛ لكنه في الواقع يُعد أذكى الناس وأكثرهم خيالاً وإحساسًا، فالفنان هو ركيزة الحضارة والقائد الكفؤ الذي نذرنفسه ليكون قاطرة التطورلمجتمعه والمجتمعات البشرية كافة؛ ويُعد دخوله لأي مجال عملي أوعلمي قد يحوِّله من العالم المعقول إلى العالم اللامعقول، فالفنان المرهف يرى مايراه الناس .. لكنهم لايرَون مايرى .
ونحن بدورنا لانملك إزاء كل هذا الجمال، وأمام تلك النقاط المضيئة في قاهرة المعزعاصمة المحروسة وأم الفنون في العالم؛ إلا أن نحيي كوكبة الفنانين القائمين على هذه القلعة الشامخة "أكاديمية الفنون"؛ لإيمانهم بأهمية الفن في حياة الشعوب؛ وأن العالم الذين نعيشُ فيه والملىء بالصراعات؛ يَعتمِد على الجانِب المادّي ( المال والمادّة )، فالفنون تعمل على إقامة التوازن المطلوب بين المظاهرالروحية مع الجوانب المادية فِي الحياةِ؛ لإشباع الرغبات اللامرئية الكامنة في الأعماق الإنسانية؛ فالفنون الجميلة مثل سماع الموسيقا وكتابة الشعروالفن التشكيلي.. هي السبيل للارتقاء بين أفراد المجتمعات التي تبتغي الارتقاء .
وقبل أن نذهب لاستعراض اللوحات، دعونا نقرأ ماذا قال الفنان عن معرضه، حتى نستطيع أن نتذوق معًا كُنْه وجمال وروعة هذا الفن : "التجريد .. مذهب في الرسم نشأ في الولايات المتحدة الأميركية خلال الخمسينيات من القرن العشرين؛ وانتشرفيما بعد في أوروبا، ويقوم على نظرية تقول بأن الألوان والخطوط والأشكال، إذا مااستخدمت بحريَّة في تركيب غير رسمي، أقدر على التعبير وإبهاج البصر منها حين تُستخدم وفقًا للمفاهيم الرسمية أو حين تُستعمل لتمثيل الأشياء أو الأشخاص، من أبرز ممثليها "جاكسون بولوك" و "هانس هوفمان ، وكان من ممثليها"نسكي" و "كلي" وتركت محاكاة الواقع الخارجي لكي تعبر عن الذات الداخلية، وفي الدراما تلجأ التعبيرية إلى تجسيد حالة لاشعورية بواسطة البنية غيرالواقعية والشخصيات الرمزية وتنظيم خاص للأسلوب …." ، "… المدرسة التجريدية الفنية .. اهتمت بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية، حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ماتكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السُّحب؛ أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة، وإن كانت تحمل في طياتها شيئًا من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان …" .
وتكمن المعضلة في كيفية تفكيك المعادلات الموضوعية للفنان؛ سواء في قصيدة الشعر أو الرسم بالريشة في لوحة الفن التشكيلي، ويقول أساتذة النقد الأدبي عن "القصيدة"؛ إن كل "نَصْ أدبي" يحمل في داخله تأويله لدى المتلقي أو المستمع؛ كذلك نجد هذا التأويل لكل من تقع عينه على اللوحة التجريدية؛ فيأخذك الخيال ويوجهك متخذًا من ثقافتك المعرفية تكِئة للتحليل والتأويل والإنصاف للعمل الفني الذي يشدك للوقوف قبالته؛ وتأمل نمنمات تفاصيله، وتحاول أن تعرف : ماذا يريد الفنان أن يقول .
وطال وقوفي وتأملي للوحات المعرض؛ وبخاصة لوحات التجريد في "الحروف العربية" ورؤيته في التعبيرعن "البحر" بضفافه وأعماقه المجهولة كما يراها بعيون فرشاته؛ والعمق الكامن في رؤيته التجريدية للجسد الأنثوي ل "المرأة" واستخدام التجريد بالشكل الجمالي والألوان الزخرفية المتقاطعة المتداخلة في هارمونيا رائعة؛ كأنها الموسيقا التي تعزفها الفرشاة على أوتار جسد الرقعة داخل إطارها المحدود .. حتى لتشعر كأنها تكاد تطير فوق رأسك ابتهاجًا بتصويرها وترجمتها بهذا الجمال . فكانت روعة التجريد للمرأة في تجليات اهتمامه بالتفاصيل والتضاريس الأنثوية دون التأثيرعلى المتلقي بتفاصيل "الوجوه والتقاطيع"؛ ربما ليترك للمشاهد حرية الانطلاق للخيال والتحليق في آفاق ذاته الداخلية، ومنحتنا لوحات "البحر" حرية الإبحار مع تلك الأشرعة التي تفتح صدرها للرياح؛ كأنك تقرأ قصة أو رواية عمادها الخطوط والألوان حتى نهاية الأفق في اللوحة .
إذن .. الفن هو الجمال الذي يعكس الواقعية والموضوعية؛ فالواقعية تجدها حيث الجودة والإبهار الجمالي والتعبير عن القيمة المستقلة لرأي الإنسان؛ والموضوعيه حيث تكمن قيمتها في الاعتماد على التجربة الإنسانية عامة؛ ويستطيع الفنان أن يعبر عنها لغير المتخصص؛ فيعكس ماعجز عن التعبير عنه من ليس لديه القدرة على التعبير؛ ويأتي الفنان كي " يخربش" أعماقه ووجدانه؛ ويجد في قصيدته أولوحاته غاية المراد لروحه الشفافة المرهفة؛ ويجد المشاهد أو المتلقي فيها المنحى الفلسفي الذي لايجده في الحقيقة على أرض الواقع من حوله .
واليوم نقف لنقدم كل التحية والإجلال لروعة لوحات "تجريد التجريد" في معرض الفنان أ.د.محمد عزب ؛ وكانت اللفتة الجميلة من أ.د.أحلام يونس؛ أن تنتقي مختارات من لوحات المعرض؛ لتزيين القاعات في صدارة الأكاديمية؛ لتكون خير شاهد على إبداعات الفنانين .. قاطرة الجمال في مصر المحروسة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.