ضم المعرض التشكيلي الذي افتتح مؤخرا بقاعة "بيكاسو" وحمل عنوان "رؤية واحدة"، إبداعات الفنانين عبد الوهاب مرسي وحسن عبد الفتاح وعمر النجدي ومحمد رزق، الذين اجتمعوا علي تصوير الفن المصري كلاً بأسلوبه الفني الخاص. تناول الفنان عبد الوهاب مرسي الفن المصري كموضوع وتيمة في آن واحد، فنراه قد تناول الشخصية المصرية بأشكالها الفرعونية، من خلال قانون النسب الذي التزم به الفنان المصري القديم بظهور الكتفين والقدمين للجسد من الأمام والوجه الجانبي، مع التأكيد علي الشخوص من خلال عمل استطالات طرفية، ليشكل الجسد البشري معظم تكوينات أعماله، الذي يظهر ويؤكد علي عظمة المصري، ألوان "مرسي" ألوان ترابية استقاها من بيئة المصري القديم، ونري أعماله تتميز بالتسطيح واللعب علي فكرة البعدين، ونفذ أعماله بالألوان الزيتية، كما لعب علي شكل المثلث أو الهرم بما يحمله من تراث كمرجعية، وما يحمله داخله من طاقة تكوينية، راعي الفنان في لوحاته إحكام التكوينات من خلال المحافظة علي اتصال العناصر داخل اللوحة، وتنوعت موتيفات أعماله بين التمساح والجدي والثور والسمكة والطائر الذي ظل ملازما للفلاح، وتناول المهنة من خلال موضوع الزراعة وحرث الأرض. بينما لعب الجسد الآدمي دور البطولة في أعمال الفنان حسن عبد الفتاح، إلي جوار تكويناته النباتية، فنري شخوص لوحاته تتوزع في أرجاء أعماله دون تقيد بمستويات الأرض والسماء، وتتداخل حدودها الخطية فيما بينها، عيونها استقاها من رمز العين المصرية الفرعونية، أعماله نفذها بالألوان الزيتية معتمدا علي الخطوط اللونية، التي لا يتقيد فيها باللون الواحد للخط، ودون أن يتقيد بفكرة الظل والنور بما تشكله من رتابة تتوزع حولها العناصر في تكوينات لونية، محكمة يغلب عليها الألوان الصارخة متنوعة بين الأزرق والأحمر بتدرجاتهما اللونية ويحسمها اللونان الأبيض والأسود، واستقي الفنان من الأشكال الفرعونية برمزيتها مثل الطائر الفرعوني وزهرة اللوتس، لتشكل الموتيفات في مجملها نسيجا من الألوان. الفنان عمر النجدي عبر بدوره عن رؤيته متناولا الجسد الآدمي كرمز تدور حوله معظم الأعمال، فرسم العازف في وضعية فرعونية صميمة، كتفاه للأمام ووجهه جانبي النظرة دون أن يتقيد بالنسب، ألوانه يغلب عليها اللون البني بدرجاته وصولا إلي اللون الذهبي، يرسم حدود شخوصه بخطوط مجردة سريعة وتلقائية، لكنها مدروسة تتناثر حولها رموزا فرعونية، معظمها زهرة اللوتس، نجد مسطح لوحاته يتفاوت بين التسطيح الكامل والتجسيم البسيط، الذي ترسمه تداخلات الخطوط، معطية أشكالا هندسية تعطي إيحاء بالتجسيم، كما يحيط لوحة العازف أشكال "نرد" الطاولة كرمز للعب، كما يرسم الفنان نساء لوحاته في وضعية مختلفة فالجسد كله في وضعية المواجهة، يتراصون إلي جوار بعضهن دون تكرار، يرسم أزيائهن المختلفة بتنوعها متداخلة مع ألوان الخلفية. أما الفنان محمد رزق فيظهر في أعماله تأثره بنشأته في البيئة الريفية في محافظة المنوفية من خلال أعمال فنية نفذها بأسلوب الطرق علي المعدن، فتناول الفلاحة كبطل، وجسدها في حركاتها المختلفة حاملة الجرة، وكذلك جسدها أثناء عملية الخبيز بأسلوب يميل الي الواقعية، كما نجده قد عبر في عدد من أعماله عن وجه وجسد المرأة بأسلوب يعتمد علي البناء الخطي المجرد.