ذكرت شبكة «فرنس إنفو» الإخبارية الفرنسية، أن تشيلي دخلت حقبة جديدة؛ بعد انتخاب زعيم اليمين المتطرف "خوسيه أنطونيو كاست" رئيسا للبلاد أمس؛ ليصبح بذلك أكثر رؤساء الدول يمينيةً منذ نهاية دكتاتورية أوجستو بينوشيه عام 1990. وأوضحت الشبكة، اليوم الإثنين، أن كاست 59 عاما حصل على نحو 58% من الأصوات، مقابل 42% لجانيت خارا، الشيوعية المعتدلة التي مثلت ائتلافا يساريا واسعا، وذلك وفقا للنتائج الرسمية التي استندت إلى فرز جميع الأصوات تقريبا.. وكان نحو نحو 16 مليون ناخب قد دعوا للاختيار بين المرشحين وتوقعت استطلاعات الرأي فوزاً ساحقا لكاست. وأشارت إلى أنه - في الجولة الأولى التي جرت منتصف نوفمبر - حصل كل من المرشحين النهائيين على ربع الأصوات، مع تقدم طفيف لليسار، إلا أن قوى اليمين مجتمعة حصدت 70% من الأصوات. خاض النائب السابق، وهو كاثوليكي ملتزم وأب لتسعة أبناء، حملته الانتخابية متعهدا بمكافحة الجريمة وترحيل ما يقارب 340 ألف مهاجر غير شرعي في البلاد. من جانبه، قال الفائز في الانتخابات لآلاف المؤيدين الذين تجمعوا أمام مقر الحزب الجمهوري في شرق سانتياجو: "سنرسخ احترام القانون في جميع المناطق". وأفادت الشبكة الإخبارية بأن إعلان فوزه أشعل احتفالات في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في العاصمة ففور إعلان النتيجة، هتفت مجموعة من الناس "بينوشيه، بينوشيه" ورفعوا صورا للزعيم السابق، الذي دافع عنه سابقا خوسيه أنطونيو كاست، في بلد خلفت فيه الديكتاتورية نحو 3200 قتيل ومفقود بين عامي 1973 و1990. وتلقى الرئيس المنتخب الذي سيتولى منصبه في مارس المقبل تهنئة من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي أشاد ب"الأولويات المشتركة، بما في ذلك تعزيز الأمن العام، وإنهاء الهجرة غير الشرعية، وتنشيط علاقاتنا التجارية" فيما أعرب الأرجنتيني الليبرالي المتشدد خافيير ميلي، حليف دونالد ترامب، عن "فرحته العارمة" بعد "الفوز الساحق لصديقه"، مؤكدا ثقته في إمكانية العمل معا لكي "تتبنى المنطقة مثل الحرية ونتحرر من نير الاشتراكية القمعي". ومن ناحيتها، أقرت المرشحة الشيوعية، جانيت خارا، بالهزيمة سريعا، ووعدت بمعارضة "حازمة"، بينما احتشد المتظاهرون في ساحة إيطاليا، مركز الانتفاضة الاجتماعية عام 2019 في سانتياجو. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة فرقت عشرات المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه. وكانت خارا، البالغة من العمر 51 عاما، وزيرة العمل السابقة في عهد الرئيس المنتهية ولايته جابرييل بوريك، قد وعدت برفع الحد الأدنى للأجور وحماية المعاشات التقاعدية. وتعد الجريمة والهجرة غير الشرعية من أبرز مخاوف التشيليين، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بتباطؤ النمو، يقول الخبراء إن هذه التصورات لا تتوافق مع الواقع في بلد يشهد ارتفاعا في عمليات الخطف والابتزاز، ولكنه لا يزال من أكثر البلدان أمانا في أمريكا اللاتينية. وخلال هذه الحملة، خفف خوسيه أنطونيو كاست، المعارض للإجهاض حتى في حالات الاغتصاب وزواج المثليين، من حدة مواقفه الأكثر تحفظا. اقرأ أيضا: مرشح أقصى اليمين خوسيه أنطونيو كاست يفوز برئاسة تشيلي