بالصور .. غلالات الأدخنة الملوثة في معرض معتز الإمام معرض معتز الإمام محيط – رهام محمود أجساد شبة مشوهة يعلوها الغبار لتعبر عن التلوث البيئي في لوحات يعرضها الفنان السوداني معتز الإمام الذي يعيش في مصر منذ فترة طويلة تحت عنوان "ثاني أكسيد الكربون"، ويقام حاليا في جاليري "المشربية" بالدقي. يعمل الفنان على قضية تغير المناخ منذ ثلاث سنوات، ويعد هذا المعرض هو الثالث الذي يعبر عن هذه التيمة التي تشغل الفنان منذ فترة، وكان معرضه الأول في هذا الاتجاه منذ عامين هو "مناخات"، ثم معرض "النيل" والذي كان يضم لوحة واحدة كبيرة. معرض معتز الإمام يقول الفنان ل"محيط" : لا أحمل اللوحة مشاريع فكرية أكثر مما تحتمل، لكن "المناخ" مجرد صوت أصطحبه معي، فأنا أتابع المناخ وما يسببه من كوارث في دول العالم من سيول وغيرها، وأدرك تماما أن معظم الشعوب البسيطة تتعامل مع تغيير المناخ على أنه قضاء وقدر. لكن الحقيقة أن المتسبب في ذلك دول صناعية تتلف المناخ وتستفيد من ذلك، ثم تتحمل ذلك الدول الفقيرة التي يزداد بها الأمراض وغيرها من الأحداث الكارثية. أما عن المعرض فهو مشروع فني يعتمد على العناصر المكونة للعمل الفني العادية كاللون، التصميم، الخط ، وأهتم بالمناخ ولهذا اعتقدت أن ثاني أكسيد الكربون سبب من أسباب مشكلاتنا بسبب ارتفاع نسبته في الهواء الذي نتنفسه ، نتيجة عمليات الحرق في عوادم السيارات وغيرها ، وهو سبب التشوهات الذهنية للإنسان ، ولهذا رسمت شخصيات مخنوقة ومحتضرة. يضم المعرض نحو 36 لوحة استخدم الفنان في أغلبها الأوان الزيتية على الكانفس، والقليل منها "أويل باستيل". ظهر الجسد الإنساني واضحا في أغلب أعمال المعرض، إلا أن البطل الحقيقي للوحات هو التكوينات اللونية التي استخدمها الفنان ؛ فاللون في بعض اللوحات يبدو وكأنه غمامات ضبابية تعبر عن التلوث بشكل واضح الإمام والناقد شوقي معروف من خلال التكوين اللوني الذي يظهر من بين ثناياها بقايا من العناصر والرموز تطل أحيانا وتختفي أحيانا أخرى مندمجة باللون. خطوطه وضربات فرشاته عفوية وعنيفة في بعض اللوحات المجردة تماما من أي تفاصيل، وفي البعض الآخر تكون محسوبة لتظهر الجسد في واجهة اللوحة وكأنه البطل على الرغم من سيادة اللون على العمل. رسم في بعض اللوحات بورتريهات مشوهه هي الأخرى عالجها إما عن طريق اللون الذي يمحي أجزاء من الوجه بصراحته ووضوحه، أو عن طريق الخطوط العفوية والملامس الخطية التي تتخلل أنسجة الوجه. ولم يكتف الفنان بتوضيح أثر ذلك التلوث على الجسد الإنساني بل عبر عن ذلك الضرر الذي يقع على كائنات حية أخرى، كالحيوانات والنباتات والحشرات. فنجده يعبر في إحدى اللوحات عن أسماك شبه ميتة وعلى أجسادها تتناثر النقط السوداء والحمراء تعبيرا عن إختناقها بالتلوث. كما نجد بعض الحيوانات أو الحشرات بجانب قليل من أشخاص اللوحات إما تائهين في تلك التكوينات اللونية الغبارية التي تمثل التلوث، أو يظهرون فرادى وكأنهم في حالة إعياء شديدة. في إحدى لوحات المعرض يعبر الفنان عن حي أو مدينة بأكملها تعلوها غمامة كبيرة قاتمة اللون تحتل النصف العلوي من اللوحة، تهبط آثارها الرمادية وقطرات السواد على الأشخاص في النصف السفلي من اللوحة. يقول الفنان والناقد د. شوقي معروف عن المعرض: قام الفنان السوداني معتز الإمام بعمل معالجات تشكيلية تتناسب مع موضوع "التلوث" بما له من مخاطر ونتائج ضارة للحضارة الحالية وما يتسبب فيها من ماكينات وانبعاث عوادم السيارات؛ ولذلك نجد على سبيل المثال غلالة رمادية تعبيرية تمثل انبعاثات الغازات على الأجساد. وفي بعض الأعمال نجد ازدحام الناس متراصة بجانب بعضها البعض واستخدامه اللون الأصفر الذي يشعر المتلقي بنوع من الخطر الذي يحيط بهم.