فنانة تسعى لتنشيط الحركة الفنية في مصر, عشقت الفن منذ الصغر واتخذته رسالتها في الحياة, أقامت جاليري لتساعد الفنانين على عرض أعمالهم, نظرا لقلة القاعات مقارنة بعدد الفنانين. محيط رهام محمود الفنانة المصرية منى حسن, اختارت "جوجان" أحد أشهر الفنانين العالميين ليكون اسمه مرافقا لأتيليه"منى حسن" وأطلقته على قاعتها التي تقع بضاحية الزمالك, فهي تقول أن الحركة الفنية في مصر مهضوم حقها, تنظم ندوات ثقافية في صالون الأربعاء بالجاليري, وتقيم ورش فنية في مجالات مختلفة, وتطلق كراسة فنون التي يكتب بها كبار النقاد وبعض الفنانين, كما أن الفنانة ترعى بعض الفنانين رعاية كاملة. ووسط هذا الزخم لم تنسى الفنانة موهبتها وممارسة إبداعاتها, فقد أقامت مؤخرا معرضها الشخصي يأتيليه القاهرة, الذي افتتحه الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية, وضم نحو خمسة وثلاثين لوحة, واستمر قرابة عشرة أيام. تعرضت منى حسن لعدة موضوعات انتمى كل موضوع لمرحلة مختلفة مرت بها الفنانة, فمنها مرحلة البورترية التي عرضت من بينها ثلاثة لوحات تدخل في إطار التجريد التعبيري, حيث اهتمت الفنانة بتعبير ما تحويه نفوس الأشخاص, وعالجتها برؤيتها الخاصة. اعتزت الفنانة بلوحتها الزيتية التي رسمتها عندما بلغت من العمر ثلاثة عشر عاما حينما كانت في انجلترا, فأعادت إخراجها وعرضتها ضمن مجموعتها الفنية, وقد رسمت حسن في هذه اللوحة قلعة بإنجلترا جذبها شكلها . كما اهتمت الفنانة بالزرع والنخيل الذي ظهر في لوحاتها تجريديا يوحي بجمال الطبيعة, حيث استخدمت الحبر الشيني في رسم هذه الأعمال. وقد احتوى المعرض على بضع وعشرين لوحة عبارة عن تكوينات لونية تعبيرية,تتميز بالصراحة والوضوح, يظهر من بين ثنايا تلك التكوينات خيالات أشخاص يوحون بحب الفنانة لتلك الشخوص التي تظهر في اللوحة دون تعمد وقصد منها أثناء أستغراقها في العمل عن طريق اللاوعي. ففي لوحة أراها وكأنها طفل ينشأ ويتشبث برحم الأم, وفي أخرى أشعر وكأن فتاة تقف أمام دوامة مائية تسحبها نحوها ولا يشاهدها سوى أعين تنظر أليها من بعد, وفي لوحة أخرى أرى مجموعة من الأشخاص متناثرين وكأن ما يربطهم إحساس واحد رغم تباعدهما, كما رسمت الفنانة مجموعة من الخطوط متنوعة السمك فوق مجموعتها اللونية, وكأنها تصور الحصار الذي تقع فيه بعض البلاد العربية بين شباك تلك الخيوط, كل هذه المشاهدات لم تكن سوى تكوينات لونية ولكن اللوحة تحرك مخيلة المتلقى وتجذبه ليتحاور معها. وفى عمل شاهدنا خطوطا سميكة أشبه بالحروفيات التجريدية ترسمها الفنانة على خلفية سوداء بجرأة شديدة, وبنفس لون هذه الخلفية في لوحة أخرى ترسم منى سعف النخيل برؤية تجريدية جديدة. وقد استخدمت الفنانة في هذه اللوحات خامات مختلفة كالألوان الزيتية, والباستيل, والأويل باستيل, والجواش, والحبر الشيني, والقلم الرصاص.